لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

توت عنخ أمون.. قصة "قناع" أهتم به العالم وشوهته وزارة الآثار

08:24 م الأحد 11 أكتوبر 2015

قناع توت عنخ آمون

 

تقرير- نسمة فرج:

نشرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، في أغسطس من العام الماضي، تقريرًا حول سقوط ذقن قناع "توت عنخ آمون"، وإعادة لصقها بشكل متسرع بمادة "الإيبوكسي" غير الملائمة والتي تُستخدم في أعمال السباكة، والتي فاقمت من الأزمة، وتُظهر عمال الترميم وهم يعيدون لصق ذقن القناع.

وصرح الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، بعد خروج هذه التقارير، وقال إنّ بعض الصحف والمواقع تداولت صورًا خاطئة أخذتها عن مواقع التواصل الاجتماعي بعد التلاعب بها بالفوتوشوب، موضحًا أنه كلّف أحد الخبراء الألمان الموجودين في مصر بتقديم تقرير حول الواقعة، ونفى تعرض التمثال لأي تشويه عقب ترميمه.

بعدها بأيام، عقد الدماطي، مؤتمر صحفي في المتحف المصري بالتحرير برفقة الخبير الألماني وأقر وقوع الخطأ في ترميم القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، وبفشل الفريق المكلف بترميم القناع بالمتحف المصري في إتمام هذه المهمة، حيث تم تشويه ذقن القناع الأثري وكسره وعلى إثره حُول جميع المسؤولين عن الترميم الخاطئ لقناع الملك توت عنخ آمون بالمتحف، للتحقيق لاتخاذ اللازم.

وأوضح وزير الآثار أن الخطأ ليس كبير وإنما هي مجرد زيادة في المادة اللاصقة وإن الإعلام أثر المشكلة وهي بسيطة وليس كبيرة كما أثرتها وسائل الإعلام.

وقد أكد خبراء الآثار الدوليين، أنه سيتم التعامل مع الأمر على مرحلتين، الأولى تتمثل في الوقوف على حقيقة الوضع وتقييم حالة القناع بشكل علمي مجرد، والثانية أنه إذا ثبت وجود تلف بالقناع ففي هذه الحالة سيتم إيفاد خبراء متخصصين للقيام بأعمال الترميم المناسبة.

وبدأ فريق مصري ألماني مشترك، أمس السبت، بأعمال المعالجة والترميم للقناع الذهبي للملك توت عنخ آمون، وسيتم رفع القناع من فاترينة عرضه بالقاعة رقم (3) بالمتحف المصري، ونقله إلى الغرفة (55)، وبعد عملية الترميم الخاطئ للقناع بمادة الأيبوكسي في أغسطس 2014.

تأتي هذه الخطوة بعد العديد من الأقاويل والتصريحات المثيرة للجدل من مسؤولي الآثار، بعد أن انتشرت معلومات بشأن شائعات سقوط ذقن قناع توت عنخ آمون، فمن نفي وزارة الآثار للواقعة في بداية الأمر إلى الاعتراف بها في النهاية، وما تبعها من فصل مسؤولي الترميم بالمتحف المصري.

وعلقت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، أنه تم اختيار غرفة خاصة داخل المتحف المصري بالتحرير، وهي الغرفة رقم 55 لتشهد مختلف مراحل العمل على القناع، لافتة إلي أنه يجرى تجهيز الغرفة بمختلف الأجهزة والمعدات المطلوبة لأعمال المعالجة والترميم، بالإضافة إلى تزويدها بأحدث كاميرات المراقبة.

يعتبر توت عنخ أمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازاته حققها أو حروب انتصر فيها كما هو الحال مع الكثير من الفراعنة، وإنما لأسباب أخرى تعتبر مهمة من الناحية التاريخية ومن أبرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف.

وبالإضافة إلى لغز وفاته إذ اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدًا أمرًا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة، وزواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونًا.

كل هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ أمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلت من توت عنخ أمون أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لا جواب لها اعتبرها البعض من أقدم الاغتيالات في تاريخ الإنسانية.

تولى توت عنخ أمون حكم مصر عندما كان عمره 9 سنوات واسمه باللغة المصرية القديمة تعني “الصورة الحية للإله أمون”، كبير الآلهة المصرية القديمة، عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد الأحد.

وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة، تم اكتشاف قبره عام 1922 في وادي الملوك من قبل عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة اعلامية واسعة النطاق في العالم.

وتأتي أهمية القناع للدلالة على ارتفاع المستوى الفني والحرفي الذي وصل إليه المصريون القدماء في الدولة الحديثة، وقد كان يغطي رأس المومياء المكفنة في تابوتها، وسجل عليه التعويذة الحادية والخمسون بعد المائة باء من كتاب الموتى تأكيدا لمزيد من الحماية لجسد الملك.

وقد عني الفنان بتمثيل التفاصيل الدقيقة الصادقة حتى تتمكن روح الملك المتوفى من الاهتداء إلى جسده ومن ثم تعين على بعثه، ونرى الرأس وقد غطيت بغطاء الرأس الملكي وزينت الجبهة برموز الملكية والحماية المتمثلة في النسرة والكوبرا.

وقد تم تشكيل الألواح الذهبية المستخدمة هنا عن طريق التسخين ثم الطرق، واستخدمت أحجار الأوبسيديان والكوارتز في تشكيل العينين واللازورد في تشكيل الحاجبين والجفنين وزين الصدر بقلادة من الأحجار شبه الكريمة والزجاج الملون والذي ينتهي برؤوس الصقر.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان