زهران علوش.. القائد القوي لجبهة المعارضة الرئيسية في دمشق
دويتش فيله
يعد مقتل قائد "جيش الإسلام" زهران علوش ضربة للسعودية التي قد تكون دعمته ماليا ولجهات استخباراتية غربية ربما راهنت عليه، كوسيلة من وسائل مواجهة الجماعات الأكثر تشدداً، خاصة وأن علوش على خلاف فكري مع تنظيمي "داعش"والقاعدة.
بعد شن القوات السورية هجوماً بالأسلحة الكيميائية على أحد ضواحي دمشق بوقت قصير، أعلن أكثر من ثلاثين فصيلاً من فصائل المعارضة الإسلامية الرئيسية في المنطقة الاتحاد تحت راية ما يعرف بـ"جيش الإسلام". وبات "جيش الإسلام" الأكثر تنظيماً بين الجماعات المسلحة السورية ويتولى بالفعل إدارة الغوطة الشرقية منذ عام 2013.
وبرز فصيل "لواء الإسلام" ومؤسسه زهران علوش بوصفه الفصيل الأقوى بين تلك الفصائل لقيادة القوة الموحدة الجديدة.
وأفادت مصادر أمنية سورية وأخرى في صفوف المعارضة بمقتل علوش وخمسة من مساعديه في غارة جوية على ريف دمشق، وقال تقرير على موقع "شبيغل" الألماني أن الغارة كانت روسية. وقالت مصادر المعارضة إن علوش قتل أثناء اجتماعه مع قادة آخرين للمعارضة في منطقة مرج بالغوطة التي كانت هدفاً لهجوم كبير للقوات السورية في الأسابيع القليلة الماضية.
وقبل تأسيسه لـ"جيش الإسلام" شكل علوش "لواء الإسلام" بالاشتراك مع أبيه عبد الله وهو داعية سلفي سوري مقيم في السعودية. وعلوش على خلاف فكري مع تنظيمي "الدولة الإسلامية" والقاعدة وتبنى توجهاً إسلامياً أكثر اعتدالاً. وأطلق سراح علوش من السجون السورية في بداية الحرب الأهلية في عام 2011، عندما سمحت الحكومة بإطلاق سراح العديد من الشخصيات المتشددة من سجونها في إطار عفو عام.
ولم يتفوق "جيش الإسلام" على الجيش السوري الحر الذي يميل إلى العلمانية ببسط سيطرته على معظم مناطق العاصمة السورية دمشق فحسب، بل تفوق كذلك على جبهة النصرة المتشددة التابعة لتنظيم القاعدة. وأفادت تقارير آنذاك بأن المملكة العربية السعودية ضخت ملايين الدولارات لتمويل "جيش الإسلام"، كوسيلة من وسائل مواجهة الجماعات الأكثر تشدداً. ومع ذلك فقد بات يُنظر إلى الجماعة الموحدة نفسها، على أنها معارضة للديمقراطية وداعمة للسلفية.
وكان علوش من أشد المنتقدين للائتلاف الوطني السوري، التيار الرئيسي الذي يمثل حكومة المنفى المدعومة من الغرب، وغالباً ما كان يسخر من الانقسامات الداخلية التي يواجهها هذا المجلس.
ورغم أنه كان ينظر لعلوش على أنه متشدد على الصعيد المحلي فإنه لم يكن يحمل أي اجندات دولية، على عكس تنظيم القاعدة والجماعات الأخرى.
لكن موقع مجلة "شبيغل" الألماني كشف أن علوش كان على اتصال بأجهزة مخابرات غربية كحليف محتمل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة"ديلي بيست" الشهر الجاري، اقترح علوش إمكانية أن تلعب الولايات المتحدة دوراً في حل النزاع السوري. وسحقت ميليشيات جماعة "جيش الإسلام" التي تزعمها علوش جميع الجماعات التابعة لتنظيم "داعش" في المناطق التي تسيطر عليها، مع تركيزها بشكل رئيسي على تكريس جهودها لمحاربة قوات الرئيس بشار الأسد.
واضطلعت جماعته بدور رئيسي في القتال ضد القوات الحكومية في منطقة دمشق وشنت العديد من الهجمات البارزة هذا العام، وذلك لاستنزاف الموارد من احتياطيات الأسد المستنزفة بالفعل. ويسيطر "جيش الإسلام" على ضاحية الغوطة في دمشق، التي شهدت هجوما بالأسلحة الكيميائية في آب/ أغسطس 2013، ما أسفر عن مقتل المئات.
وقُتل عدد من قادة الجماعات المسلحة منذ بدأت روسيا حملة جوية واسعة في 30 من سبتمبر/ أيلول الماضي دعماً لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعرضت قواته لسلسلة انتكاسات في وقت سابق من العام. بيد أن موسكو تصر على أن غاراتها تتركز على مهاجمة الدولة الإسلامية.
فيديو قد يعجبك: