إعلان

مؤسس أقباط 38 يوضح أسباب زيارة البابا تواضروس للقدس: حظر السفر حبر على ورق- حوار

06:17 م الخميس 26 نوفمبر 2015

نادر الصيرفي - البابا تواضروس

كتب – عبدالله قدري:

أثارت زيارة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إلى القدس -لأول مرة منذ عام 1967 إثر نكسة يونيو- ردود فعل واسعة، خاصة أن عدد من الشخصيات الدينية قد اتخذت قرارًا بعدم زيارة القدس بعد الاحتلال الإسرائيلي لها.

وانتقد البعض زيارة البابا إلى القدس معتبرًا أنها من باب التطبيع، وساق هذا الفريق مبررات أن زيارة البابا تعد مخالفة للمجمع المقدس في قراره الصادر عام 1980 والذي يقضي بمنع المسيحين من السفر إلى القدس.

فيما دافعت الكنيسة عن زيارة البابا للقدس، وقالت إن زيارة البابا توا ضروس للقدس رعوية وهدفها فقط الصلاة على جثمان الأنبا الراحل ابرهام.

مصراوي أجرى حوارًا مع مؤسس حركة أقباط 38 نادر الصيرفي، بشأن زيارة البابا الأخيرة وما يلحقها من تطورات بشأن سفر الأقباط إلى القدس:

- ما تعليقك على زيارة البابا تواضروس إلى القدس لأول مرة منذ 1967؟

البابا سافر إلى القدس لمهمة تقديم واجب العزاء في الأنبا الراحل ابراهام مطران القدس، فزيارة البابا لها بعد سياسي وبعد اجتماعي، فالبعد السياسي للزيارة هو خلق نوع من الاستقرار السياسي في المنطقة، وسد فراغ لعدم سفر الأقباط الأرثوذكس إلى القدس، أما البعد الاجتماعي فهو كما ذكرنا تقديم واجب العزاء، وتنصيب مطران آخر مصري، يحفظ حقوق الرعايا الأقباط الأرثوذكس، فأنا أرى أن القرار سليم.

- هل ترى أن زيارة البابا بمثابة رفع حظر عن الأقباط في سفرهم إلى القدس؟

أريد أن أوضح هنا أن قرار المجمع المقدس الصادر عام 1980 بمنع سفر المسيحيين إلى القدس "حبر على ورق"، لأن الأقباط كانوا يحجون إلى القدس ولم يمنعهم شيء، أي قبطي كان يستطيع أن يذهب إلى فلسطين دون رجوع إلى قرار المجمع المقدس، ولا يوجد قبطي كان يطبق هذا القرار .

قرار المجمع المقدس بعد زيارة فلسطين عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد، هو قرار سياسي في مسألة دينية وهو أمر مرفوض تمامًا أن يتدخل المجمع المقدس ويصدر قرارات سياسة. البابا تواضروس أراد أن يحد من حظر الحريات المشروعة والتي كانت في عهد البابا شنودة، كما يسعى إلى التطوير من فكر الكنيسة الأرثوذكسية في مسألة الأحوال الشخصية التي كانت في عهد البابا شنوده.

- في رأيك لماذا لم ينب وكيلًا عنه مثلما فعل البابا شنودة؟

البابا شنودة أوكل نائبًا عنه في تنصيب الأنبا ابراهام مطرانا للقدس عام 1992، تنفيذا لقرار المجمع المقدس، لكن من الناحية القانونية والواقعية فإن التصرفات الصادرة عن الوكيل أو النائب كأنها صادرة عن من أوكله أو أنابه. ( وبالتالي وفقًا لتصريحات الصيرفي فإن البابا شنوده قد زار القدس بشكل غير مباشر".

قرار المجمع المقدس بشأن منع المسيحين من السفر، يمكن أن يتغير مع المستقبل، خاصة في الأمور السياسية التي لا تعرف الثوابت، ودائمًا تعترف بالمتغيرات، وهنا يبرز دور البابا تواضروس "الإصلاحي" الذي يحاول أن يسير الأمور بحكمة وعقلانية، فلا بد أن نقف معه وندعم قرارته، ونسير وراءه.

-كيف ترد على أن هذه الزيارة تطبيعًا؟

هذه الزيارة ليست تطبيعًا مع الجانب الإسرائيلي، هى زيارة تحمل شق اجتماعي كما ذكرنا، وشق سياسي تؤيد التوجه العام الكنسي في دعم القضية الفلسطينية، كما أن هذه الزيارة من شأنها أن تعمق الصلة بين الرعايا الأقباط الأرثوذكس في فلسطين ومصر، وتؤكد أنهم تابعين للكنيسة الأرثوذكسية، ما يشعرهم بالتبعية المباشرة وعدم العزلة عن مصر، هذا بالإضافة إلى أن علي جمعه مفتي الديار المصرية السابق قد زار القدس.

أما بالنسبة إلى أن زيارة البابا من أنها أن تفتح الباب للمسيحين للسفر إلى القدس، فالبابا ليس مركز ثقل كبير بالنسبة للأقباط، فعدد من الأقباط كانوا يزورون القدس رغم القرار الصادر من المجمع المقدس بمنع زيارتهم إلى القدس، فالأقباط مواطنون مصريون شأنهم شأن المسلمين، فليس من المفترض أن تنقطع العلاقات بين أقاربهم في فلسطين، "فنحن لا نريد خلق علاقات مع الإسرائليين".

-كيف ترى زيارة البابا تواضروس في ضوء دعوة الرئيس الفلسطيني له؟

دعوة الرئيس الفلسطيني للبابا تواضروس لزيارة القدس الشهر الجاري، قد تكون لاعتبارات سياسية كانت غير مجدية في الوقت السابق، ولكن الزيارة الحالية جاءت لتقديم العزاء كما ذكرنا، وأود أن أذكر هنا أن المجمع المقدس غير محق في فرض أمر ديني في مسألة سياسية، لكن إذا تعلق الأمر بالسيادة المصرية، ووجهت الرئاسة دعوة بعدم زيارة القدس أو أي دولة أخرى حدث فيها اضطهاد مثلا للمصريين، فإننا سنلتزم بهذا القرار، لأنه قرار سيادي وليس كنسي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان