إعلان

خبراء عن التحالف السعودي: مصر فيها من الإرهاب اللي مكفيها.. ولن ندفع بقوات خارج أراضينا

03:45 ص الثلاثاء 15 ديسمبر 2015

مصر تشارك في التحالف الذي أعلنته السعودية

تقرير- محمد سعيد:

أعلنت المملكة العربية السعودية، تشكيل تحالف عسكري يضم 34 دولة بمشاركة مصرية؛ لمحاربة الإرهاب، على أن تكون مدينة الرياض مقرا لتأسيس مركز عمليات مشتركة للتنسيق ودعم العمليات العسكرية، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.

وقالت السعودية، إنه تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره, وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب، جاء هذا التحالف المرشح لزيادة عدده، لمواجهة أي مخططات إرهابية محتملة في المنطقة.

القاهرة شريك دولي أساسي

الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، إن مصر شريك مهم في كل التحالفات والحروب على الإرهاب منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فهي أول دولة استخدمت مصطلح الحرب على الإرهاب خاصة تلك التي تواجه فيها تطرف الجماعات الإسلامية.

ويضيف سمير، لمصراوي، أن مصر دائمًا تبدي استعداداتها للمشاركة في أي تحالف يهجف لمواجهة الإرهاب في العالم، وهذا اتضح جليًا حينما شاركت مصر في التحالف الستيني في سبتمبر 2014، بالإضافة إلى إبداء القاهرة نيتها في أن تكون جزءً من التحالف الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشهر الجاري لمواجهة الإرهاب.

ويقول إن السعودية تعرضت لعمليات إرهابية في عامي 2004 و2005، ونجحت بقيادة وزير الداخلية السابق الأمير نايف بن عبد العزيز ومن خلفه محمد بن نايف بن عبد العزيز في مواجهة هذه العمليات بكل حزم، حيث استخدمت رؤية متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة المنتشرة في العالم حاليًا ليس فقط من خلال التعامل الأمني والعسكري.

وأكد خبير العلاقات الدولية، أن مصر والسعودية لديهما رؤية مشتركة لمواجهة هذا الخطر، من أجل محاولة الإيقاف في وجه تمدد الإرهاب في المنقطة وليس فقط في سوريا والعراق.

 دور مصر في التحالف

وفي هذا الصدد، أثنى العقيد حاتم عبد الفتاح، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي، على هذا التحالف، ولكنه استبعد أن تشارك مصر في هذا التحالف بعدد من قواتها المسلحة، قائلًا: "مصر فيها من الإرهاب ما يكفيها، لن تُخرج مصر قوات مسلحة للمشاركة خارج أراضيها".

وأضاف عبد الفتاح، لمصراوي، أن "مشاركة مصر في هذا التحالف سيكون من خلال تدريبات مشتركة مع الدول التي أعلنت انضمامها تحت لواء هذا التحالف، أو من خلال دعم معلوماتي أو استشاري فقط".

 قوة عربية مشتركة غير مُفعلة

وبطرح تساؤل حول أسباب عدم تشكيل قوة عربية مشتركة مقرها القاهرة، وذلك بعدما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير الماضي بضرورة تشكيل قوة عربية تكون قادرة على مواجهة التحديات التي يمكن أن تواجه الوطن العربي، وما تلى ذلك من اجتماعات لرؤساء الجيوش العربية للتشاور بشأن إنشاء هذه القوة، يقول أيمن سمير، إن القوة العربية المشتركة رغم أنها اقتراح مصري، ولكن هي بعيدة المنال، نظرًا لوجود خلافات بين الدول العربية بشأن آلية عملها وظروف تشكيلها، ورغم ذلك أقر سمير أن هذه القوة تأخرت كثيرًا في تشكيلها رغم كثرة هذه التشاورات والاجتماعات في هذا الصدد.

ويوافق العقيد حاتم عبد الفتاح، إن القوة العربية تعود إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وهي غير مفعلة، ولم تبدي الدول العربية نية قوية تفيد بإنهاء الإجراءات المتبعة في مثل هذه الأمور لتشكيلها، وهو ما أكده أيضًا سمير، حينما قال إن "الرؤى العربية لم تتوافر لها الظروف لإنشاء هذه القوة العربية".

وأكد سمير أن آليات الحرب على الإرهاب تختلف كليًا بالنسبة للتحالف الذي أعلنت عنه الرياض، وإنشاء قوة عربية مشتركة، نافيًا أن يكون هناك أي محاولات من الرياض بأن تفرض سيطرتها على موازين القوى بالشرق الأوسط.

 مواجهة جميع التنظيمات الإرهابية

أعلن ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أن التحالف الإسلامي العسكري يهدف لمكافحة الإرهاب، هو مكافحة جميع المنظمات الإرهابية وليس "داعش" فقط.

وأكد ولي ولي العهد، خلال مؤتمر صحفي عقده في الرياض، أن غرفة العمليات المشتركة للتحالف الإسلامي الذي يضم 35 دولة ستعمل على تطوير أساليب محاربة الإرهاب.

وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن كل دولة ستساهم حسب إمكانياتها في التحالف، متوقعا أن يكون هناك تنسيق كبير ودعم في هذا العمل، مؤكدا أن التحالف سيطور محاربة الإرهاب فكريا وسيحارب كل المنظمات الإرهابية وليس "داعش" فقط، حيث أن الإرهاب منتشر في عدة دول وتطلب مكافحته جهوداً كبيرة.

وأثنى محمد بن سلمان على جهود ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف أمنيا. وأوضح أن هناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، ومنها أندونيسيا.

تنسيق الجهود

وقال الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع، في المؤتمر الصحفي بالرياض الليلة إن "كل دولة إسلامية تحارب الإرهاب بشكل منفرد في حين أن المنظمة الإرهابية تعمل تحت قيادة واحدة"، مؤكدا أهمية تنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب في أنحاء العالم الإسلامي.

ونوه الأمير محمد بن سلمان بأن كل دولة من دول التحالف ستساهم في التحالف بحسب قدرتها في هذا المجال، مشيرا إلى أنه سيكون هناك تنسيقا دوليا مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم بشأن هذا العمل متوقعا كل الدعم والتنسيق بشأن مكافحة الإرهاب".

وردا على سؤال حول ملاحقة المنظمات الإرهابية سواء سنية أو شيعية، قال ولي ولي العهد السعودي إن "التحالف سيلاحق أي منظمات إرهابية مهما كان تصنيفها وبخصوص العمليات في سوريا والعراق فلا نستطيع القيام بهذه العمليات إلا بالتنسيق مع الشرعية والمجتمع الدولي".

محاربة الإرهاب فكريًا وإعلاميًا

ونوه بأن محاربة الإرهاب ستتم فكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني القائم .. مشيرا إلى أن التحالف الإسلامى المعلن يختلف عن التحالف العربي في اليمن فلكل مهامه.

وأثنى على جهود الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في محاربة الإرهاب.

آلية عمل التحالف

وبشأن آلية عمل التحالف المكون من 34 دولة ومرشح للزيادة، والذي تم الإعلان عنه للتو، يقول العقيد عبد الفتاح، الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي، إن على هذه الدول، أولًا إذا ما أرادت مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تتسم بالتنظيم الشديد، أن تتعاون فيما بينها فيما يتعلق بالتبادل المعلوماتي المخابراتي الدقيق، لوقف أي عمل إرهاب محتمل.

ويضيف أن ثاني مهام هذا التحالف، أن يعقد دورات تدريبية مشتركة بكثافة خلال الفترة المقبلة، من أجل تبادل الخبرات العسكرية لتوحيد المفهوم العسكري للخروج بتكتيك جديد لمواجهة هذه التنظيمات الإرهابية وتوجيه ضربات استباقية على مواقع تمركزهم بالمقام الأول.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج