إعلان

حريق الغورية.. السبب مجهول والتعويض "عند ربنا"

06:46 م الجمعة 10 أبريل 2015

كتبت – يسرا سلامة:

تصوير-علاء أحمد

بجانب مجموعة من الأقمشة المحترقة، زاد عددهم عن خمسين ثوبا، كان محمد أحمد يجلس في منطقة الغورية، يلتقط قسطا من الراحة، قبل استكمال خروج باقي الأقمشة المحترقة من المنزل المجاور لمصنع عطور، والذي صعدت أدخنة احتراقه ظهر الأمس في سماء وسط القاهرة.

"محمد" أحد العاملين في محل أقمشة، لم يخلد إلى النوم منذ أن هب الحريق ظهر الأمس، يعمل في محل من أصل عشرة محلات في منطقة الغورية الشعبية، أكلتهم النيران وبضائعهم في ساعات، لم يتوقف لهب النيران عن التهام بضائع وأقمشة باتت الآن في عداد الرماد، يقول العامل العشريني إن رجال الإطفاء انتهوا من عملهم في الرابعة فجر اليوم، ولا يزال ما بقي من المصنع في انتظار الإطفاء.

بشارع الشواربي بالمنطقة، اختلطت روائح الحريق والأدخنة بروائح باقية من العطور، والتي تشتهر المنطقة ببيعها بجانب الأقمشة، وتشهد رواجا من النساء لشراء أقمشة الجهاز، عدد من باعة الأحذية والأقمشة كانوا يتراصون في الطريق إلى المصنع المحترق، كانت الألسنة تلوك قصة الحريق الضخم الذي هب في سماء المنطقة، وبعد أن أغلق عدد كبير من أصحاب المحلات دكاكينهم إثر الحريق، "من كتر الحريق السماء مطرت بعد كمية المية اللي اتطفى بيها"، يقول أحد الشهود العيان.

بالأمس وفي الثانية ظهرا شاهد مجدي أمين أحد باعة البقالة في العمارة المجاورة للمصنع الناس تهرول ناحيته، وألسنة النيران سرعان ما تطايرت منه، يقول "مجدي" إن مصنع "الكابتن" يعمل في العطور منذ سنوات طويلة، ويصدر زجاجات العطور للخارج، لكنه "قديم ومفيش فيه أي طريقة للحماية من الحرائق"، وهو ما أكده شاهد آخر لـ"مصراوي".

يتابع "أمين" أن المصنع المعروف بالمنطقة يحوي كميات كبيرة من الزيوت العطرية، والتي اشتعلت فورا بعد الانفجار، ليتم اطفاء الحريق ليس فقط من رجال الاطفاء، ولكن بسواعد أهالي المنطقة الشعبية، من رجال وشباب يحملون المياه للمصنع الذي يملك فرعا رئيسيا في منطقة أكتوبر، ويتابع أحد الشهود أن الإطفاء تحاول الاستعانة بـ"بودرة" من أجل وقف النيران بالمنطقة.

عمارتان مجاورتان للمصنع المحترق تضررا إثر الحادث، باحتراق جدرانهم التي لا تزال الأدخنة تصعد منها صباح اليوم، يقول أحد عمال المحل المحترق أن العمارات المجاورة للمصنع لم تكن مأهولة بالسكان، لكنها مخازن بضائع، وليس واضح إلى الآن سبب الحريق الضخم، ليرجع البعض من شهود العيان أنه ماس كهربائي التهم المصنع، وآخرون قالوا إنه نتيجة انفجار أنبوبة غاز، وزاد وجود الزيوت اشتعال الأمر.

الحريق ذو الأسباب الغائبة لم يسفر عن مصابين أو قتلى، لكنه تسبب في خسائر لم يعرف أهالي المنطقة أو العاملون مقدارها تحديدا، سوى إنها ملايين، يقول أحمد سيد، أحد العمال بمحل مجاور في المصنع، إن رجال الاطفاء وصلوا الى مقر المصنع بعد الحريق بحوالي ساعة، حتى انتهت المياه في خزانات الإطفاء.

حتى ظهر اليوم، كان عمال المنطقة يتعاونون فيما بينهم لنقل المياه، للقضاء على الحريق تماما، وفتح صنابير المياه من أجل السيطرة عليه، بعد أن تعالت ألسنة اللهب على الجدران، وتآكل معظمها، وسط تأكيدات من أهالي المنطقة أن قوات الحماية المدنية سوف تزيل المصنع بالكامل، بعد أن تحول إلى ركام محترق.

لم يصل حتى صباح اليوم أي فرد من إدارة "حي الموسكي" للمنطقة، أو محافظة القاهرة لمتابعة الحادث، ووفقا لما ذكره أهالي المنطقة وأصحاب المحلات لم يصل إلى أحد تعويض للمحلات المتضررة من الحادث، ليقول أحد العاملين "عوضنا على الله في الفلوس، ومنتظرين التحقيق الجنائي في الحادث"، وتابع أحد العمال أن الحريق بعيد عن الأماكن الأثرية بالمنطقة، رغم وجود نسبة كبيرة من المياه المستخدمة لإطفاء الحريق هناك.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج