"مصراوي" يقتحم عالم مرضي اضطراب الهوية الجنسية (قبل التحول)
تحقيق - نور عبد القادر:
ماذا لو شعرت فجأة أنك لا ترغب في هيئتك، ولا ترضى عن جسدك.. ليس لكونك تعانى وزنا مفرطا أو عاهة جسدية، ولكن لأنك ترفض نوعك الجنسي، فإذا كنت رجل تشعر برغبة أن تكون هيئتك أنثي تفعل وتعيش مثلها، وبالمثل لو كنت أنثي.. هؤلاء يعشون حولنا وربما لا تعرف معاناتهم، فهي محبوسة داخلهم .
تناولهم الإعلام كنماذج للأشخاص المتحولين، وما بين الاتهام بتغير خلق الله أو الاتجاه لعمليات تحويل الجنس مقابل المال والأعمال المحرمة كان هو نصيبهم، ولكن مالم يتم ذكره هل هؤلاء مرضي أم لا، وما هي طبيعة هذا المرض، وحياتهم قبل اللجوء لتلك القرارات التي يراها البعض شاذة ويتهمهم أخرون بالشذوذ والمثلية.
حقيقة المرض
"مرضي التحول الجنسي".. إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺠﻨﺴﻲ ﻓأﻏﻠﺐ ﻣﺎ ﺳﺘﺠﺪﻩ ﻗﺼﺺ ﻋﻦ أﺷﺨﺎص ﻏﯿﺮوا ﻣظﻬﺮﻫﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ أو أشخاض ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل اﻟﻜﺎﻣﻞ، وربما تكون قد سمعت عن قصة الطبيب المصري الذي تحول لسيدة ولكن لم يلمس الاعلام واقع هؤلاء المرضي وما هي حياتهم قبل إجراء الجراحة أو التحويل ولكن يظهرهم بعد التحول، فمرض الاضطراب الجنسي يطلق على الأشخاص الذين يعانون من القلق تجاه نوع الجنس الذي ولدوا به، وهو يعتبر تصنيفا نفسياً، يصف المشاكل المتعلقة بالتغير الجنسي وهوية التحول الجنسي والتشبه بالجنس الآخر، ويتميز اضطراب الهوية الجنسية بنفور شديد بشأن جنس الشخص الفعلي، مع رغبة للانتماء للجنس الآخر، ويكون هناك انشغال دائم بملابس أو نشاطات الجنس الآخر مع رفض للجنس الفعلي، وينتشر هذا الاضطراب في البنين أكثر منه في البنات.
معايشة المرضي داخل مصر
"20 حالة في انتظار موافقة النقابة لإجراء جراحة التحويل واللجنة متوقفة" |
ولكن من هم المصابون به في مصر وكيف يعيشون وما هي معاناتهم، "مصراوي" سعي لدخول عالم مرضي اضطراب الهوية الجنسية ( قبل عمليات التحول).. ولأنه بالطبع العلاج أو المعرفة بهم لا تتم إلا للحالات التي قامت بإجراء الجراحة، قمنا بالبحث عنهم، فأغلبهم يعيش خلال العالم الافتراضي، لان واقعهم يرفض كونهم "مرضي" بهذا النوع من الأمراض.
جروب سري على فيسبوك
)TRANS( هو جروب سري عدد أعضائه حوالي 200 شخص، جميعهم من مرضي اضطراب الهوية الجنسية، يعرف القائمين عليه أنفسهم "نحن مجموعه داعمة لمضطربي الهوية الجنسية، من خلال عرض المواضيع الخاصة باضطراب الهوية الجنسية من أبحاث علمية وتقنيات العمليات، وشرح تفصيلي لخطوات العلاج والاخبار التي تخص مضطربي الهوية الجنسية علي مستوي العالم العربي والدولي".
لا يمكن إضافتك لهذا الجروب بسهولة، ولهذا قمت بالتحايل والادعاء كوني أحد مصابي مرض الاضطراب الجنسي، فما بين الانضمام لحوارات متعلقة بالمرض، ومشاركة معلومات عنه وإضافة بعض الصفحات المتعلقة بالمرض، كان وسيلة لإقناع القائمين على إدارة المجموعة بأنني مثلهم. وبعد طلب الانضمام للمجموعة مكثت أسبوعين لحين قبولي، وبعدها تواصلت مع مجموعة من المرضي داخله.
ومن داخله وضعت مجموعة من الضوابط للأعضاء وهي ضرورة مناقشة أهم مشاكلهم من نواحي مختلفة علمية، دينية، اجتماعية، مع منع التحرش اللفظي أو التحرش بأى شخص أو الخروج عن سياق "الجروب"، ويحكي كل منهم معاناته ومشاكله واكتشافه للمرض ويسأل غيره عن طرق العلاج وأبرز الاطباء والطرق القانونية لذلك.
"الأدمن" - أو القائم على إدارة الصفحة - تتحدث عبر المجموعة قائلة :" وسائل الإعلام فجأة فتحت قضية المرض، ولكن كان الاتهام الأبرز لنا هو الشذوذ وتغير خلق الله ، دون مراعاة لما يحدث في حياة كل مضطربي الهوية وما يعانون منه، ومن الظلم ما تم عرضه إعلاميا وكأننا جميعا نمارس الدعارة".
وتابعت: "ما نعاني منه هو مرض ومعترف بها من سنين، ويتم علاج هذه الحالات في جميع أنحاء العالم بدءًا من العلاج النفسي، إلى العلاج الهرموني ثم القيام بعملية التحول، وهذه الخطوات تأخد من الوقت ما يقارب من ثلاث الـى أربع سنوات، وكل مرحلة من مراحل العلاج تعتمد على قيام الشخص بـ ممارسة الدور الاجتماعي للجنس المتحول إليه".
تواصلت مع "يارا " الادمن، وكأنني حالة تريد المساعدة وخلال الحديث أكدت لي إنه لا يصح اللجوء لإجراء جراحة مباشرة، إلا بعد التأكد من الاصابة بالمرض، وشرحت الطرق التي من المفترض أن أسير عليها، ووصفت لي ضرورة الذهاب لمستشفى الحسين الجامعي يوم الثلاثاء للكشف لدي دكتور (هاشم بحري) لتشخيص الحالة بشكل مبدئي، ومعرفة ما إذا كان لدي اضطراب أو أي مرض أخر مثل الوسواس أو الهلاوس أو الانفصام، وبعد التأكد وحضور جلسات عديدة، يتم حصولي على تقرير طبي يفيد معانتي من مرض اضطراب الهوية الجنسية، ويحق لي بعدها العلاج الهرموني ثم الجراحي.
وأكدت لي ضرورة تلك الخطوات موضحة "مش هتتقبلي جسمك الجديد، ولا دورك الجديد وممكن يؤدي بكي للانتحار، وده حصل لحالات كتير إذا لم تقومي بتلك الخطوات ولجأتى للجراحة مباشرة" ناصحة بعدما إجراء جراحة الا بعد العلاج النفسي والهرموني".
خطوات العلاج
وقالت" تاتى المرحلة الثانية وهي العلاج الهرموني، بمعنى إذا كان الشخص يريد التحول لرجل ، يحصل على علاج هرموني على مدار عامين ليبدأ ظهور شعر ولحية وبقية المظاهر، وكذلك الحالة لمن يتحول لأنثى، وتبدأ بعد ذلك المرحلة الثالث حيث التوجه لنقابة الأطباء والحصول علي موافقة من نقابة الأطباء لإجراء جراحة تحويل الجنس.
"حتى الآن لم أحصل على الموافقة لأن أعمال اللجنة متوقفة، ولكن إذا حصلت عليها سأسعى لإجراء جراحات بالخارج، ومازالت في مرحلة العلاج الهرموني، وانتظر الموافقة لأجري العملية بالخارج وتتكلف حوالي 10 الاف دولار لزرع الأعضاء وتجميل الوجه".
"جروب سري لمرضي اضطراب الهوية الجنسية لعرض مشاكلهم وحلول للحالات" |
أما "م .ر" ( تحفظ على ذكر اسمه بالكامل) حالة تحول فتاة لذكر( ترانس مان) تواصلت معه لطلب المساعدة فأبدى ترحاب وأعطى لي أرقام هاتفية لأطباء ذكورة وأطباء نفسين، قامت نقابة الاطباء بتحويله عليهم، وأوضح خلال التواصل أن مرحلة العلاج النفسي والهرموني ضرورة للتأكد ولابد قبل الجراحة.
مشاكل نقابة الأطباء
وحكي "م.ر" " أكثر ما نعانى هو الوصول لمتخصصين في مرض اضطراب الهوية الجنسية، وعدم توفر الكادر الطبي والادوية الصحيحة في بلدنا، ولهذا تجد الكثير منا يلجأ إلي العلاج بنفسه وأخذ الأدوية دون استشارة الطبيب، ودون الالتزام بالفحص الدوري كل 3 الى 6 أشهر وهذا خطأ كبير، ولهذا نسعى لمساعدة الاخرون الذين يجهلون معلومات المرض وحتى لا يقعوا فريسة للاستغلال، وللأسف لجنه تغيير الجنس بنقابة الأطباء متوقفة منذ عام لانسحاب مندوب الغفتاء منها، وحتى الآن لم تنتدب دار الافتاء شيخا بديلا، وتوقفت أغلب طلبات إجراء جراحة التحويل منذ عام، وقد تواصلنا مع رئيس اللجنة وطالبنا بعقدها، ولأننا لا نملك أن نضمن تعاطف أحد معنا، لم نتمكن من الشكوى ضد نقابة الأطباء، وحتى بعد حصولي على موافقة النقابة وإجراء جراحات تستغرق عاما، سأبدأ معاناة تغيير الاسم لدي إدارة الطب الشرعي، لأن الجينات الوراثية تفيد آنى أنثي، وحتى الآن لا يوجد اعتراف بهذا المرض".
"في الولايات المتحدة تشخيص اضطراب الهوية الجنسية لم يتطلب أكثر من ٤ أشهر مع طبيب نفسي متخصص (مقابلة كل أسبوعين أي مجموع ٨ مقابلات ) وكل مقابلة تتكلف مبلغا، وبعد الاختبار الأخير يقوم الطبيب بكتابة تقرير يوضح حالتك بالتفصيل ليتم تحويلها الى طبيب الهرمون، وأيضاً يعطيك تقرير بسيط عبارة عن صفحة واحدة تشرح حالتك لتبقى في محفظتك ان احتجتها لأي سبب، ولا يوجد اي فحص جسدي وأي فحص هرموني ولا يوجد أي موافقات من أي جهة والاختبارات كلها نفسية، وبعد ذلك و بنفس التقرير في محفظتك تستطيع تغيير هوية القيادة وغيرها من المتعلقات الشخصية، أما نحن فمنذ عام لم تنعقد لجنة نقابة الاطباء للبت في أمرنا" منتقدا طرق معاملة المرضي في مصر.
وتابع: "اتعالجت مع طبيبن نفسيين دكتور سعيد عبد العظيم، والدكتور هاني نجيب لمدة 4 سنوات مع كل طبيب سنتين بس حاليا الوضع اختلف حسب معلوماتي العلاج النفسي بيكون لمدة سنة، وقد حصلت على موافقة قبل مشاكل النقابة وتم تحويلي لدكتور محمد عبد الرسول استشاري المسالك البولية في القصر العيني القديم وأخذت دور، والعلاج قد يتم بالمجان بمستشفى القصر العيني والكشف حوالى 75 جنيها، فهي الجهة الوحيدة التي لديها وعى بالمرض، ولكن الأطباء المتخصصين نادرون والحالات كلها تتحول على دكتور محمد لأنه الوحيد المتخصص، والعمليات تتكلف في مصر من خمسين ألف لحوالي 100 ألاف حسب حاجة الفرد وعدد العمليات التي يجريها، وبالنسبة لي قمت بإجراء جراحتين استئصال ويتبقي لي واحدة، واتعامل الان كذكر من حيث الهيئة والملبس".
واستفسرت من مازن عن معرفته بمرضه فقال " تصرفاتي كانت ذكورية وأتذكر عندما كنت في أولى ابتدائي واتضربت علقة محترمة من مدرستي، عشان بتصرف زي الولاد مع البنات، وملابسي ذكورية وطريق الجلوس".
"الأطباء يخشون إجراء الجراحات حتى لا يشهر بهم وهناك جهل بالمرض والجراحات تصل لمائة ألف" |
وعن الارتباط" أعلم جيدا أنى غير قادر على الانجاب، ولكن قادر على الزواج والارتباط كأي رجل وسوق أصارح الفتاة بحقيقة وضعي".
مشاكل المرضي
رواد المجموعة تحدثوا عن مشاكلهم معي ومع بقية المرضي، فهو وسيلة للتواصل مع أخرين يعانوا مثل معانتهم، واحد رواد المجوعة كتب " على مستوي المجتمع نتهم بالشذوذ ونتعرض للعنف اللفظي والجسدي بكل شكل ، بداية من نظرات مهينة، ألفاظ جارحه وسباب، تحرش جسدي وتعدي بالضرب والسرقة، نـهاية بحالات اغتصاب، بالإضافة إلى رفض الأهل لهذا النوع من الحالات، هل يمكن لأحد أن يتحمل هذه المعاناة يومياً، أرفض الخروج وأغلب وقتي بالمنزل بين التليفزيون وحاسوبي الخاص وعالمي الافتراضي والذي الي حد كبير انا مقبولة فيه".
ويقول أخر: "مخلص حديثي اني في سجن هو جسدي وعايش بشخصية غير شخصيتي تعبت من التمثيل، وكأني بدور من الأدوار التي نشاهدها بالأفلام، ولابس ثوب غير ثوبي، واتعامل مع المجتمع لإرضائهم، ولكن إذا ما خلا لي المنزل تحولت لأنثى في ملابسي وأفعالي حتى إنني أقوم بجميع ما تقوم به النساء من تنظيف للمنزل وغسل الملابس المتسخة كأنني ست بيت حقيقي".
رجل في جسد فتاة
أما زين عرض قصته لي وبدأ بمقولة ( رجل في جسد فتاة) وحكي " أعيش في يأس وإحباط من عمر ستة أعوام، وكان أصدقائي من الذكور فقط وكنت افضل الالعاب التي تحمل طابع ذكوري، وجدتي كانت تضربني بسبب لعبي مع الاولاد ورفضي الاحتكاك بالبنات وهذا الضرب ترك أثرًا في جسدي، وذهبت إلي المدرسة وكنت كثير التغيب عن الدراسة فأنا لا اريد أن اذهب واختلط بجسد لا يمثلني، وعانيت من انفصام حاد بين جسدي وعقلي، وتلك التساؤلات تأتيني حول لماذا افضل ملابس تختلف عن نوعي في الهوية الشخصية وتصرفاتي تصرفات شاب وليس فتاه، حاولت الانتحار مرات عديده ولكني فشلت"
وتابع "بدأت البحث عن ما أنا عليه وما هو هذا المرض الذي يجعلني أرفض جسدي، وبالمصادفة عرفت أنه مرض اضطراب الهوية الجنسية وأن هذا المرض لا تعترف به الدولة والمؤسسات، وأحاول جاهداً في إيجاد عمل لأجمع المال من أجل إجراء العمليات الجراحية فقد علمت انها مكلفه كثيراً، وصارحت بعض من اسرتي فكان ردهم قاسي جدا بأن اتعايش في جسدي وحين حاولت توضيح ما أنا عليه وأنني فشلت في التعايش وتقبل جسدي وان الحل في إجراء جراحه تصحيح قال ان الدين يحرم وانني بهذا افعل ما ينهي عنه الله، وان العائلة لن تتقبل وسيكون هذا عار عليهم وها انا منبوذ في بلدي ولا يحق لي العمل ولا أجد من يشعر أنني إنسان كل مشكلته أنه يريد ان يحيا حياة طبيعية، أما الشارع فالكلمة المعتاد في أذني هي يا شاذ / يا واد يا بنت".
لسنا شواذ او مثلين "مدافعا عن نفيه وتابع :"المثلية هي سلوك مكتسب وخيار ارادي يلاحق الشخص الذي يعمل هذا الشي بينما اضطراب الهوية هي شيء لاإرادي مخلوق معنا مند الطفولة ولا نقدر أن نغيره أو نعالجه إلا بجعل الجسم يتوافق مع هوية الدماغ".
الموقف الطبي
اما طبيعة هذا المرض فيشرحها دكتور هاشم بحري، إستاد الطب النفسي، قائلا: " يرفض من عمر سنتين اسمه الذكر ويرتدي ملابس بنات، ولا يجد هوية إلا أن يكون أنثي فقط، لا يلعب إلا مع البنات ويرى نفسه مثلهم، والعكس صحيح تصاب البنت بصدمة في مرحلة البلوغ لرفضها أن تكون بنت، لأن من داخلها تشعر بأنها ذكر ، كل هذه الحالات تشخص بأنها إضراب في الهوية الجنسية تحتاج إلى علاج نفسي.
العلاج سري
"رفض إجراء الجراحة للتحويل فى مثل هذه الحالات كارثة كبيرة، ويتم استقبال الحلات وعلاجها في سرية للتأكد من أن لديها مرض اضطراب هوية جنسية، وليس أي مرض نفسي أخر وبعد التأكد يبحول للعلاج الهرموني" - يضيف بحري .
وتابع " ثبوت أن الحالة لديها هويه جنسيه مخالفه للجنس البيولوجي بعد فترة من الخضوع للعلاج النفسي للتأكد وتعيش فترة 3-6 بالدور الذي تشعر انها تنتمي اليه ثم تخضع لعلاج هرموني وبعد ذلك علاج جراحي"
دكتور محمد عبد الرسول، استشاري جراحات تغيير الجنس بمستشفى القصر العيني يوضح أن مريض الهوية الجنسية يأتي له مُحولا من لجنة تصحيح الجنس بنقابة الأطباء لإجراء جراحة تغيير الجنس، بعد العلاج النفسي والهرموني والحصول على الموافقة، ولو كان أنثى ترغب في التحول إلى رجل، فلابد أن تخضع لعملية استئصال للثدي وتجميله، ثم عملية أخرى يتم فيها استئصال المبايض والمهبل، وعملية ثالثة لتخليق عضو ذكرى وزرع دعامات سليكونية، والتحويل من رجل لامرأة سهل، أما من امرأة لرجل فعملياتها صعبة ومعقدة وقلة قليلة من الجراحين في مصر يقومون بمثل هذه الجراحات، وعلى مرضي الاضطراب الالتزام بالخطوات المعروفة حتى لا يقوعوا فريسة لعيادات "بير السلم" وأطباء لا يجيدون هذا النوع الخطير من الجراحات فقلة قليلة تتمكن من ذلك.
لا إحصائيات
"للأسف لا توجد إحصائيات بالمرض أو دراسات خاصة به، وسعينا لعمل ورشة بمستشفى القصر العيني لتوعية الاطباء بهذا المرض، ويخشي الأطباء عمل هذا النوع من الجراحات لجهل المجتمع به، كما أنهم يخافون من التشهير بهم، فهناك جهل إعلامي ومجتمعي بالمرض، رغم إنه عالميا مُعترف به، فهذا النوع من الجراحات منتشر منذ ثمانيات القرن الماضي بالدول الأخرى".
لجنة تحويل الجنس
دكتور إسامة عبد الحي، رئيس لجنه تغيير الجنس، أن اللجنة بدأت عملها منذ عشرة اعوام وهى متعلقة بكافة الجراحات الجنسية سواء لمرضي اضطراب الهوية الجنسية أو التخنس أو التشوهات جنسية، ومشكلة من سبعة أعضاء وهم أستاذ ذكورة وأستاذ جينات وراثية وغدد وأطفال واثنين من الأساتذة النفسيين وأستاذ أصول الفقه من الأزهر للموافقة الشرعية على التحويل.
واوضح " لابد من توافر تقرير طبي من مستشفى جامعي تفيد أنه مريض اضطراب هوية جنسية وبحاجة لتدخل جراحي، ويأتي ومعه تحاليل هرمونات ودم وتقرير نفسي ، فربما قد يعانى وسواس قهري او انفصام شخصية وبالتالي لابد من التأكد، وأيضا صورة شهادة الميلاد والبطاقة، ويحول لطبيب ذكورة وطبيب نفسي لكتابة التقارير، وقرار الموافقة لا يستغرق اسبوعين ولكن اللجنة لم توافق منذ عام ولم تنعقد لاعتذار مندوب الافتاء.
"خلال الشهور الماضية قابلنا 20 حالات خاصة باضطراب الهوية الجنسية، ولم نوافق منذ عام لعدم اكتمال نصاب اللجنة "موضحا رئيس اللجنة رفض الافتاء.
وعلى ما يبدو أن هناك إحراج في موافقة فالفتوى طبقا للموقع الالكتروني فقد رفع طلب إلى دار الإفتاء المصرية فأجاب عنه الشيخ جاد الحق على جاد الحق بتاريخ 27 من يونيو 1981، بما خلاصته أن الإسلام أمر بالتداوي، ومنه إجراء العمليات الجراحية بناء على حديث رواه مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل طبيبا إلى أبىِّ بن كعب فقطع عرقا وكواه ،وأنه نهى عن التخنث المتعمد المتكلف كما رواه البخاري ومسلم، ثم قرر أنه يجوز إجراء عملية جراحية يتحول بها الرجل إلى امرأة، أو المرأة إلى رجل متى انتهى رأى الطبيب الثقة إلى وجود الدواعي الخلقية في ذات الجسد بعلامات الأنوثة المغمورة أو علامات الرجولة المغمورة ، تداويا من علة جسدية لا تزول إلا بهذه الجراحة، لكن لا تجوز هذه الجراحة لمجرد الرغبة في التغيير دون دواع جسدية صريحة غالبة ، وإلا دخل في حكم الحديث الشريف الذى رواه البخاري عن أنس قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء، وقال "أخرجوهم من بيوتكم " فأخرج النبي فلانا وأخرج عمر فلانا.
فيديو قد يعجبك: