في عالم الاستخبارات.. الجواسيس مقامات
كتب ـ محمد الصاوي:
''الجواسيس مقامات''، جملة توضح اختلاف أهمية كل جاسوس لصالح الدولة التي يعمل لحسابها، وهو ما توضحه السطور التالية، من خلال سرد أشهر الجواسيس المقبوض عليهم في بعض الدول، حيث سنكتشف أن في بعض الحالات تدخل الدولة مفاوضات من أجل إطلاق سراح الجاسوس الذي يعمل لحسابها، وفي بعض الأحيان تتجاهل عملائها، وربما تتنصل منهم من الأساس لتتركهم يواجهون أحكاما قد تصل إلى الإعدام، باعتباره أنه أصبح ''كارت محروق''
وتضم سجلات الجاسوسية العالمية الكثير من الحالات التي توضح هذه الفكرة، خاصة أولئك الذين تم إلقاء القبض عليهم في مصر، من خلال ضربات نفذتها المخابرات المصرية للإيقاع بهم، ومن أشهرهم الجاسوس عزام عزام، الذي أدين في مصر بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، وسجن لثمان سنوات قبل إطلاق سراحه في صفقة سياسية عام 2004، وكان عزام يعمل في مصر تحت غطاء تجارة النسيج بين إسرائيل ومصر.
وفي يوليو 1997، أدين عزام عزام بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عامًا مع الأشغال الشاقة، وحكم على المتهم الآخر عماد عبدالحليم إسماعيل، بـ 25 عاما، ورفضت إسرائيل التهمة، وأعلنت أن لا علاقة لعزام عزام بأجهزتها الأمنية، وأن يوجد في مصر بصفة مدنية، إلا أنه في 2004 قبلت مصر إطلاق سراح عزام في صفقة تبادل بين الجاسوس و6 طلاب مصريين كانوا اعتقلوا من قبل إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستطاعت مصر بعدها في ضربة مخابراتية أخرى، القبض على الجاسوس الإسرائيلى إيلان تشايم جرابيل، بأحد الفنادق بوسط القاهرة بعد أن توصلت المخابرات العامة إلى أنه تم الدفع به إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض الأعمال لصالح الجانب الإسرائيلى، وتجنيد بعض الأشخاص لجمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير.
وقامت مصر بإجراء صفقة تبادل مع الجانب الإسرائيلي بإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي بعد احتجازه بمصر لمدة 5 أشهر مقابل إطلاق سراح 25 من السجناء المصريين في إسرائيل والمتهمين في قضايا سياسية من بينهم ثلاثة من الأطفال المعتقلين.
وبالإشارة إلى النساء في مجال التجسس ألقت المخابرات المصرية القبض على انشراح موسى، وهي سيدة مصرية عملت بالتجسس لصالح إسرائيل، تم القبض عليها بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وحُكم عليها بالإعدام في 1974، إلا أن اسرائيل لم تفرط فيها أو تتخلى عنها، وطلبت من الحكومة المصرية إطلاق سراحها ومقايضتها بمصريين داخل السجون الاسرائيلية وبالفعل تم الإفراج عنها بعد 3 سنوات، في صفقة تبادل أسرى، وتمكنت من دخول إسرائيل مع أولادها الثلاثة.
وعلى الجانب الفلسطيني أعدمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في غزة، خلال حربها مع إسرائيل الأخيرة، 18 فلسطينيا اتهمتهم بالتخابر مع إسرائيل بعد يوم من تعقب إسرائيل لثلاثة من قادة حماس الكبار وقتلهم، حيث تم إعدم 7 أشخاص فى أول عملية إعدام علنية بالقطاع منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث قتل نشطاء ملثمون يرتدون ملابس سوداء المتهمين بالتخابر الذين غطت رؤوسهم وكبلت أيديهم أثناء خروج المصلين من المسجد العمري بميدان فلسطين أحد أكثر ميادين غزة ازدحاما.
وبعدها قتلت حماس 11 شخصًا يشتبه في أنهم تخابروا مع إسرائيل في مركز شرطة مهجور، دون تعليق من جانب الاسرائيلي على حالة الاعدام الجماعية لعملائها، ما يعني التفريط فيهم والتخلي عنهم ، كما تخلت إسرائيل عن عميلها الفلسطيني الذي عُرف باسم ''وودي ألين'' والذي انتهى به المطاف بعد عمله لسنوات مع إسرائيل إلى شريد في شوارعها، حسب جريدة الحياة اللندنية، وأوضحت الصحيفة أن مهمة ''ألين'' وهو فلسطيني من منطقة نابلس ''كانت تقتصر على القبض على مطلوبين وإحباط عمليات''، ولفتت إلى إنه حينما أثيرت شكوك حول تعامله مع إسرائيل هرب وانتقل بمساعدة الأمن الإسرائيلي للإقامة في تل أبيب.
وفي عام 2001 اعترفت إسرائيل بأنه يستحق رعاية الدائرة التي ترعى عملاء الأجهزة الأمنية وحصل على مواطنة إسرائيلية، وبعد سنوات توقف الدعم ولم تفلح رسائله العديدة إلى المعنيين في حصوله على أي مستحقات، ووجد العميل نفسه في النهاية متشردا من دون مأوى ينام في الشوارع والحدائق والمتنزهات، ما يجسد تخلي الصهاينة عن عملائها الذين باتوا غير مهمين بالنسبة للموساد.
ومن النماذج المشابهه، مهندس نووي مصري يعمل بهيئة الطاقة الذرية، أدين بتهمة التجسس لإسرائيل، جند من قِبل المخابرات الإسرائلية عام 2006 في هونج كونج، حيث أمدهم بمعلومات ومستندات مهمة وسرية عن أنشطة هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية. وكلف بدس برنامج سري في أنظمة حواسيب الهيئة، تتيح للمخابرات الإسرائيلية الإطلاع على جميع المعلومات المخزنة في هيئة الطاقة الذرية، وتم القبض عليه فور وصوله مطار القاهرة الدولي بتاريخ 18 فبراير 2007، وأدين بتهمة التجسس لإسرائيل وحكم عليه في 25 يونيو 2007 بالسجن 25 عاما.
كما تجاهلت إسرائيل، عماد عبدالحليم إسماعيل، والذي تجسس لصالح إسرائيل، وزرع في مصر خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي، تم القبض عليه هو وشريكه عزام عزام في عام 1996م، وأدين بتهمة التجسس ونقل معلومات عن المنشآت الصناعية المصرية إلى إسرائيل، وحكم عليه بـ25 عاما، بينما حكم على شريكه عزام عزام بالسجن خمسة عشر عاما مع الأشغال الشاقة الا أن اسرائيل تفاوضت على عزام، وتجاهلت عماد لانه لايحمل الجنسية الاسرائيلية.
وتسبب العميل السابق للاستخبارات الأميركية ''ادوارد سنودن'' في أزمة بين أمريكا والدب الروسي بعد اتهام سنودن في الولايات المتحدة بالتجسس وبسرقة وثائق حكومية بعد الكشف عن حجم برنامج التجسس الأميركي على الاتصالات الإلكترونية في العالم، وصل إلى موسكو عبر هونغ كونغ ، إلا أن روسيا لم تتخل عن عميلها وقامت بحمايته وإعطائه حق اللجوء المؤقت إلى روسيا، لكن السلطات الأميركية سحبت جواز سفره وانتهى به الأمر بالبقاء في روسيا .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: