القرود هربت من ليبيا.. و"المصريين لسه هناك''
كتب ـ محمد الصاوي:
في نوفمبر الماضي، هرب 35 قردًا من ''حديقة حيوان الجلاء'' الواقعة شرق مدينة بنغازي. وحاليًا باتت الحديقة مهجورة بسبب المواجهات العنيفة الدائرة بين الجيش والميلشيات المتطرفة هناك. إلا أنه في الوقت الذي قررت فيه ''القردة'' الهروب من الوضع المضطرب في ليبيا، تزايدت أعداد المصريين المسافرين إليها طلبًا لـ ''لقمة العيش'' ولو على حساب الحياة نفسها.
القتل على الهوية والدين
مع الأيام الأولى للثورة الليبية بات وضع المصريين في ليبيا مأساويًا، ولم تسلم البعثة المصرية الدبلوماسية في طرابلس من عمليات الاستهداف، وكان من بين أشهر حوادث ''القتل على الهوية والدين'' ما تعرض له 7 من المصريين في بنغازي فبراير الماضي من عملية تصفية على طريق ''جروثة'' في مدينة بنغازي، رميًا بالرصاص بعدما قيدت أيديهم من خلف، مرورًا بحوادث قتل وخطف فردية كان آخرها مقتل طبيب مصري مسيحي وزوجته واختطاف ابنته التي وجدت جثتها عقب الحادث بساعات، وفق ما أفاد مسؤولون ليبيون لوسائل إعلام محلية.
ويرجع المسؤولون الليبيون حوادث قتل وخطف المصريين في ليبيا إلى دوافع دينية، حيث قال يوسف طبيقة رئيس مجلس تسيير شؤون منطقة جارف في سرت، في تصريحات صحفية لوسائل إعلام محلية، أن ''دوافع جريمة مقتل الطبيب المصري في سرت ربما تكون لأسباب دينية ولا علاقة لها بالسرقة''.
وفي بيان لها حول أوضاع المصريين هناك، أوردت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أمس بموقعها الإلكتروني، تقريرًا أكد ارتفاع حصيلة عمليات الاختطاف التي يشهدها المصريون المقيمون في ليبيا خلال الأشهر الأربعة الماضية، إلى 24 شخصًا، بعدما تعرض 13عاملاً قبطيًا - أفرج عنهم اليوم - للخطف، السبت، على يد ميليشيات متطرفة في مدينة سرت، بعد 4 أيام فقط من اختطاف 7 آخرين، أثناء عودتهم إلى القاهرة، لترتفع حصيلة عمليات اختطاف الأقباط هناك إلى 20 في أقل من أسبوع، في الوقت الذي لا يعلم فيه مصير الـ 4 أقباط التابعين لمحافظة أسيوط الذين تم اختطافهم في شهر أغسطس الماضي، وفق التقرير.
هذا الوضع والحال الذي يحياه المتواجدون في الأراضي الليبية عامة والمصريين على وجه الخصوص، دفع وزارة الخارجية، أمس الأحد، لتجديد تحذيراتها للمواطنين المصريين من مغبة السفر إلى ليبيا في ظل الظروف الأمنية الراهنة التي تمر بها، حيث ناشدت الوزارة رعاياها في ليبيا توخي أقصى درجات الحرص والحيطة والابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات واللجوء إلى مناطق أكثر أمنًا. فيما شددت الخارجية على أهمية التزام سائقي الشاحنات المصرية بتعليمات عدم تجاوز غرب مدينة طبرق، شرق ليبيا.
الموت مقابل الرغيف
أكد اللواء العناني حمودة مدير أمن مطروح، في تصريحات اليوم الاثنين لـ ''مصراوي''، أن تقاريرًا أمنية رصدت تزايد أعداد المصريين المتسللين إلى ليبيا عبر الحدود، وفيما بلغت أعداد المهاجرين بشكل غير رسمي 1500 شخصًا، ألقى القبض عليهم خلال أكتوبر 2014، ارتفعت تلك الحصيلة إلى 2000 حالة هجرة خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين.
وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، الأحد في مداخلة هاتفية ببرنامج ''صباح أون'' على قناة ''أون تى فى'': ''إن الأوضاع في ليبيا كارثية ولا يوجد أي تواجد دبلوماسى مصري على الأرض والسفارة تم إجلاؤها والقنصلية كذلك، وحذرنا من السفر لليبيا''.
وكشف عبد العاطي أن الوزارة أشرفت على إجلاء 40 ألف مواطن مصري عادوا مرة أخرى إلى ليبيا رغم ما عانوه هناك. وأضاف أن سفير ليبيا في القاهرة اشتكى، السبت، من المصريين المنتظرين أمام السفارة الليبية من الراغبين في السفر إلى هناك، ''طلبًا لربح مادي يضحون في سبيله بأنفسهم''.
وأبدت التقارير مخاوفها من تزايد أعداد المصريين الساعون للذهاب إلى ليبيا رغم أعمال العنف والحرب الأهلية الدائرة هناك، حيث كانت محافظات: أسيوط، وبني سويف، وسوهاج، والفيوم، والمنيا، وكفر الشيخ، والبحيرة، والدقهلية، والإسكندرية، والشرقية، والغربية، هي أكثر المناطق المصدرة للعمالة المهاجرة بشكل غير شرعي إلى ليبيا، لأسباب لها علاقة بزيادة نسبة الفقر وارتفاع معدلات البطالة في هذه المحافظات.
وكانت وزارة العمل والتأهيل الليبية، قررت في سبتمبر الماضي، بحث تنظيم وتقنين وجود العمالة المصرية في ليبيا ''نظرًا لكثرة أعدادها ودخولها البلاد بطرق غير مشروعة''، وفق ما أكدته الناطقة باسم الوزارة ربيعة عمار في تصريحات صحفية آنذاك.
ويبقى السؤال حول كيفية حل أزمة المصريين في البلد الذي كان يستوعب أكبر نسبة من العمالة المصرية قبل 4 أعوام.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: