لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

العقيد فاطمة تعيد الأمن للشارع الفلسطيني بـ30 فتاة "الحلقة الأخيرة"

11:25 ص الخميس 02 أبريل 2015

كتب-أحمد الليثي ودعاء الفولي وإشراق أحمد:

 في الحلقة السابقة: فاطمة تُحسن أسر إسرائيلي فيرد لها الجميل

المقاومة لـمن حملت المتفجرات لتلقين الصهاينة درسا، ليست فقط بحمل السلاح، فخدمة المجتمع وتنقيته من آثار المحتل بالوعي مقاومة تُعظم شأنها، وهو الطريق الذي سلكته بعد سنوات السجن موقنة أن "مش لازم كلياتنا نحمل البندقية"، لذا لم تتردد أمام طلب أبو عمار في عام زواجها 1984 بتكليفها مهمة تأسيس شرطة نسائية.

انطلقت الخالة "فاطمة" من تونس إلى غزة، لتبدأ رحلة تجميع 30 فتاة، يتدربون على شؤون الأمن، التي كانت فلسطين في أمس الحاجة إليها بذلك الوقت، فالاحتلال ترك الباب مفتوحا أمام كل شيء خاصة المخدرات، فصار الهدف الأول لنساء الشرطة مكافحتها، إلى جانب شؤون المرور.

ذللت العقيد "فاطمة" الصعوبات التي واجهت الكيان الشرطي الجديد، كما فعلت منذ انضمامها كأولى الفتيات المشاركات بالعمل الفدائي، تجاوزت مشكلة الملابس المخصصة في مجتمع يتذمر أمام ارتداء النساء للبنطال، فصنعت لهم التنانير والقبعات/كاب لتغطية الرأس، وكانت البداية مع 20 فتاة من غزة و15 من بلدة أريحة.

لم يستوعب أهل فلسطين انضمام بناتهم إلى الشرطة في بادئ الأمر، قابلوه  بجفاء وحدة، "أيش حرمة بدها الرخصة" كثيرا ما ترددت على مسامع الفتيات، يزيد عليها التعليق "روحي قشري بصل وبطاطا"، فتبكي الفتيات لرد الفعل، غير أن قائدتهم كانت الظهير الآمن لهن، تشاركهن عملهن، يرون صمودها وتعاملها مع المواقف الصعبة بالنسبة لهن، فيما تقف هي متمسكة بما تفعل.

شاب انطلق بسياراته مخالفا لقواعد المرور، استوقفته العقيد "فاطمة"، قابلها برد حاد "ملكيش فيه أنا إسرائيلي"، بنظرة لا تقل حدة عن رد الشاب المتعالي على تنفيذ أمر السيدة، قالت له في تحد "إسرائيلي وبتسوق في غزة والله لأفرجيك"، وبمكتب الأمن جاء والد الشاب الغزاوي غاضبا، مستنكرا فعل ابنة الضفة الغربية، قبل أن يعلم بحجة ابنه كي يتهرب من مخالفته للقانون، فإذا بلطمة تطول وجه الابن ويتحول السخط على الشاب "امك ولدتك هون وبتقول أنك اسرائيلي يا ابن...".

بمرور الوقت فرضت الفتيات احترامها، وتوسع الكيان الشرطي النسائي ليشمل نابلس والضفة الغربية، حتى بلغ عددهن 350 فتاة، وأصبح لهن صيت وتجربة ينقلونها إلى عدد من البلدان العربية حال مصر والأردن، لا تجد "فاطمة" فضل فيما فعلت بل تقولها بفخر "البنات هم اللي نجحوني مش أنا اللي نجحت".

كانت مهمة الشرطة النسائية بمثابة حبل وصال مع غزة، ربط الخالة "فاطمة" منذ ذلك الوقت بالقطاع المحاصر، باتت-غزة- مستقر لها، رغم عشقها للضفة والقدس، غير أن روح المناضلة طالما تهفو صوب تلبية نداء الواجب، باقية على عهد الوفاء للوطن بتسخير ما استطاعت من قوة في خدمته، فبعد أداء واجبها بالشرطة، عادت إلى سيرتها الأولى بالعمل الإغاثي، مشاركة زوجها فيه، ولم  يكن مكان في فلسطين بحاجة لذلك في نظرها أكثر من القطاع "هون أقدر أساعد والناس محتاجة لكتير عن أي منطقة تانية".

سكنت الأسيرة المحررة بالقطاع، تقاسمت مع أهله المعاناة، اهتز بيتها جراء عدوان المحتل في 2012، ذاقت مرارة الحصار، ودعت شريك حياتها، وما تركت "غزة" إلا لتلبية نداء مقاومة من نوع آخر، فالسيدة السبعينية لا تبخل بكلمة تعبر عن القضية، تسرد تاريخ طويل من نضال شعب، شاء الله لها أن تكون جزء منه، لا ترفض دعوة تأتيها، تستحي من تكريم يداوم الكثير على منحها إياه، فتحول الأمر إلى حديث عن رفاق غابوا بأجسادهم لكن حق لهم أن يُذكروا في كل مقام، ولولا ظروف مرضها وغلق المعابر لفترة طويلة ما غادرت بعد الحرب الأخيرة على غزة، فالخالة رغم عشقها لمصر غير أنها لا تحتمل فراق فلسطين فتقولها دون تردد "بس يفتحوا المعبر هرجع على طول".

الحلقات السابقة:

 فاطمة تزلزل إسرائيل بحقيبة يد وأغنية لأم كلثوم.. "الحلقة الأولى"

كيف هزمت ابنة البرناوي إسرائيل بحذاء الكعب العالي؟ "الحلقة الثانية"

"التنكيد" على إسرائيل "فن" تعرفه فاطمة البرناوي.. "الحلقة الثالثة" 

منزل فاطمة.. كوكب مصغر للإنسانية "الحلقة الرابعة"

دستور فاطمة الأخلاقي.. تخدم الأقصى وتداوي جروح اليهود "الحلقة الخامسة" 

الحب على الطريقة الفلسطينية.. يبدأ بالطبخ في زنزانة ولا ينتهي بالمقاومة "الحلقة السادسة" 

قصة 365 يوم غيرت حياة شاب إسرائيلي على يد "فاطمة" "الحلقة السابعة"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان