بـ"الميري" والحب".. سوريا كما يصورها"جعفر" (حوار)
كتبت- هدى الشيمي:
منذ أيام انتشرت مجموعة من الصور لعروس ترتدي فساتانها الأبيض تحمل باقة من الزهور، لا تختلف كثيرا عن أي عروس في أي مكان بالعالم، وبجانبها يقف العريس الجندي في الجيش السوري، يحتضنها وينظران معا إلى حطام وركام مدينة شهدت لسنوات طويلة أعراس لا تخلو من الموسيقي والرقص، والتهنئة من قبل الأهالي والأقارب والاصدقاء، لتعكس الصورة واقعا محزنا به لمحة من البهجة، كما الوضع في سوريا.
وسط أطلال مدينة شهدت لفترة طويلة نزاعات وصراعات، أكثر من 40 تفجير وخرج منها حوالي 11 ألف شهيد من مختلف الأعمار، التقط المصور الشاب جعفر مرعي، ابن محافظة حمص السورية، الصور للزوجين في مدة لم تزيد عن 15 دقيقة، "كانت فكرتي، عملتها قبل فترة مع عروسين، ولكن لم تحظى بهذا الصدى، ولكن هذه المرة الجندي صديقي وعروسه صديقتي طلبوا مني جلسة تصوير مميزة، قلت لهم إن تلك ستكون رائعة فوافقوا".
يتوقع جعفر، والذي ترك دراسته في الجامعة بكلية الاداب قسم الفرنساوي بعد حادث سيارة ليبدأ حياة جديدة بمهنة جديدة، إن جلسة التصوير هذه حققت صدى أكبر وأخذت تفاعل أكبر، لأنه اتقن تصويرها حتى في التفاصيل والوضعيات التي اختارها، "حاولت ابراز مشاعر الحب بين العروسين والدمار، فالحب أقوى من الحرب".
لم تعترض العروس عندما عرض عليها جعفر الفكرة، ولكنها عندما شاهدت المنظر وتعاملت معه بهذا التركيز شعرت بالالم، "قلت لها دعينا نزرع الأمل في قلوب اخوتنا السوريين، ونُرى العالم أجمع أننا صامدون وأملنا كبير" يقول الشاب الذي احترف مهنته التصوير منذ حوالي عام، ولديه العديد من المشاركات الوطنية.
يقول جعفر ، المؤيد للرئيس السوري بشار الأسد، إ ن الوضع في حي الزهراء الذي يسكنه ويعيش به آمن إلى حد كبير خاصة من جهة المسلحين والإرهابيين، إلا أن بعض الارهابيين يفخخون السيارات ويفجرونها في الاحياء الآمنة، ومع ذلك هناك الكثير من محلات التزيين والتصفيف "الكوافير" الموجودة والمتوفرة، لذلك بدت العروس في أحلى طلة لها ذلك اليوم، وكأن الحياة اليومية هناك لم تتوقف يوميا.
على الرغم من كم المشاكل التي مر بها السوريون إلا أنهم ما يزالوا صامدين متحملين، وهذا ما يرغب جعفر في عرضه بالصور، "شعبي السوري العظيم لديه أمل كبير بالحياة، وهو رسول سلام ومحبة وأن الحياة مستمرة صامدون في وجة الإرهاب والدول التي تشارك في ذبحنا والنيل من بلدنا وقائدنا وجيوشنا".
خلال فترة الحرب الطويلة هناك الكثير من المواقف المؤثرة في نفس مرعي وغيره من السوريين الذين يستيقظوا من نومهم على أصوات الانفجارات، ويعيشوا كافة مظاهر الحرب، "كانت عيناي تدمعان وأنا التقط صور لتفجير إرهابي لحي الزهراء، على سكان طيبين يذوقوا ألم الإرهاب وفقدوا أولادهم وابائهم وبيوتهم"، يقول جعفر، والذي تسببت صورة لأم شهيد لم يتجاوز عمره 20 عام، في اصابته بحالة حزن شديد، ومع ذلك لم يفكر جعفر أبدا في المغادرة بين مئات الملايين التاركين لسوريا منذ بداية الحرب، "مستحيل سافر واترك ارضي، أنا خلقت هون وبموت هون".
كالصور التي يلتقطها المليئة بالأمل والمفعمة بالحياة يتعامل جعفر مع الأزمة، متضامن ضد الإرهاب الذي يضرب جميع الدول الآمنة، وخاصة بلده سوريا، "بلدي قدمت الكثير للدول العربية ولكنها لم ترى منها شيئا، وكل الدول أرسلت مقاتلين للنيل منّا، ولكننا صامدون بعقيدتنا القوية، وإيماننا بالقائد والجيش" يقول جعفر، مؤكدا أن سوريا ستظل تنبض بالحب، ويؤكد أن "غير بالحب مابتعمر سوريتنا".
فيديو قد يعجبك: