عمارات وسط البلد بين تطوير الحكومة والمستثمرين.. وسكان : ''دهان فقط''
تقرير – محمد مكاوي:
تصوير – علاء القصاص:
مبانٍ عتيقة، تأثرت بما حدث في البلاد طوال السنوات الفائتة، من إنجازات وإخفاقات، ظلت شاهدة على تاريخ مصر المعاصر، من ثورات واحتجاجات وحروب.
اجتمع داخلها ثوار 1919، وخرجت من أمامها المظاهرات الشعبية، ومنها خرج أيضا بيان ثورة 1952 من مبنى الإذاعة المصرية القديم في منطقة البورصة.
عمارات وسط البلد التي بناها مهندسون إيطاليون ويونانيون وفرنساويون لتضاهي عقارات باريس ولندن وروما وفيينا، أصابها ما أصاب مصر في السنوات الأخيرة من تدهور وإهمال وما تبعه من هجرة جماعية لسكانها إلى مناطق أخرى.
الإهمال الذي أصاب العقارات في وسط البلد، دفع الحكومة إلى إطلاق مشروعا لتطوير القاهرة الخديوية، كما أن إحدى الشركات الخاصة بدأت مشروعا لشراء عقارات تاريخية في المنطقة وإعادة ترميمها وتأجيرها مرة أخرى. في الوقت الذي يقول فيه سكان بالمنطقة أن التطوير خارجي فقط.
الحكومة
وفي نهاية العام الفائت، أعلنت الحكومة البدء في تنفيذ تطوير منطقة قلب العاصمة وتحويلها للقاهرة الخديوية كمقصد سياحي عالمي يعيد للقاهرة رونقها التاريخي والحضاري.
وقال وزير الإسكان إن الدولة تمتلك أكثر من 160 مبنى بالمنطقة، وكانت هناك مسابقة عالمية لتطوير قلب القاهرة الخديوية، فاز بها أحد أكبر المكاتب العالمية، حيث تم وضع تصور كامل لتطوير القاهرة الخديوية، وكيفية تحويل شوارع بالكامل لمشاة، وإقامة شوارع احتفالية، ومن ثم تم تحديد المناطق التي تصلح كنماذج لبداية التنفيذ.
وعرض الوزير بعض نماذج التطوير التي يمكن تنفيذها سريعاً ضمن مخطط التطوير، مثل تطوير ساحة قصر عابدين، وساحة دار القضاء العالي، وشارع الألفي، وميدان الأوبرا. وشمل العرض المطالبة بتطبيق القوانين بحزم حتى لا تحدث مخالفات في هذه المباني التاريخية، مثل الارتفاعات أو الإعلانات أو اللافتات المهنية، مع ضرورة ألا تتم أعمال تجديد مرتجلة في هذه المباني التاريخية.
وافتتح رئيس الوزراء إبراهيم محلب، في مايو الفائت، المرحلة الأولى مشروع تطوير القاهرة الخديوية، وإعادة إحياء منطقة وسط البلد. وقال محافظ القاهرة، جلال السعيد، إن عمليات التطوير شملت أعمال الصيانة الإنشائية والمعمارية وإعادة طلاء ومعالجة واجهات العقارات والمباني الأثرية المتميزة وتجديد كافة المرافق التحتية، ورفع الإعلانات من على جدرانها مع توحيد واجهات المحلات بشكل تنسيقي متميز يتماشى مع روح الشارع.
القطاع الخاص
بدأت إحدى شركات الاستثمار العقاري في شراء عقارات في منطقة وسط البلد، وتقوم بإعادة ترميمها وتأجيرها مرة أخرى بمقابل مادي.
واشترت شركة الإسماعيلية 20 عقارا تاريخيا في منطقة وسط البلد من أصل أكثر من 400 عقارا تاريخيا بحسب كريم شافعي العضو المنتدب للشركة في حواره مع مصراوي.
وانتهت الشركة من إعادة ترميم عقارين والاستفادة من تأجيرهم مرة أخرى هما (عمارة كوداك وسيمنا راديو)، وفي طريقهم للبدء في تطوير عقار ثالث في شارع شامبليون.
سكان ينتقدون
صاحب أحد المحلات في منطقة وسط البلد، أبدى غضبه من مشروع تطوير القاهرة الخديوية، قائلا: ''الشركة المنفذة للمشروع تدهن الواجهات فقط، ولا تهتم بأي شيء أخر، بخلاف أنهم يتركون معداتهم أمام المحال'' – بحسب قوله.
ويضيف صاحب المحل الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن ''أشهم ممر تجاري في العالم وهو ممر بهلر لم ينظر إلى في مشروع التطوير رغم دهان العمارات المجاورة له''.
ويقول مالك أحد المحلات الكائنة في شارع شاملبيون، إن ''الحكومة تقوم بدهان بعض العقارات بشكل عشوائي.. فتدهن عقار وتتجاهل أخر بجواره، كما ان التطوير يقتصر على الدهانات فقط، فالبلطجية يسيطرون على شوارع وسط البلد بحجة ركن السيارات أو غيره'' – على حد قوله.
أحد السكان في عقار تاريخي بالمنطقة، يقول إن '' التطوير يكتفي بدهان واجهات العقارات فقط.. كما أننا لا نعرف آلية اختيار العقارات التي يتم دهانها''.
إخلاء من الباعة والسيارات
أخلت قوات الأمن منطقة وسط البلد من الباعة الجائلين، من شوارع طلعت حرب وقصر النيل وعبدالخالق ثروت وأمام مجمع التحرير مروراً بشارع التحرير حتى ميدان عبدالمنعم رياض.
وكان الباعة الجائلون يسيطرون على شوارع وأرصفة وسط البلد منذ قيام ثورة يناير عام 2011.
وقررت محافظة القاهرة، نقل الباعة الجائلين إلى سوق خُصص لهم في جراج الترجمان.
كما قررت المحافظة منع انتظار السيارات، في شوارع وسط البلد نهائيا، وذلك بعد افتتاح جراج التحرير.
فيديو قد يعجبك: