لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجيزاوي.. 3 سنوات في عتمة السجن من المخدرات إلى داعش

09:20 ص الجمعة 16 أكتوبر 2015

كتبت – نورا ممدوح :

لم يكن يعلم" الجيزاوي" أنه حينما يقرر أداء مناسك العمرة هربا من ضغوط الحياة ومشاكلها وبحثاً عن حالة من الصفاء الذهني والروحانيات، لن يعود مرة أخرى مع زوجته في ذات الفوج السياحي الذي غادر الأراضي المصرية معه، فكان وصوله لمطار جدة هو أول محطاته التي عاقت بينه وبين "العودة".

المحامي والناشط أحمد الجيزاوي، يمكث الآن بين قضبان سجون السعودية، بعد إلقاء القبض عليه في إبريل عام 2012، بتهمة محاولة إدخال الالاف من أقراص "الزانكس" المخدرة الممنوع تداولها على أراضي السعودية، ومن هنا بدأت رحلة معانته وأسرته لمحاولة نفي التهمة عنه .

وفي محاولة لإيضاح حقيقة التهمة المنسوبة إليه، أصدر مطار القاهرة حينها بياناً رسمياً يخلي فيه مسؤولية أحمد الجيزاوي من أي ممنوعات وأنه مر بإجراءات التفتيش بالمطار دون أي عائق، إلا أن السلطات السعودية لم تصغى لهم.

يذهب نظام ويأتي أخر وتبقى قضية الجيزاوي " محلك سر" فمنذ أن تم القبض عليه خرجت العديد من التظاهرات المطالبة بالإفراج عنه، إلا أن ذلك لم يُحرك ساكناً في قضيته حتى حُكم عليه بالجلد 300 جلدة، والسجن 5 سنوات، بتهمة تهريب مواد مخدرة للأراضي السعودية.

في محاولة من " مصراوي" لاسترجاع قضة" الجيزاوي" المنسية في طيات الأنظمة، تواصلنا مع شيرين الجيزاوي شقيقته لمعرفته أخر التطورات التي وصلت إليها قضيته.

كشفت "الجيزاوي" أنه تم اسقاط التهمة التي كانت موجهة إليه بحيازة مواد مخدرة وذلك لعدم ثبوت إي إدانات ضده، إلا أنه تم إعادة محاكمته بتهم جديدة وهي الدخول على موقع "تويتر" وكتابة تدوينات تدعو للفكر العلماني والليبرالي " على الرغم من أنه لا يمكلك حساب عليه من الأساس".

"الانضمام لتنظيم داعش"، كان من بين التهم التي تم توجيهها إليه على الرغم من أنه يمكث داخل السجن قبل ظهوره في العالم العربي بعامين، تقولها شيرين التي أكدت أنهم لم يكتفوا بتلك التهم "الملفقة" وتم توجيه إليه تهمة إهانة الذات الملكية والتعالي على السلطة المالكة بالسعودية.

التصعيد للمجتمع الدولي هو سبيل " شيرين" واسرتها لمساعدة شقيقها الذي يقبع بالسجون بتهم " غير معقولة ويضيعوا من عمره وحياته بدون اثبات للتهم واتباع سياسة المماطلة في تنفيذ العدل"، وذلك بعد محاولتها التواصل مع الجانب المصري للتدخل وحل أزمته إلا أنها تصطدم بـ" الوعود على مفيش".

لا تنحصر معاناة " الجيزاوي" في ظُلمة السجن ووحشته، إلا أن سرطان القولون يزيد عليه الألم ضعفين، وحاول أسرته تخفيف الألم عليه بإرسال الأموال التي تسمح بشراء ما يلزم له من علاج، لأنه وفقاً لما تقول شقيقته لا توفر الخارجية العلاج للمسجونين المصريين بالسعودية ويكون على نفقة أهله.

مكالمة كل شهر ينتظرونها منه على أمل الاطمئنان عليه، على الرغم من أن المدة التي من المفترض أن يجري بها الاتصال بهم رسمياً هي أسبوعين ،إلا أنه لا يتم تنفيذها إلا في حالة مرور أحد المستشارين على السجن كزيارة تفتيشية عليهم .

3 سنوات و6 أشهر هي الفترة التي قضاها "المحامي الحقوقي" في السجون بعيدا عن أبنته التي وصلت لعامها الخامس دون أن تعلم سبب اختفاء والدها الذي تفتقده في أولى سنوات حياتها، وتنتظر اليوم الذي تخبرها فيه والدتها عن عودة أبيها لترتمي بين أحضانه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان