انتخابات المرحلة الأولي للبرلمان.. "عُرس" من غير "عريس"
كتب - أحمد لطفي:
لا يوجد عُرس بدون عريس، أو حتى "عروسة"، آخر انتخابات شارك فيها المواطنين كانت بمثابة العُرس كما يُعرفه المُعجم، رقص وزغاريد وطبول وفوز للرئيس عبد الفتاح السيسي، برئاسة الجمهورية، مرت الأيام تلتها الشهور، وبدأت الانتخابات البرلمانية، لكنها لم تُكن أبدًا "عُرس"، حيث شهدت انتخابات مجلس النواب في مرحلتها الأولي والمتمثلة في الاستحقاق الأخير لخارطة الطريق، ركود تام وإقبال ضعيف من قبل الناخبين على مدار يوميين متتاليين.
إذا ما السبب؟
أرجع وزير التنمية المحلية، اللواء أحمد زكي بدر، السبب إلى درجات الحرارة ورغبة المصريون في انتظار اللحظات الأخيرة للإدلاء بأصواتهم، منوهًا إلى أن الغرامة التي تقدر بـ500 جنيهًا مصريًا سوف تطبق على الممتنعين حال طلب اللجنة العليا للانتخابات ذلك.
وتشير التقديرات إلى أن الممتنعين عن التصويت يقدرون بحوالي أكثر من 20 مليون ناخب من أصل 27 مليون ناخب في هذه الجولة. وعلى الرغم من أعطي الحكومة نصف يوم عمل اليوم للسماح للناخبين بالذهاب لمقارهم الانتخابية إلا أن الأمر لم يختلف كثيرًا عن أمس الأحد.
عدم ثقة
يقول الناشط الحقوقي نجاد البرعي، في تصريح لمصراوي، أن سبب عزوف المصريين عن الذهاب للإدلاء بأصواتهم يرجع الي عدم ثقتهم في النظام الحالي، والسياسيات المتبعة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي على مدار عاميين متتاليين.
وأكد أنه أكبر دليل على ذلك يظهر من خلال مقارنة بسيطة بين انتخابات 2011 و2012 والتي ستظهر الفرق بينها وبين الانتخابات الحالية.
فيما اختلفت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، مع رأي "البرعي" في أن سبب ضعف الاقبال يرجع الي السياسات المتبعة من الرئيس، موضحة أنها شائعات تروجها أنصار الإخوان المسلمين.
نظام انتخابي مُعقد
وأرجعت "أبو القمصان" أن السبب وراء عدم نزول المصريين للانتخابات البرلمانية يرجع الي النظام الانتخابي الذي أشبهته بـ"المُعقد"، لما فيه من عدم شرح كافي لمجريات الانتخابات والمحافظات التي تواجه نسب أمية عالية دون تسويق كافي، مشيرة إلى التنويهات الخاصة بالانتخابات برزت أرقام أيام الانتخابات ولم تُشر إلى تواريخها.
وأكدت رئيس المركز المصري لحقوق المرأة أنه كان لابد من توجيه خطاب محلي لمحافظات المرحلة الأولي بأسماء الدوائر وأبرز المرشحين لتعريف المواطنين بالانتخابات، فضلا عن قلة الدعاية الانتخابية لمرشحي الفردي والقوائم، وصفة لما حدث على مدار يوميين متتاليين بمقولة الفنان إسماعيل ياسين "شغلتي على المدفع بوروروم".
وأوضحت أن السبب الثالث هو حجم التأجيلات التي طرأت على الانتخابات البرلمانية، الأمر الذي أعطي للمواطن عدم ثقة وارتباك في المشهد السياسي مما جعله غير مهتم بالانتخابات، علاوة على ذلك شعور المواطنين بفقدان الثقة في التغيير خاصة بعد ترشح أعضاء من الحزب الوطني المنحل للبرلمان، ومنهم حاليا بقائمة في حب مصر، التي وصفتهم بـ"وجوه تأكل في جميع الأنظمة".
"راقب يا مصري"
فيما قالت حملة "راقب يا مصري" إن حداثة القانون الخاص بمجلس النواب كان أحد مسببات ضعف نسب المشاركة الملحوظة، إذ أن الناخب مازال لم يتفهم بشكل واضح كيفية الاختيار في الانتخابات بنظامها الجديد، والذى جاء به قانون مجلس النواب رقم 46 لسنة 2014، محددًا نسبة توزيع مقاعد البرلمان الجديد وفقاً لفئتين: الأولي لنظام المقاعد الفردية البالغ عددها 420 مقعد، والثانية لنظام القوائم المغلقة والبالغ عددها 120 مقعد.
فيديو قد يعجبك: