لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انتقاد للأمم المتحدة بسبب "البطلة الخارقة".. وحقوقيون: تنميط للمرأة

01:59 م الإثنين 24 أكتوبر 2016

الشخصية الكارتونية الشهيرة "إمرأة العجائب"

كتبت ـ هاجر حسني:

أثار قرار منظمة الأمم المتحدة، باختيار الشخصية الكارتونية الشهيرة "إمرأة العجائب" لتصبح سفيرة شرفية للمنظمة في قضايا تمكين النساء، غضب عدد كبير من العاملين بالمنظمة، وعرضها لانتقادات حقوقية بوصف القرار بأنه يرسخ لتنميط المرأة.

ونظم عشرات العاملين بمقر منظمة الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، تظاهرة صامتة أمام قاعة المجلس الاقتصادي؛ اعتراضاً على اختيار الأمين العام، بان كي مون، للشخصية، فيما قدم مئات من موظفي المنظمة الأممية (أكثر من 600) شكوى رسمية إلى الأمين العام طالبوه فيها بإعادة النظر في اختيار "امرأة العجائب كسفيرة لتمكين المرأة والمساواة".

وأعرب الموقعون على الشكوى عن شعورهم بـ"خيبة أمل لأن الأمم المتحدة لم تعثر على امرأة حقيقية يمكن أن تكون قادرة على الدفاع عن حقوق جميع النساء، وعن مسألة المساواة بين الجنسين والكفاح من أجل تمكينها".

وأضافوا في شكواهم إن "صورة امرأة بيضاء بارزة النهدين بأبعاد مستحيلة وساقين شبه عاريتين في حذاء يصل إلى الركبتين وفي يديها العلم الأميركي لا يمكن أن تكون رمزاً ملائماً لتحقيق المساواة بين الجنسين والدفاع عن قضايا المرأة".

وقالت عزة سليمان، رئيس مؤسسة قضايا المرأة المصرية، إن اختيار الأمم المتحدة لهذه الشخصية لتكون سفيرة شرفية لتمكين النساء، أمر شابه عدم المنهجية وعدم الاحترافية، خاصة وأن هناك قطاعات كبيرة تفتقد لثقافة النوع الاجتماعي، مضيفة أن هذا الاختيار رسخ للفكرة النمطية عن المرأة المنتشرة في كثير من المجتمعات.

وأشارت سليمان لمصراوي، أن هذا اختيار شخصية خيالية بزعم أنها خارقة تجاهل الشخصيات النسائية العديدة التي تزخر بها المجتمعات والناجحة في مجالات عدة، قائلة "مين قال إن مفيش ستات خارقة، الاحصائيات عندنا بتقول إن 30% من الأسر تعولها نساء، الستات اللي بتحمي ولادها في الحرب، كل دول يصلحن لاختيارهم سفيرة شرفية لتمكين النساء".

وتابعت أن اختيار هذه الشخصية الكارتونية بالملابس التي تظهر في الصورة، توحي بالتركيز على مفاتن المرأة الجنسية، وهو أمر عانت منه المجتمعات العربية ومازالت تعاني، لافتة إلى ضرورة ترجع الأمم المتحدة عن هذا الاختيار، إعمالا بالاتفاقيات التي كانت تدعو الدول للتوقيع عليها دائما والخاصة بتحسين صورة المرأة.

ويأتي تعيين "امرأة العجائب" سفيراً فخرياً للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، في إطار حملة تعتزم الأمم المتحدة إطلاقها قريباً بهدف تسليط الضوء على ما يمكن للنساء والفتيات تحقيقه بشكل جماعي في جميع أرجاء العالم.

وذكر الموقعون على الشكوى أن اختيار "امرأة العجائب يعد أمراً مهيناً للنساء؛ لأنه يقدم صورة غير حقيقية للمرأة ويركز بشكل واضح على مفاتن المرأة الجسدية أكثر من أي شيء آخر".

بدوره دافع استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام عن اختيار "امرأة العجائب" سفيرة لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، وقال للصحفيين بنيويورك، إن "كبار العاملين بالأمم المتحدة يستمعون لتلك الشواغل ويأخذونها بعين الاعتبار وسيعقد قادة الحملة الأممية لامرأة العجائب احتفاليات كبيرة بمشاركة نساء وفتيات من واقع الحياة لإيصال الرسالة الجوهرية للحملة".

ورأى رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية، أن الاختيار يوحي بالتخلي عن قضايا المرأة من مكان له باع طويل في حماية حقوق النساء والفتيات، قائلا إن هناك الكثير من الفتيان والنساء مازلن محرومات من الحماية ضد العنف.

وأضاف لمصراوي، أنه كان من الأجدى التركيز على شخصيات نسائية حقيقية ليمثلن السفيرة الشرفية لتمكين المرأة، لافتا إلى أن هناك شخصيات نسائية عديدة برعن في كافة المجالات على مستوى العالم.

وتابع "لازم يكون في تراجع عن القرار ده واعتذار أيضا، وطالما أن هناك 600 شخصية اعترضوا على القرار معناه أن هناك رفض"، مشيرا إلى أن تراجع الأمم المتحدة عن القرار سيدعم صورتها أكثر، وخاصة إذا تم اختيار إمرأة حقيقية لتكون اسفيرة الشرفية.

و"امرأة العجائب" هي شخصية كارتونية مثال المرأة الخارقة اخترعها كاتب القصص الأميركي وليم مارستون عام 1942 ومنذ ذلك الحين تتناقل الصحف والمجلات الأميركية صورها باعتبارها رمزاً للمرأة المحاربة القوية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان