لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عائدة من اليمن تروي تفاصيل رحلة الـ 72 ساعة من عدن لـ مصر

10:37 ص الخميس 16 أبريل 2015

حاورها ـ محمد الصاوي ومصطفى الجريتلي:

تصوير ـ علاء القصاص وعلاء أحمد:

"بيحصل في حياه الواحد" وقعه "لما بنقوم بعدها وننظر حولنا بنلاقي نفسنا شايفين مكان تاني خالص غير اللي كنا فيه قبل ما نقع.. مش لازم تبقى مصيبة ولا كارثة و لا موقف كبير حصل ..هى بس " وقعة " بتنزل وشك للأرض وأول ما ترفعه تانى بتلاقى الدنيا مش هي".. كتبت هذة الكلمات على حسابها الخاص بموقع التواصل الاجتماعي في أكتوبر الماضي ولكنها لم تذكر تلك "الوقعة" التي خشيت منها.

بتلك الكلمات قد نصف على لسان "علياء جابر" مصرية عادت من اليمن على أحد السفن الهندية في رحلة استمرت ثلاث أيام، شهدت خلالها العديد من المشاهد.

تقول علياء: "كان من المفترض إن طائرتنا ستقلع يوم خميس للعودة إلى البلاد، قبل ميعاد الإقلاع بيوم المطار الموجود بالمدينة تعرض للقصف ولكن قبلها كانت طائرة السفير المصري باليمن تغادر البلاد!، قررنا الذهاب إلى عمان بريًا ولكننا لم نخرج لأن القاعدة سيطرت على مدينة المكلا، وبهذا أصبح الطريق البري لعمان من جهتنا مغلق، فمكثنا بالفندق نسمع إن وفودًا صينية غادرت البلاد عبر الميناء الذي يبعد عن بلادهم العديد من الكيلومترات في حين سفننا تؤمن مضيق (باب المندب) بجوارنا ولكن غير مُكلفة بنقلنا، حتى سمعنا عن وجود سفينة هندية قادمة لنقل رعاياها فقررننا الذهاب إليها بعدما أخبرتني بضرورة ذلك إيناس مكاوي أحد العاملين بالخارجية الذي كانوا يتواصلون معي".. وقسمت علياء الرحلة إلى أربع أجزاء ترويها لمصراوي:

سر ارتدائها "العباية" من الفندق إلى الميناء:

تقول : "ارتديت العباية والحجاب حتى أتمكن من التحرك من الفندق إلى ميناء عدن، حيث لم يكن مسموحًا لفتاة أن تسير على هيئة مخالفة لذلك في ذلك الوقت، قابلنا العديد من المسلحين بطريقنا ركبنا الباص وكنا مهددين بالقتل عشان كله بقى بيضرب في بعضه كما إن هويتنا قد تكون كفنًا لنا إذا علم أحدًا بها"، تصمت وكأنها تتذكر ما حدث وتضيف :" كنا هنموت من غير دية" الحمد لله وصلنا إلى الميناء وظللنا أكثر من ست ساعات في انتظار المركب الهندية.

لماذا لم تقفز إلى المركب الهندية حينما كانت بالميناء

وصلنا إلى الميناء في تمام الساعة العاشرة صباحًا وظللنا حتى الخامسة عصرًا منتظرين، الهنود كانوا كثيرون ومسؤولة المركب الهندية اخبرتنا إنها لن تتمكن من نقل غير الهنديين فتحدثت مع إياس مكاوي من الخارجية المصرية وأخبرتها بأن السفينة الهندية لن تحمل إلا أبناء بلادها فطالبتني بالانتظار فوجدنا المسؤولة بالسفينة الهندية بعد قليل تخبرنا إنها تريد أحد من السفارة المصرية يتحدث إلى السفارة الهندية للتنسيق ومن ثم تقلهم معها.

ظللنا على هذا الوضع لفترة نذهب إلى المسؤولة وتخبرنا أن أحدًا لم يتحدث إليها، وفي ذات اللحظة نرى الهنود يصعدون على متن أحدى مركبتين صغيرتين أحدهما كانت تقل الحقائب والأخرى تقل الأشخاص.

تزادا الأجواء توترًا .. أعداد الهنود الواقفين بجوارنا بالميناء تقل وتزداد على سفينة تقف بالمياه اليمنية، وإذا المركبين الصغيرين ينقلان آخر الهنود وحقائبهم، نفاجئ بقرار كابتن السفينة ـ الذي تصفه بـالبطولي" ـ بأخذنا معه تتعالى الصيحات يعود الأمل مرة أخرى وها هي المركبتين الصغيرتين تحمل من معنا وحقائبهم للسفينة الكبيرة اناس تقفز خشية إن تكتمل السفينة في حين أنا واقفة وسط تعجب الأخرين وتعلق هنا :"أنا مش حعمل زيهم"، حتى عاجت المركب لجلب بعض جوازات السفر الخاصة ببعض من عليها وإذا أجد نفسي على حافة المركب بعد أن دفعني أحد المتواجدين برصيف الميناء وجلست حيث دفعت لمدة عشرين دقيقة.

حينما اقتربنا من السفينة الهندية وجدنا حولها مراكب صغيرة للحماية فاعتقدنا في بادئ الأمر إننا لن نتمكن من الصعود حتى أخبرونا أنهم متواجدين فقط لحماية السفينة وساعدونا في الصعود إلى السفينة حيث وجدنا في استقبالنا أعضائها لاطلاعنا على مكان إقامتنا وفرقًا طبية تجري حولنا وتسألنا إذا كنا نعاني من أي آلام وآخرون يسألوننا إذا كنا تناولنا الطعام من عدمه.

حينما عم المساء صعدت إلى أعلى السفينة من حيث كنت امكث لأخلد إلى النوم، وجدت أفراد الطاقم الطبي مستيقظين فعندما سألت أحدهم عن السبب قال لي في خجل: "إن الغرف التي نقيم نحن بها كان من المقرر إن يناموا بها هم ولكننا أخذنا مكانهم حينما صعدنا".. فكان الرد دي بالمفاجأة التي استمرت حينما وجدنا السفير الهندي يشكرنا حينما وصلنا عن سماحنا لهم بمساعدتنا، ونزلنا هذه المرة قبل الهنود ووجدنا السفير المصري في جيبوتي بانتظارنا.

الصدمة في جيبوتي ولماذا قلق المصريين من إقرار السفارة؟

حينما وصلنا جيبوتي وجدنا السفير المصري في انتظارنا وأخبرنا حينها إن السفارة مجهزة كل شيء يتعلق بإقامتنا وعودتنا سالمين لمصر مرة أخرى وبالرغم من ذلك مررنا على أكثر من فندق حتى رسي بنا الحال إن الزملاء مكثوا في فندق ومكثت أنا في آخر نظرًا للعدد يأتي هذا بعد أن أبلغونا إننا سنسافر اليوم التالي حتى يتمكنون من تحديد موعد طائرة تقلنا، جلست في الفندق أتذكر وجوه وتعامل الهندين والواقع باليمن حتى جاء صباح اليوم التالي موعد السفر فذهبت إلى الفندق الآخر الذي يمكث به باق المرافقون لي بالرحلة وهناك تفاجأت إن أحد الذين أتو معي من اليمن يخبرني إن السفارة طلبت منهم التوقيع على تعهد بتحمل نفقات السفر وإني مضطرة للتوقيع على الإقرار حتى أتمكن من العودة إلى مصر مرة أخرى فتذكرت ما حدث معي من قبل الهنود بالرحلة ووقعت على الإقرار حتى أتمكن من العودة.. الإقرار لم يتضمن مبلغ معي الأمر الذي تسبب في قلق للمصريين العائدين.

مفاجأة أخرى ولكن بمطار القاهرة:

أخبرونا فور وصولنا إلى مطار القاهرة إن التليفزيون سيأتي للتسجيل معنا ومن ثم علينا الانتظار، فظللنا ساعة ونصف نمت خلالها حتى تفاجأنا بأحد أفراد مباحث المطار يتحدث إلينا بضرورة الانتظار بدعوى عودتنا من اليمن ما أصاب البعض بالتوتر والخوف من الملاحقة الأمنية، حينها اتهمني بعض من قدم معي بالراحلة بانني السبب لتدويناتي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلين: "كلامك ودانا في داهية".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان