ما الذي يهم مصر في معركة تحرير الموصل؟ (تقرير)
كتب - عبدالله قدري:
بدأت معركة تحرير الموصل بإعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر الاثنين، باستعادة المدينة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بعد سيطرتهم عليها في العاشر من يونيو من عام 2014، وانطلقت المعركة التي شارك فيها الجيش العراقي، وقوات الحشد الشعبي "ذات الأغلبية الشيعية"، ومسلحو البيشمركة الأكراد، وقوات التحالف الوطني تحت غطاء جوي من التحالف الدولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وأعربت مصر عن دعمها للحكومة العراقية في معركة تحرير الموصل، وفي هذا الإطار تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للاطلاع على التطورات الخاصة بعملية استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش.
تناول الاتصال - وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية - سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين خلال الفترة المقبلة، والعمل على الارتقاء بالعلاقات إلى أفاق أرحب تعكس ما يتمتع به البلدان من إمكانات كبيرة وتلبي طموحات الشعبين الشقيقين.
وأعرب السيسي عن ثقته في قدرة الجيش الوطني العراقي على حماية المدنيين في مناطق العمليات العسكرية، كما أعرب عن تقديره لحرص الحكومة العراقية على ضبط النفس وتحليها بالحكمة في التعامل مع التطورات المختلفة وعدم الانزلاق إلى صراعات أخرى باستثناء تحرير الموصل من الإرهاب.
وعقد السيسي مع العبادي قبل عملية تحرير الموصل اجتماعين اثنين، في القاهرة و العراق، وخلص الاجتماعين إلى ضرورة تنسيق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب لاسيما مع تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى أهمية الإصلاحات السياسية في العراق.
وغدًا الخميس، تشارك مصر في الاجتماع الوزاري الدولي الذى يعقد غدًا الخميس، بالعاصمة الفرنسية باريس حول الموصل في ضوء المعارك الجارية لتحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، يشارك في اللقاء وزراء خارجية بالإضافة إلى ممثلين عن 20 دولة منخرطة في جهود تحقيق الاستقرار في الموصل، وخاصة في إطار التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بالإضافة إلى دول جوار العراق.
إذًا.. ما الذي يهم مصر من معركة تحرير الموصل؟
الدكتور رائد العزاوي، المحلل السياسي العراقي، يقول إن مصر لا زالت تحافظ على علاقتها الجيدة مع الحكومة العراقية، وتقف مع العراق في خندق واحد في مجال محاربة الإرهاب، مشيرًا إلى دور مصر في عدم تجزئة العراق أو تقسيمها.
وتعاني مصر من تنظيم ما يعرف بـ"ولاية سيناء"، الذي بايع داعش في يونيو 2015، ويشن عمليات إرهابية ضد ضباط وجنود الجيش المصري المتمركزين في سيناء، كما أن داعش سيطر على أجزاء واسعة من العراق منذ ظهوره في 2014.
ويضيف العزاوي في تصريح لمصراوي، الأربعاء، أن مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تحارب تنظيم داعش مع العراق، مشيرًا إلى دور مصر في الدعم اللوجيسيتي للقوات العراقية، والتدريب القتالي للجيش العراقي، فضلًا عن تسليح الجيش في العراق بالذخائر والعتاد قبل معركة تحرير الموصل.
وأكد أن مصر لديها من الأدوات التي من خلالها تستطيع سد منافذ دخول "الذئاب المنفردة"، والهاربة من عناصر التنظيم.
مصر ترفض التركيبة الطائفية
إلى ذلك، يقول السفير عادل الصفتي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العراق بالنسبة لمصر أمرًا حيويًا جدًا، فهي الجناح الشرقي الحامي لمصر والمنطقة العربية من الأخطار، مشيرًا إلى التقسيم الطائفي الذي انزلق فيه العراق عقب الغزو الأمريكي في 2003، وهو ما جعل التركيبة السكانية في العراق بين شيعة وسنة وأكراد.
وأضاف الصفتي في تصريح لمصراوي، الأربعاء، أن مصر يهمها عدم وقوع العراق بعد تحرير الموصل في هذه التركيبة مرة أخرى، خصوصًا أن هناك اتجاهًا ساريًا في العراق إلى إقرار الوضع الطائفي كما هو، وأن يصير العراق مثل لبنان.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تستطيع دعم العراق بالرأي من خلال ضرب أمثلة بالدول التي قامت على تركيبة طائفية مثل لبنان، بالإضافة إلى التبادل التجاري بين البلدين في الأمور الاقتصادية.
هل تستطيع مصر دعم العراق بالسلاح؟
من جابنه، قال الخبير العسكري اللواء جمال مظلوم، إنه من الممكن أن تدعم مصر العراق بالذخيرة أو الاسلحة أو التدريب، مشيرًا إلى الاتصال الهاتفي الذي تلقاه السيسي من حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، وما يحمله من معان سياسية أكدت دعم مصر للعراق.
ونوه مظلوم في تصريح لمصراوي، الثلاثاء، إلى أننا لا نريد الضغط على مصر – أيضًا – في موضوع تقديم أسلحة للعراق، خصوصًا أن تشارك في معركة "إعادة الأمل" الاسم اللاحق لعاصفة الحزم – فضلًا عن محاربة تنظيم داعش الإرهابي بسيناء .
فيديو قد يعجبك: