أردوغان من "إسرائيل مثل هتلر" إلى "نحن بحاجة إلى إسرائيل"
كتبت – أماني بهجت:
مازالت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تثير الجدل بين الحين والأخر، فأردوغان الذي ينظر إليه الشباب المنتمي للتيار الإسلامي في الوطن العربي كخليفة للمسلمين وأن نظامه نظام ممانع، وأن تركيا تحت قيادة أردوغان قد تخوض حربًا ضد إسرائيل.
ولا يغيب عن الأذهان مشهد تركه لمقعده في منتدى دافوس الاقتصادي في 2009 عندما احتج على عدم اعطاء الكلمة له أمام شيمون بيريز لانتقاد جرائم إسرائيل في قطاع غزة، هدم أردوغان كل تلك الآمال العريضة بتصريحه الأخير صراحًة بأن تركيا بحاجة إلى إسرائيل، لكن هذه لم تكن المرة الأولى التي يردد فيها أردوغان تصريحات مثيرة للجدل.
وفي تصريحاته عن إسرائيل بالذات نجد تضارب صارخ، ففي يوليو 2014 قال أردوغان أن، "إسرائيل مثل هتلر"، حيث وجه انتقاد واسع لإسرائيل وعدوانها المستمر على قطاع غزة وشبه تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين بتعامل هتلر مع اليهود، وقال إنهم يشبهون هتلر الذي يلعنوه طوال الوقت وأنهم يفعلون مع الفلسطينيين ما انتقدوا هتلر عليه.
"هتلر نموذج ناجح للحكم"
وبعد مرور عام واحد فقط وفي ديسمبر 2015، أشاد أردوغان بنظام الحكم في ألمانيا تحت قيادة أدولف هتلر، ذلك عندما سُئِل عما إذا كان يمكن للنظام الرئاسي الحفاظ على وحدة البلاد فرد الرئيس التركي: "هناك نماذج بالفعل في العالم، يمكنكم رؤية ذلك إذا نظرتم إلى ألمانيا في عهد هتلر" مما سبب حرجًا لمؤسسة الرئاسة التركية ودفعها لإصدار توضيح لما كان يقصده أردوغان وأصدرت الرئاسة بيانًا طويلًا توضيحًا لما قصده الرئيس التركي.
"ما حدث للسفينة مرمرة كان كافيًا لاندلاع حرب"
من العجيب أيضًا أن أردوغان بعد حادث السفينة مرمرة في 2010 –سفينة تركية كانت تقل ناشطين بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة- وتم قصفها من قبل القوات الإسرائيلية مما أسفر عن مقتل 9 ناشطين، قال أردوغان في لقاء مع قناة الجزيرة أن "ما حدث كان سببًا كافيًا لاندلاع حرب".
كانت السفينة "مافي مرمرة" والتي عرفت إعلاميًا بأسطول الحرية تحمل على متنها 750 ناشطًا من حركة تعرف باسم "غزة الحرة" من 37 دولة، كان الهدف من وراء هذه السفينة كسر الحصار عن قطاع غزة المحاصر آنذاك ولكن قامت القوات الإسرائيلية في عملية أسمتها "نسيم البحر" باقتحام السفينة وإطلاق الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع على من كانوا على متن السفينة مما أسفر عن مقتل 9 مدنيين أتراك وإصابة 56 شخص، وقد سعت تركيا في ذلك الوقت إلى تدويل القضية، ونجحت في ذلك حيث قرر مجلس حقوق الإنسان تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وخرجت اللجنة بنتائج تحقيقات أولية تدين إسرائيل وتحملها مسئولية الاعتداء.
وظل أردوغان يتحدث عن هذا الحادث في كافة المحافل الدولية حتى تصريحه المذكور بأن الاعتداء على مافي مرمرة يعد سببًا كافيًا لقيام حرب بين إسرائيل وتركيا، وهو ما تغير بعد 5 سنوات تمام التغير، فلم يعد هناك مجال للحديث عن حرب، وإنما حديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل وأن تركيا "بحاجة إلى إسرائيل".
"المسلمون اكتشفوا أمريكا قبل كولومبوس"
وفي نوفمبر 2014 قال أردوغان أثناء ملتقى قيادات المؤسسات الإسلامية بأمريكا اللاتينية في اسطنبول عندما قال أن المسلمين هم من اكتشفوا أمريكا وليس كريستوفر كولومبوس، وأضاف أن المسلمين اكتشفوا قارة أمريكا قبل كولومبوس بمائتي عام، وأن لديه دلائل على ما يقوله.
وهناك العديد من التصريحات الأخرى كتلك التي نفى عن المرأة المساواة بالرجل وأن المرأة يقتصر دورها على المنزل وتربية الأطفال فقط.
فيديو قد يعجبك: