حكاية "فتى العفونة الصغير".. حاول انقاذ قرية وكان نفسه ينقذ "الجاموسة" (صور)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب- إبراهيم عياد:
تصوير- علاء القصاص:
مبتسمًا، ممسكًا بدراجته حتى لا تجرفها الأمطار مرة أخرى، مصممًا على البقاء في قريته "العفونة" بمحافظة البحيرة، محاولًا إنقاذ ما تبقى من قرية أصبحت خاوية على عروشها، ها هو يحاول إنقاذ رجل مسن أطاحت به سيل المياه بعيدًا، ثم يسعى لإنقاذ "عجل" من الغرق في المياه التي غطت القرية.
يقف بمنطقة عالية لم تصل إليها إليها المياه بعد ممسكًا بـ"حبل" لكي يشد أهالي قريته لينقذهم من الغرق، وحتى لا تجرفهم السيول بعيدًا.
خالد محمد -الذي لم يكمل عامه العشرين- يقول إنه رفض أوامر والده بترك قريته مثلما فعل باقي الأهالي استجابة لقرار الحكومة بإخلاء حرصًا على حياة المواطنين، مشددًا: "مش هسيب أرضي للعرباوية".
بإصراره على عدم تركه قريته -التي سيصعب عليه تحديد مكان بيته البسيط بها بعد تدميرها- اقتنع أبيه وقرر البقاء معه في القرية رغم خرابها، فـ"فتاه يعي جيدًا معنى أن الكل المفروض مرفوض، حتى ولو كان بأمر الطبيعة وقرارات الحكومة.
وكان شريف إسماعيل رئيس الوزراء، قد وجه بضرورة إخلاء المنطقة؛ تحسبا لاستمرار الأمطار والسيول بالتعاون بين القوات المسلحة وفرق الإنقاذ التي تقوم بعمليات التمشيط في المنطقة.
نجح محمد في العثور على دراجته بعد أن ابتعدت عنه بقرابة كيلو متر. وأخذ محمد يجول بدراجته -فرحًا بلقائه بها ثانية- في القرية ليرى أطلال قد تذكره بموقف له، فهذا ربما بيت صديقه، وذاك الحقل قد جلس يتحدث فيه مع رفاقه بعد يوم عمل طويل.
الرجولة لم تحدد بعمر، وكذلك الرحمة، فابن الـ18 عامًا، حاول إنقاذ جاموسة، قائلًا: "لو قامت هآخدها عندي لحد لما ييجي صاحبها". طلب مساعدة من حوله لإنقاذه ولكنهم أبلغوه "العجل اللي في بطنها مات". تأثر محمد لموت "العجل" في بطن الجاموسة، قائلًا بلهجة ريفية: "قومي يا شيخة.. والله كنت هآخدها عندي".
يؤكد محمد على المعدن الريفي الأصيل - فعرض علينا -مراسلي مصراوي- النقود حتى نخرج من القرية وتحسبًا لاحتياجنا إليها في طريق العودة إلى القاهرة.
يعاتب محمد الحكومة قائلًا: " الحكومة جايبة وجبات وجاية بعد الهنا بسنة توزع وجبات.. احنا فاهمين.. هما جايين يضحكوا علينا بشاي وسكر".
يشار إلى قرية العفونة بوادي النطرون بمحافظة البحيرة، شهدت تساقط أمطار غزيرة، الأربعاء، مما أدى إلى غرق المحاصيل وانهيار المنازل، وقطع طرق الوصول إلى القرية.
فيديو قد يعجبك: