من الحذاء إلى السيارة.. تنوعت الوسائل والمُهان "مصري"
كتبت - نورا ممدوح :
"أحمد عاطف".. اسم جديد يضاف إلى قائمة المصريين المعتدي عليهم بالخارج، لم يعد يمر شهر إلا وتخبرنا الـ"السوشيال ميديا" باستغاثة أحد المصريين في بلاد الغربة بالسلطات المصرية، وتختلف اشكال الاعتداء عن غيرها فبعد آخر حادث للاعتداء على مصري بالأردن بـ" الحذاء"، وصل الأمر إلى دهس مصري بالكويت في واقعة آليمة تفتقد لأي الإنسانية.
لم يكن يعلم أحمد عاطف، المصري الذي سافر الكويت بحثاً عن فرصة عمل لم توفرها له بلده، أن نهايته ستكون تحت عجلات سيارة أحد شباب الكويت، حينما كان يقف الشاب المصري ذو الـ25 عام بمحله الخاص في أحد مولات الكويت، دخل عليه شاب لشراء أحد الأجهزة وبعد مماطلات منه حول ثمن الجهاز رفض "عاطف" البيع له متلقياً تهديد من الكويتي بإيذائه.
لم يمر سوى وقت قليل وعاد الشاب الكويتي ومعه أصدقائه الذين قاموا بتكسير المحل لـ"عاطف" والاعتداء عليه بالأيدي، ثم تطورت المشاجرة إلى خارج المول التجاري، ومع زيادة حدة الشجار قام أحد الشباب الكويتيين بدهس الشاب المصري بسيارته وثلاثة أخرين، مما أسفر عن وفاته وإصابة الأخرين ونقلهم إلى المستشفى.
الخارجية تتابع
وفي أول رد لوزارة الخارجية المصرية، قالت إنها تتابع بكثب أوضاع المواطنين المصريين المحتجزين بالكويت، على خلفية مشاجرة نشبت بين عدد من الكويتيين والمصريين.
وقال السفير هشام النقيب مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، إن "الوزارة تتابع عن كثب بالتنسيق مع القنصلية المصرية في الكويت أوضاع المواطنين المصريين المحتجزين على خلفية المشاجرة التي نشبت في الكويت مساء السبت، مع عدد من المواطنين الكويتيين، والتي قام على إثرها أحد المواطنين الكويتيين بدهس المواطن المصري، أحمد عاطف فرغلي، الذي توفى على الفور، وكل من المواطنين خلف محمد محمد بكر، الذي يرقد في حالة حرجة بقسم العناية المركزة بمستشفى مبارك، ومحمد إبراهيم عبد الغني نصر الدين، الذي أجريت له الفحوصات اللازمة، واستقرت حالته".
وأشار إلى أن "القنصلية المصرية في الكويت، قامت على الفور ببذل مساعيها والتدخل لدى السلطات الكويتية للحيلولة دون ترحيل المواطنين المصريين الذين شاركوا في المشاجرة، كما بذلت جهودا حثيثة للتعامل مع الجوانب القانونية للحادث، أسفرت عن تسجيل قضية قتل عمد بحق مرتكب الحادث، ولا تزال السلطات الكويتية تتابع البحث عن سائق السيارة ومرافقه.
ولفت مساعد الوزير إلى أن "الوزارة تتابع حالة المواطنين المصريين المصابين، حيث أنهت القنصلية المصرية بالكويت استخراج شهادة وفاة المواطن الذي وافته المنية إثر الحادث، ومستندات شحن جثمانه على نفقة الدولة ليتسنى تسليمه إلى ذويه وإتمام إجراءات دفنه في أرض الوطن"".
الحقوق المالية
أجرت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اتصالاً هاتفياً مع هند صبيح، وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل بدولة الكويت الشقيقية، للتعرف على تعامل الحكومة الكويتية مع حالة الشاب المصري الذي توفى بدولة الكويت، والشاب المصري المصاب إثر مشاجرة مع مواطنين كويتيين.
واستفسرت مكرم، من وزيرة العمل الكويتي عن الحقوق المالية للشابين "المصاب والمتوفي".
وطلبت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل بدولة الكويت، بعض الوقت لبحث الأمر مع وزارتي الخارجية والداخلية الكويتية للاستفسار عن جهة عمل الشابين المتوفي والمصاب في دولة الكويت، والأسر التي يعولها الشابين لبحث مسألة حقوقهم المالية.
وأكدت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، تقديرها لدور السلطات الكويتية في التعامل مع الحادث، واحترام مصر الكامل للتحقيقات القضائية التي تجري بدولة الكويت.
ظاهرة غريبة
من جانبه، قال اسماعيل أحمد الأمين العام لاتحاد المصريين بالخارج، إنهم خاطبوا السفير خالد ياسر سفير مصر بالكويت، بمتابعة القضية وحرضهم على عدم ترك حق المصري الذي تم دهسه .
وأكد أحمد -في تصريح لمصراوي- أنه لابد على جميع سفراء مصر في البلدان العربية معرفة اسباب الهجوم والاعتداءات المتكررة على المصريين بالخارج التي شهدتها الفترة الماضية لأنها ظاهرة " غريبة" ولم تكن متواجدة من قبل .
وتابع: "ليس من المفترض أن يعامل المصريين هكذا في البلاد العربية لان مصر لديها موقف الشامخ مع جميع الدول وتقف على مسافة واحدة بينهم".
وشدد على أن الجانب المصري لم يتخاذل وأن جميع الجهات تتابع القضية وسواء كانت الخارجية او الهجرة او الاتحاد، للتأكد من سير التحريات التحقيقات بشكل سليم ، مؤكدا أن الجالية المصرية بالكويت تطلعهم على أخر التطورات أولا بأول.
القبض على المتورطين
أعلنت الشرطة الكويتية القبض على كل المتورطين في "مشاجرة جماعية" بين وافدين وكويتيين أسفرت عن مقتل أحد المصريين دهسا بسيارة كويتي وإصابة آخرين.
وذكر بيان على موقع وزارة الداخلية الكويتية أنه " تمكن رجال الأمن من ضبط المتهمين المتشاجرين وعددهم 14 شخصاً وضبط قائد المركبة الذي قام بالدهس، كما أنه تم تقصي الحقائق فيما يتعلق بهذه الواقعة والتحريات جارية لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المشتركين فيها، وأن الجهات المختصة سجلت قضية تحمل رقم 167/2015 جنايات حولي (قتل عمد) ضد الجاني وتمت إحالة جميع المتهمين إلى جهة الاختصاص".
ضرب مصري بالحذاء في الأردن
منذ ما يقرب من شهر، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يحتوي على مشاهد للاعتداء بالضرب المبرح على أحد العاملين المصريين بالأردن يُدعى خالد عثمان، من قبل زيد الشوابكة نائب برلماني أردني، وعدد من مرافقيه بطريقة وحشية، داخل أحد المطاعم الشهيرة بالعقبة، وهو ما أثار استياء وغضب المصريين، الأمر الذي ساعد على توجيه أنظار السلطات المصرية إلى هذه الواقعة، لمخاطبة الجهات الأردنية للتحقيق في هذ الاعتداء حرصا علي كرامة المصري في أي مكان.
وألقت قوات الأمن الأردنية القبض على الأشخاص الذين اعتدوا على العامل المصري خالد عثمان، وتم تقديمهم للمحاكمة القضائية، كما رفض العامل المعتدي عليه مباردة الصلح من عائلة الشوابكة وأصر على استئناف التحقيقات التي لم تنتهى حتى الآن.
وعاد خالد عثمان إلى مصر، والتقى امس، وزير القوى العاملة خالد سرور، ووعده بتوفير فرصة عمل له ولشقيقه في محافظتهم "البحيرة" التي يقيموا بها، وأجري اتصالا هاتفيا في الحال بأحد رجال الأعمال المصريين الذي سبق وأن وعد بتوفير فرصة العمل في المنشأة التي تتبع أحد مصانعه.
فيديو قد يعجبك: