لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بطرس غالي.. قصة مصري تآمرت عليه أمريكا وإسرائيل بالأمم المتحدة

11:23 م الخميس 15 أكتوبر 2015

بطرس غالي

كتب - عبدالله قدري:

فازت مصر بالعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن خلال دورته 2015 - 2016. وهذه هي المرة الخامسة التي تحصل فيها القاهرة على العضوية غير الدائمة، حيث حصلت عليها لأول مرة عام 1946، ويعتبر الفوز بهذا المنصب بحسب دبلوماسيين، انتصار على الصعيد الدولي والدبلوماسي.

وبهذه المناسبة، يستعرض مصراوي واحدة من أهم الانتصارات للدبلوماسية المصرية على الصعيد الدولي، وذلك حينما شغل الدكتور بطرس بطرس غالي منصب السكريتر العام للأمم المتحدة، عقب محاولات من الوفد المصري عام 1992 برئاسة السفير نبيل العربي مندوب مصر لدى الأمم المتحدة آنذاك، والأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية.

تولى الدكتور بطرس غالي منصب السكرتير العام للأمم المتحدة في أول يناير 1992، ولكن وصوله لهذا المنصب الرفيع لم يكن بسهولة، إذ سبقت ذلك جهود مضنية من الوفد المصري خاصة بعد تردد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لترشيح غالي للفوز بهذا المنصب، بالإضافة إلى بلوغ عدد المرشحين على هذا المنصب، إلى ستة أشخاص، كان أبرزهم الرئيس النيجري الأسبق اللواء "أويسنجو"، ووزير خارجية زيمبابوي الدكتور "تشيدزيرو"، وكانت فرصة الرئيس النيجيري أكبر لكون أن بلاده هي رئيس منظمة الوحدة الإفريقية.

ويقول الدكتور نبيل العربي المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة آنذاك، "مطالب الدول الأعضاء بمجلس الأمن بأن يكون السكرتير العام للأمم المتحدة من أفريقيا، وأعلنت الصين-التي لها حق استخدام الفيتو- أنها ستتسخدم الفيتو ضد أي مرشح غير أفريقي"، ولكن كما ذكرنا كان رئيس نيجيريا الأسبق هو الأوفر حظًا نظرا لترأس بلاده منظمة الوحدة الإفريقية هذه الفترة، وبناء على ذلك بذلت مصر مساعي كبيرة من منطلق مبدأ " كل شيء في الحب والحرب مباح"، وحاولت التقليل من شأن المرشحين الآخرين، وساقت مبررات أن أحد المرشحين عسكري سابق ولا يجوز لعسكري أن يتولى زمام منظمة دولية، وأن المرشح الآخ كان ماركسيًا، ويقول العربي إن هذه المبررات لاقت استحسان من الدول الغربية وأمريكا اللاتينة.

بذلت مصر مساعي مع المندوب الفرنسي الدائم آنذاك، "جان برنار" وتم التوصل إلى انعدام فرصة أي أفريقي للفوز بهذا المنصب، إذا لم يقع الاختيار على الدكتور بطرس غالي، ولكن بعد جهود مضنية وترتيبات هنا وهناك مع الدول الأفريقية، خاصة بعد أن تسرب خبر أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن يفوز بهذا المنصب غير أفريقي، وأعدت أسماء المرشحين لذلك، هنا توحدت جهود الدول الأفريقية، وقررت الاتفاق على دعم بطرس غالي الذي فاز بالمنصب بعد موافقة 11 صوت، وامتناع دولة واحدة عن التصويت، يقول الدكتور نبيل العربي" أظن أن الولايات المتحدة هى الدولة التي امتنعت عن التصويت".


وبعد توليه منصبه، قرر الأمين العام وضع رؤية خاصة وموسعة للتنمية، وعقدت سلسلة من المؤتمرات التاريخية، منها مؤتمر القمة المعني بالنهوض الاقتصادي بالمرأة الريفية الذي عقد في جنيف فبراير 1992، ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية الذي عقد في ريو دي جانيرو في عام 1992، والمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المعقود في فيينا في عام 1993.

وكانت رؤية بطرس غالي وقتها، أن هذه السلسلة من المؤتمرات تعد نسقا متصلا يوفر فرصا فريدة لرفع مستويات الوعي ووضع القواعد والمعايير.

وحينما أرادت مصر التجديد لبطرس غالي ولاية ثانية، رفضت الولايات المتحدة هذا المطلب، وساقت السفيرة الأمريكية"أولبرايت"، مبررات الولايات المتحدة للوفد المصري منها: أن غالي كثير السفر، وعنيد وصعب المراس ولديه آراء محددة، والولايات المتحدة تمارس عليه ضغوط حتى يتماشى مع سياستها، كما أن الولايات المتحدة لا تقبل هذا النوع من الأشخاص.

ويرجح الدكتور نبيل العربي في كتابه "صراع الدبلوماسية" أن تقرير قانا الذي أعده الدكتور بطرس غالي وفضح به جرائم الاحتلال الاسرائيلي في مجزرة قانا جنوب لبنان والتي راح ضحيتها 106 من المدنيين، أحرج إسرائيل أمام الرأي العام، وأزعج الولايات المتحدة، وبالتالي اعترضت الولايت المتحدة، على التجديد للدكتور بطرس غالي، وبعدها بأيام جرى اقتراع غير رسمي وفقا للعرف داخل المجلس، وحصل كوفي عنان على 12 صوتا مؤيدا، ورفضت مصر المضي قدما في خطوات ترشيح غالي لولاية ثانية، حتى لاتخسر كوفي عنان التي أجمعت القوى الدولية عليه.

عن ذلك يقول الدكتور بطرس غالي في حورا سابق له على قناة الجزيرة،" هناك ضغوط مورست علي إذا نشرت هذا التقرير من واشنطن بشكل غير مباشر، وأن مصر ليس لديها مصلحة لنشر هذا التقرير، كما أن التقرير سوف يضر بمصلحة شيمون بريز في الانتخابات الإسرائيلة آنذاك".


ومجزرة قانا الأولى وقعت في 18 أبريل 1996 تمت في مركز قيادة في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأدى قصف المقر إلى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثير بجروح. واجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.

ويعتبر بطرس غالي الأمين العام السادس للأم المتحدة، من مواليد 14 نوفمبر 1922، عمل أستاذا بالقانون الدولي بجامعة القاهرة، وأسس مجلة السياسة الدولية، ترأس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ومنظمة الفرانكفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة، كام له فكرة طرحها أيام حكم الرئيس السادات، وكانت الفكرة تدور حول "إنشاء عاصمة عربية تتوسط جغرافيا بين مصر وليبيا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان