الداخلية بسيناريو وحيد في مواجهة إرهاب "مُبدع" - تقرير
تقرير - محمد شعبان:
تحذيرات من الداخلية، وتشديدات أمنية، تعقُبها هجمات إرهابية، عادة ما يختلف سيناريو تنفيذ الإرهابيين لعملياتهم، وعادة ما يكرروه، وفي التكرار عِظة، إلا أن خطط وزارة الداخلية تظل جامدة لا تتغير، ويضحى تأمين المبنى ظاهريًا فقط عن طريق الكتل الخرسانية، والتي لا تُغني ولا تدفع من تفجير يحدُث، وعلى الرغم من خروج تلك العمليات الإرهابية من نطاق شمال سيناء ومدُنها وقُراها إلى القاهرة والمحافظات الأخرى، لا يزال التعامل معها بنفس النظام القديم، دون أي ابتكار.
الحرب بالعلم
"جهاز الشرطة يعمل بشكل روتيني بعيدًا دون الاعتماد على العلم والتكنولوجيا"، هكذا علقّ اللواء رضا يعقوب، مدير إدارة التدريب والحراسات السابق، ومؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولي، على العمليات الإرهابية الأخيرة التي تطول منشآت تابعة لوزارة الداخلية، مؤكدًا وجود تقصير في الامكانيات على الرغم من وجود إمكانيات استخباراتية عالية.
وأضاف "يعقوب"، في تصريحات خاصة لموقع "مصراوي" أن هدف العمليات الإرهابية الأخيرة هو دفع الدولة لفرض مزيد من القرارات التي تُقيض حريات المواطنين مثل الحواجز الخرسانية وحظر التجوال، الأمر الذي يدفعهم للتجمهر، ومحاولة إفقاد ثقة العالم في قدرة الدولة المصرية على فرض الأمن، والتأثير على السياحة، حسب قوله.
وعن الحلول، أشار مؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولي، أنه لابد من الاعتماد على الطرق العلمية السليمة مثل السيارات التي تجوب الشوارع للكشف عن المفرقعات دون الانتظار لوقوع الحادث، مطالبًا في الوقت ذاته، بضرورة تقديم ملف للعمليات الإرهابية التي تنفذها جماعة الإخوان إلى لجنة مكافحة الإرهاب الدولي بمجلس الأمن؛ لوقف دعم بعض دول الغرب لجماعة الإخوان، وإنهاء الملاذ الآمن للقيادات الإخوانية بقطر وتركيا، فضلاً عن مصادرة أموال الجماعة بالخارج التي تستخدم في تمويل العمليات الإرهابية والاعتماد على التقنيات الحديثة في مواجهة الإرهاب، وفقا لقوله.
حرب الإرهابيين الناجحة !
"حرب السيارات المفخخة أثبتت نجاحها عالميًا بأمريكا وفرنسا ودول أخرى"، هذا ما يؤكده العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، الذي يُشير إلى صعوبة اقتفاء العمليات الإرهابية التي تنفذ من خلال السيارات المفخخة هي الأصعب أمام الأجهزة الأمنية.
وأضاف "عكاشة"، في تصريح لـ"مصراوي"، أن الحرب ضد الإرهاب مستمرة، مُثمرة بالنظر إلى النجاح الواسع للجيش والشرطة بسيناء ضد الجماعات التكفيرية، وإحباط العديد من مخططاتهم، موضحًا أنه لا يمكن إلقاء اللوم على أداء رجال الشرطة بخصوص حادث انفجار السيارة المُفخخة أمام مقر الامن الوطني بشبرا الخيمة، وقال "كفاية إن وزارة الداخلية استطاعت خلال الفترة الأخيرة كشف عدد من الخلايا الإرهابية والإخوانية وآخرها ضبط خليتين بالشرقية، فضلاً عن نجاحها في تأمين احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة".
الحواجز الخرسانية
وأوضح العميد خالد عكاشة، أن استخدام وزارة الداخلية للحواجز الخرسانية لتأمين المقرات الأمنية والحيوية ناجح بشكل كبير في الحد من العمليات الإرهابية، لأنه يحدُ من الموجة الانفجارية حال وقوع أي انفجار نظرًا لإجبارها لمنفذي تلك العمليات على عدم الدخول في حرم تلك المقرات بمسافة لا تقل عن 30 مترًا، مشيرًا إلى دول العالم التي تستخدم مثل هذه الحواجز لتأمين المقرات الأمنية، لافتًا إلى أن الجهاز الأمني يعمل في ظل الإمكانات المتاحة له.
فيديو قد يعجبك: