بعد إعدام النمر.. إلى أين تصل العلاقات السعودية الإيرانية؟
تقرير – محمد مكاوي:
تصاعدت حدة الخلاف السعودي الإيراني، إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر والذي قالت إنه أدين بتهم الإرهاب والتطرف.
واشتعلت المظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران غضبا على الإجراء السعودي الأخير، وهاجم متظاهرون مقر القنصلية السعودية، بل ووصل الأمر إلى اقتحام مقر السفارة السعودية وإضرام النيران في أجزاء منها وإنزال العلم السعودي، ما أدى إلى استدعاء الخارجية السعودية السفير الإيراني في الرياض للاحتجاج.
وتظاهر عشرات من الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية أمام منزل النمر في القطيف وردد المحتجون "يسقط آل سعود"، كما تجمع العشرات في مملكة البحرين قبل أن تفضها الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأعلنت كل من الإمارات والبحرين، تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة فيما تتخذه من اجراءات رادعة لمواجهة ما وصفوه بالإرهاب والتطرف .
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية، يوم السبت، إعدام 45 سعوديا ومصري وتشادي، قالت أنهم مدانون بتهم "الإرهاب"، ومعظمهم من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة.
ومن بين الذين نُفذ بحقهم حكم الإعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر باقر النمر، سعودي الجنسية من محافظة القطيف شرق المملكة والتي شهدت احتجاجات في 2011 استلهمت الربيع العربي.
وكانت قضاة المحكمة الجزائية بالرياض قد أصدروا في وقت سابق حكما بإعدام النمر بعد اتهامه بـ"زرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية"، أيدته المحكمة العليا نهاية أكتوبر الماضي.
وبعد أن أيدت المحكمة العليا السعودية حكم الإعدام بحق نمر النمر، حذر حسين أمير عبد اللهيان، نائب وزير الخارجية الإيراني، السعودية وقال إن "إعدام الشيخ نمر معناه أن السعودية ستتكبد تبعات كبيرة".
وقال محمد النمر، شقيق رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، والذي أعدمته المملكة العربية السعودية صباح يوم السبت، بعد أن قالت إنه أدين بتهم الإرهاب، إنهم لن يستلموا جثمان شقيقه.
وكتب النمر عبر حسابه على توتير، "اتصال من السلطات الأمنية وأبلغونا ان جثث الشهداء قد دفنت في مقابر المسلمين ولن تسلم لذويهم.. لا حول ولاقوة الا بالله.. #الشيخ_النمر_شهيداً".
طهران تهدد والرياض ترد
اعتبرت الخارجية الإيرانية، أن إعدام المملكة العربية السعودية لعالم الدين الشيعي نمر النمر " مؤشرا لعمق عدم الحكمة واللاشعور بالمسؤولية لدى النظام السعودي"، مؤكدة أن "الرياض ستدفع ثمنا باهظا لهذا الإجراء الذي اقدمت عليه".
ووضع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية رسما كاريكاتوريا على موقعه على الإنترنت يشبه ممارسات النظام القضائي في السعودية بممارسات تنظيم داعش.
فيما ردت السعودية قائلة إن إيران دولة راعية للإرهاب وقال بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء السعودية إن "إيران هي آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب بالنظر إلى أن إيران دولة ترعى الإرهاب وأدانتها الأمم المتحدة والكثير من الدول."
وأضاف البيان أن "النظام في إيران يتشدق بلا حياء بالحديث عن حقوق الإنسان، حتى بعد إعدام المئات من الإيرانيين العام الماضي بلا أسباب قانونية واضحة".
كما أعلنت وزارة الخارجية السعودية أنها استدعت السبت السفير الايراني لدى المملكة وسلمته "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة" حيال التصريحات الإيرانية "العدوانية" التي صدرت بعيد اعدام النمر.
من هو النمر؟
الشيخ نمر باقر النمر شخصية دينية وسياسية معارضة في المملكة العربية السعودية، وقد عرف بخطبه التي ينتقد فيها الحكومة السعودية ومطالبته المستمرة بمنح الأقلية الشيعية حقوقاً أكث، بحسب موقع بي بي سي باللغة العربية.
ولد النمر (55 عاما) في منطقة العوامية في محافظة القطيف شرقي السعودية، ودرس بها ثم سافر إلى إيران لدراسة العلوم الدينية.
وجهت له تهم مثل "إثارة الفتن"، و"الدعوة للتدخل الخارجي ".
تعتبره السلطات السعودية " أبرز المحرضين" على المظاهرات في القطيف، فيما يؤكد نشطاء بالمنطقة الشرقية أنه يدعو فقط لـ "الاحتجاج السلمي".
ويتهم النمر أيضا بدعم الاحتجاجات في البحرين، التي أرسلت إليها السعودية قوات للمساعدة في مواجهتها.
أمريكا قلقة وشيعة العالم غاضبون
أعربت الولايات المتحدة عن قلقها إثر اعدام السعودية السبت رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي في بيان إن "الولايات المتحدة تحث حكومة السعودية على السماح بالتعبير عن الاحتجاج بطريقة سلمية"، مطالبا الرياض بـ"احترام وحماية" حقوق الانسان.
كما عبر البيت الأبيض مساء السبت عن قلقه حيال إعدام المملكة العربية السعودية لرجل دين شيعي بارز، وأشار إلى "مخاطر تفاقم التوترات الطائفية" في المنطقة.
وقال في بيان إن القادة في جميع أنحاء المنطقة "يجب عليهم مضاعفة الجهود الرامية إلى الحد من التوترات الإقليمية المتصاعدة".
ودعا البيت الأبيض المملكة العربية السعودية إلى احترام حقوق الإنسان، وضمان إجراءات قضائية نزيهة في جميع القضايا والسماح للمعارضة بالتعبير السلمي.
ووصف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان إعدام النمر يوم السبت بأنه "خطأ فادح" واعتبره حزب الله اللبناني "اغتيالا".
واعتبر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مساء السبت تنفيذ قرار إعدام رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بأنه" صدمة كبيرة".
وقال العبادي في بيان صحفي "تلقينا بأسف بالغ وصدمة شديدة نبأ تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ نمر النمر من قبل السلطات السعودية".
وأضاف "أن التعبير عن الرأي والمعارضة السلمية هما حقان أساسيان من حقوق الإنسان تكفلهما الشرائع السماوية والقوانين الدولية وأن انتهاكهما يؤدي إلى تداعيات على الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة".
وذكر "أن سياسة تكميم الأفواه وتصفية المناوئين لن تجلب إلا مزيدا من الدمار والخراب على الحكومات والشعوب كما ان الواقع وسنن التاريخ اثبتت أن الظلم واستخدام وسائل القمع لن تدوم مهما طال الزمن".
كما دعا أعضاء بالبرلمان في العراق ذي الأغلبية الشيعية الحكومة لقطع العلاقات مع السعودية بعد يوم واحد من إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد التي ظلت مغلقة منذ 1990.
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إن إعدام النمر "سيطيح بالنظام السعودي" بينما قال عضو آخر بالبرلمان إن ما حدث ستستفيد منه الدولة الإسلامية.
فيديو قد يعجبك: