11 سبتمبر تعود في 13 نوفمبر.. مسلمو أوروبا يواجهون الاضطهاد - تقرير
كتب - محمد شعبان:
خرجت التصريحات الرسمية للسلطات الفرنسية تؤكد انتماء منفذي الهجمات الإرهابية التي طالت عاصمة النور، وخلفت ورائها 132 قتيلاً وأكثر من 200 مصاب، إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الأمر الذي بث نوعًا من القلق والخوف لدى الجاليات المسلمة في دول مختلفة، وخاصة المتواجدين على الأراضي الفرنسية.
وأعادت هجمات باريس للأذهان أحداث 11 سبتمبر عام 2001، وظهور تعبير "إسلاموفوبيا"، حيث كان لحادثة تفجير برجي التجارة الأثر الأكبر في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وربطهم بالتطرف والإرهاب، التي أسفرت عن مقتل 2973 شخصًا، وآلاف المصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.
ويبلغ عدد المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي حوالي 20 مليون، وتأتي فرنسا في المقدمة بنسبة 8 % بأكثر من 6 ملايين مسلم.
المسلمين بعد 11 سبتمبر
لعبت أحداث 11 سبتمبر دورًا كبيرًا في تغير أوضاع المسلمين بأوروبا وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، بدءًا من تعرضهم لإساءات لفظية في رسائل تهديد وصلت إلى أفراد ومؤسسات إسلامية، في كتابات مناهضة على جدران المؤسسات الإسلامية، والتضييق على بعض المؤسسات الخيرية.
وأوضح تقرير صادر عن جامعة "south carolina" عام 2014، أنه منذ هجمات 11 سبتمبر وحتى عام 2014، بلغ عدد القتلى الأمريكيين في الهجمات التي نفذها مسلمون 37 شخصًا، مقابل 190 ألف شخص للعمليات التي نفذها غير مسلمين.
وبحسب التقرير، بلغت نسبة الهجمات التي نفذها مسلمون عام 2013 نحو 2 %، بينما وصلت إلى 9.8 % للعمليات التي نفذها غير مسلمين.
وأقر تقرير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، أن غالبية المسلمين في الولايات المتحدة، قد تحولت حياتهم إلى الأسوأ بعد أحداث 11 سبتمبر، وتعرضوا للتمييز والتصنيف العرقي والتفرقة والاستهداف بالمراقبة من ققبل أجهزة الأمن الأمريكية، سواء أعمال الترهيب والتحرش وحتى القتل.
"فليُطرد المسلمون"
وطالب العشرات بمدينة ليل الفرنسية بطرد المسلمين من فرنسا، ورفعوا لافتات كتب عليها "فليطرد المسلمون" في مسيرة غاضبة تنديدا بالأحداث الدامية التي عاشت على وقعها باريس.
وفي إسبانيا، أضرم مجهولون النار في أحد المساجد عن طريق إلقاء عبوات حارقة، ولم تلقِ الشرطة الإسبانية القبض على أي من تلك العناصر المشاركة في الحادث.
وفي مشهد مماثل لكن هذه المرة في هولندا، حاول مجهولون بمدينة "روزندال" بمقاطعة شمال برابنت، إضرام النيران بمسجد يرتاده المغاربة القاطنون في المنطقة.
نصف مليون تغريدة
دشنَّ مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مجموعة من الهاشتاجات أبرزها "المسلمين ليسوا إرهابيين"، و"الإسلام دين سلام"، ووصل عدد التغريدات فيها إلى نصف مليون تغريدة، نبذوا من خلالها العنف ،ونفوا وجود علاقة تربط ما يفعله منفذو الهجمات الإرهابية والإسلام.
وحذر رواد "تويتر" من محاولة الغرب للدعوة إلى حملات تطالب إقصاء المسلمين من بلادهم.
وفي يناير الماضي، رفض القضاء الفرنسي بناء على طلب الشرطة الترخيص لتظاهرة تدعو إلى طرد المسلمين خارج البلاد؛ لاستنادها على منطق "إسلاموفوبيا".
حرب كونية
يقول أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن مجموعات التطرف سواء بمجتمعاتنا الإسلامية أو الأوروبية تستهدف فكرة التعايش بين الشعوب، واستدعاء حالة الصراع بين الغرب والشرق.
ويضيف "بان" - في تصريحات لمصراوي - أن الجماعات المتطرفة تهدف إلى تأجيج الصراعات، واتخاذ الهوية أساسًا للعلاقات والصراعات بين الدول، مؤكدًا أن هذا ظهر جليًا خلال هجمات باريس، وتعد من جملة أهداف "داعش" لإنهاء عملية التعايش، ودفع الأمور نحو صدام في شكل حرب كونية جديدة.
وحول تبعات الهجمات الاخيرة على المسلمين بأوروبا، يؤكد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أنها ستعزز كراهية المسلمين داخل هذه المجتمعات بجريمة المجموعات المتطرفة البعيدة عن حقيقة الدين، لافتًا بأنه كلما انتهت موجة إرهابية لحقتها أخرى.
ويتابع: "الواقع الحالي ينذر بالعديد من الهجمات التي تستهدف العواصم الأوروبية من قبل تنظيم داعش؛ لتخفيف الضغوط الدولية عليه بسوريا والعراق".
ويستطرد: "وجود تحريات حول تسلل بعض العناصر الإرهابية عبر مجموعة من اللاجئين سيحاصر الضحايا الأبرياء بحالة من الكراهية من قبل هذه المجتمعات الذين يتصورون بأنهم آتو وفي جعبتهم الشر، وهو ما سيظهر في فرض مزيد من القيود على حركة العناصر العربية والإسلامية بأوروبا".
وعما ستشهده الفترة القادمة من قبل الدول الأوروبية ردًا على هجمات داعش، يُشير أحمد بان إلى أنها ستشهد حملة أوسع ومشاركة أكثر كثافة من حلف الناتو بسوريا والعراق، وستصاعد فرنسا من هجماتها على التنظيم الإرهابي".
فيديو قد يعجبك: