إعلان

البرلمان على الحدود ''مش فارق''.. إلى أن يثبت العكس

12:51 م الأربعاء 25 فبراير 2015

كتب- إشراق أحمد:
دعوات تنطلق بفتح باب الترشح للبرلمان، التعجيل بالسير نحو الخطوة الأخيرة في دفتر الاستحقاقات الانتخابية، يُفتح باب التقدم للناخبين، تعلو الأقاويل بتأجيل موعد الانتخابات بين إعطاء مزيد من الوقت وبطلان بعض القوانين ومواد بعينها في أخرى، ستفصل بها المحكمة الدستورية اليوم، فيما ينتظر المواطنون الخطب النهائي للمشاركة أو من باب العلم بالشيء، منهم مَن سُلب أمله لكنه يقاوم، ومَن لا يجد جديد تقدمه تلك الخطوة، فالحدث الجلل الملفت للأنظار في العاصمة والمحافظات، يخفت صداه في المناطق الحدودية، التي كانت في مصاف المتقدمين بلجنة إعداد الدستور، لانتزاع حقها في التنمية ودحض التهميش الذي عانت منه، يقابل ذلك الرأي أن هذا ميراث نظام ظل 30 عاما، والانتخابات مظهر للاستقرار طالما كانت ''نزيهة''.

المادة 236 في دستور 2014 تنص على أن تكفل الدولة وضع وتنفيذ خطة للتنمية الاقتصادية والعمرانية الشاملة للمناطق الحدودية منها سيناء ومطروح والنوبة، وذلك خلال عشر سنوات من تاريخ العمل بالدستور وكذلك تنفيذ خطة تعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية، تلك المادة خاصة الشق الأخير منها يعقد عليها الآمال كثير من النوبيين، ولهذا كان تشكيل مجلس الشعب أمر ذو أهمية، تأخيره يعني تآكل الفترة الزمنية المقررة للعودة إلى الموطن المنشود، غير أن التوجس تسلل للنفوس التي أرادت وضع مشروع التنمية والعودة قبل مجلس الشعب، خوفا مما تحمله تركيبة ذلك المجلس.

النوبة وفقدان الأمل
التركيبة ذاتها المعتمدة على رجال الأعمال وأصحاب المصالح كما الحزب الوطني يعني تحطيم الأمل في العمل من أجل مطالب النوبيين في نظر ''منال الطيبي'' الناشطة الحقوقية النوبية، والخريطة الانتخابية المعلن عنها تجعل النوبيين ''مش بالناس اللي ممكن ينجحوا''، خاصة بعد انسحاب عدد من المرشحين المعول عليهم حمل لواء التغيير لما وجدوا تحكم العصبية والقبيلة والمال كما السابق حسب قولها.

ظلت النوبة منذ الثمانينيات تُمثل عبر دائرة مركز ''كو أمبو'' التي يتراجع بها نسبة النوبيين، بعد أن سُلبت منها المقاعد الممثلة لها، ونقلها ''رفعت المحجوب'' رئيس مجلس الشعب حينذاك إلى محافظة دمياط حيث دائرة ترشحه، وبات لا وجود لدائرة ''نصر النوبة'' حتى هذا العام، لذلك مجيء المجلس له طابع خاص ظاهريا لأهل النوبة خاصة بعد تأخر وضع خطة التنمية والعودة، وهو نذير قلق بالنسبة لــ''عزيز عثمان'' أحد سكان النوبة.

حتى الآن لا يوجد مرشح له شعبية حسب قول ''عثمان''، لكنه يعقد العزم على الانتخاب، لا يرى أملا كبيرا فيمن يأتي تحت القبة البرلمانية ''التحرك لمشكلة النوبة لازم يكون أعلي مش نائب كان بيدخل ويمثلنا''، فالبرلمان في نظر الشاب لن يحل مشكلة أهل النوبة واستقرارها بل هو تمثيل محمود لصوت النوبيين يرغبون فيه.

تأثير مجلس الشعب على الأحوال لا يغدو سوى أمنية لدى ''أشرف عبد السلام''، لم يره بالسابق، ولو كان هناك تغيير ما مضت حياته في الاغتراب عن الأهل، للعمل بالقاهرة على سيارة تاكسي، الانتخاب يتركه الرجل الاربعيني للظروف، فقد يكون صعبا التواجد في البلد بفترة غير الأعياد لطبيعة عمله، يعلم أن للمرة الأولى منذ سنوات يكون للنوبة دائرة انتخابية مستقلة بها، غير أنه لا أهمية عنده سوى تحسين المعيشة بالنوبة ''أغلب المدارس مفيهاش حتى عامل نظافة.. بنلم من بعض ونجيبه''.

الرغبة في التنمية بالنوبة لا تقل حماسا عنها بباقي المناطق الحدودية، لكن في شمال سيناء الأمان يستبق ذلك الآن، فكل خطوة نحو هذا الهدف مرحب بها، وما هو بعيد خارج نطاق تفكير الأهالي، ''أنا مش هأمن أهلي ينزلوا'' يقولها سعيد محمد، رافضا فكرة الانتخابات كوسيلة لاستقرار الأوضاع، ابن العريش يؤمن بذلك منذ توفيت أخته الصغيرة في أحد التفجيرات التي طالت المنطقة، لكنه ليس السبب الأوحد لمعارضته الانتخابات، بل الأوضاع من حظر تجوال لازال مفروض وتفجيرات وتبادل إطلاق نار تشهده المنطقة.

شمال سيناء والخلاص من الإرهاب
لا دعاية ولا مرشح يعلم به أيمن عتيق، في الشيخ زويد لا حديث إلا عن الأمن المنشود، يرى الشاب أن ذلك منطقي ''واللي هيرشح نفسه هيكون مستهدف''، فهناك مَن يريد خوض الانتخابات لكن خائف، حسب قوله، فكرة المشاركة مرفوضة لاعتقاده أنه في حاله نجاح أحدهم ''هيكون في دنيا وأحنا في دنيا تانية''، لأنه سيحرص على حياته، فلا يتوقع ''عتيق'' أن يبقى نواب شمال سيناء في أماكنهم، بل سيسكنوا القاهرة تاركين المنطقة ''اللي على كف عفريت''.

''استقرار وامن الدولة وتوقف الارهاب يرتبط بأشياء مجهولة بالنسبة لي ولا أحد يعلمها سوى القيادة المصرية'' يرى على حسن أحد سكان منطقة الجورة بالشيخ زويد، فالانتخابات في نظره ليست مصدر الاستقرار كما يظن البعض، خاصة أن الإرهاب لا يعترف بسيادة الدولة ولا أي شيء، فالناس في منطقته التي يعلمها جيدا كل مشكلتهم التخلص من الإرهاب، الذي لا يأتي التصعيد ضده إلا بصورة رد فعل حسب قوله، والحديث عن الانتخابات لن يكون الرد عليه إلا ''برلمان إيه في الوقت ده؟''.

يرى يسري العزباوي أستاذ العلوم السياسية أن الانتخابات خطوة مهمة ولو ظاهريا في كيان الدولة، ضاربًا المثل بعودة دائرة نصر النوبة إلى أهلها، مشيرًا إلى أن الإحساس المراود لأهل المناطق الحدودية، يعود لتقصير الحكومات طيلة 30 عام من ناحية، ولطبيعة تلك الأماكن من ناحية أخرى في كونها تمركز بشكل كبير لقوات الأمن مما يجعل تسليط الضوء عليها ليس كبير، والتفكير بأن الانتخابات البرلمانية لن تفرق معهم في شيء إنما يعود إلى ثقافة الأطراف التي غالبا ما تفكر باسم ''المظلومية'' وأنهم على الهامش فيما أن مصر بعد الثورة شعرت بكونها ''مهمشة'' وينقصها الكثير من الخدمات حسب قوله. بينما لا يجد وحيد عبد المجيد الباحث السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فارق في الانتخابات بين المحافظات، والشرط الوحيد الذي يجعلها حقا أداة للاستقرار هو أن تكون نزيهة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان