عمارات وسط البلد.. قلب العاصمة النابض في حاجة إلى ''قسطرة'' – (ملف خاص)

أعدّ الملف - محمد مكاوي:

عندما يمرض قلب الإنسان، فإنه يحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذ حياته سواء بالجراحة أو القسطرة، والمدن تشبه الإنسان فتمرض أيضا وتصاب.

مدينة القاهرة التي شهدت أحداثا لم تشهدها غيرها من المدن، أصابها الإهمال كما أصاب الكثير من المدن في مصر ولكنها العاصمة التي يلجأ إليها الكثيرون لقضاء مصالحهم بسبب المركزية.

ومع تزايد الإهمال، يزداد المرض، ونحتاج إلى تدخل سريع بالقسطرة لإنقاذ العاصمة، وقلب العاصمة هو منطقة وسط البلد بشوارعها ومبانيها التاريخية الفريدة من نوعها.

أطلقت الحكومة مشروعا لتطوير منطقة وسط البلد، كما ساهمت شركة استثمار عقاري في تطوير بعض العقارات التاريخية في محاولة للاستثمار فيها، أما الأهالي والسكان فعبّر الكثير منهم عن عدم رضاءه من التطوير واصفين بأنه مجرد ''دهان للعقارات''.

في هذه الملف محاولة للبحث عن حقيقة تطوير منطقة وسط البلد.

عمارات وسط البلد بين تطوير الحكومة والمستثمرين.. وسكان : ''دهان فقط''

الإهمال الذي أصاب العقارات في وسط البلد، دفع الحكومة إلى إطلاق مشروعا لتطوير القاهرة الخديوية، كما أن إحدى الشركات الخاصة بدأت مشروعا لشراء عقارات تاريخية في المنطقة وإعادة ترميمها وتأجيرها مرة أخرى. في الوقت الذي يقول فيه سكان بالمنطقة أن التطوير خارجي فقط.

حوار- مستثمر عقاري: سنحول وسط البلد إلى ''باريس الشرق'' في هذه الحالة

يرى كريم شافعي، رئيس مجلس إدارة شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري، أنه ''إذا وجدت رؤية واضحة وصريحة بخصوص تطوير وسط البلد من جانب الحكومة والمستثمرين وكل الجهات المعنية، خلال 5 سنوات ستتحول وسط البلد إلى باريس الشرق''.

وسط البلد.. كتبت تاريخ مصر الحديث وشاهدة على أحداثه

يحكى أن الخديوي إسماعيل، عندما كان في زيارة إلى أوروبا كان شغوفا بالبناء، محبا للحضارة الغربية وعمارتها وكان يحلم دائما بأن يجعل القاهرة قطعة من باريس فلما آلت اليه السلطة عام 1863 شرع في تنفيذ حلمه فأزال الكميان والأتربة التي كانت تحيط بها وردم البرك وخططها على النسق الأوروبي لتصبح مدينة متلألئة ساحرة.

باحثة معمارية: تطوير القاهرة الخديوية ''مجرد طلاء لواجهات العقارات''

قالت الباحثة المعمارية، المهندسة أمنية خليل، إن مشروع تطوير القاهرة الخديوية وإعادة ترميم عقارات وسط البلد التاريخية ''مجهود مشكور سواء من الدولة أو المستثمرين''، متسائلة في الوقت ذاته عن آلية اختيار العقارات التي يتم ''دهانها أو طلائها