إعلان

4 روايات تحكي معاناة أهالي رأس غارب بسبب السيول: "لينا ربنا"

04:18 م الجمعة 28 أكتوبر 2016

أثار تخريب في رأس غارب جراء السيول

كتب- محمد سعيد:
همّ مسرعًا يمسك هاتفه للاطمئنان على أهله، بعدما قرأ خبرًا وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي عن سيول تضرب مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، "للأسف التليفونات كلها فاصلة هناك ومش عارفين نتواصل معاهم، فين وفين لما عرفت أكلمهم الساعة 11 بليل"، قالها إبراهيم محمود، أحد أهالي المنطفة.

الساعة دقت الثانية عشر بعد منتصف ليل الخميس، المنطقة التي اعتادت الهدوء، اصبح الضجيج مُخيمًا عليها، فتسمع صوت أم تصرخ من الخوف، طفل يبكي على ذراع أمه، وشباب يهرولون لمحاولة انقاذ ما يمكن. يروي الشاب العشريني، "أهلي ساكنين في منطقة منازل 128 بجوار فرن النحاس، شمال المدينة، بيتهم غرقان بالميّه، وكانوا قاعدين على السطح من امبارح والبرق فوقهم، وكلمونا وصوتهم كله رعب وخوف".

وسط الخوف علت الأصوات "حد يكلم المحافظة" يقول إبراهيم، منفعلًا "كل ده ولا فيه مسؤول راح ولا حد اتحرك، ربنا يستر علينا". مضيفًا "عمي انقذوه بأعجوبة. كان راجع من الشغل والسيل جرفه هو والموتسيكل لولا الأهالي عرفوا بالعافية يشدوه بالحبل، كان زمانه مات".

حالة الأهالي يُرثى لها حيث يقول (أحمد. ع)، 22 سنة، "الدنيا خربانة هنا، الناس بتعوم ومش عارفين نتحرك، ربع بيوت المدينة وقعت". الشباب تحرّك بشكل سريع ولكن غريزة انقاذ الموقف جعله أكثر تنظيمًا "الناس اللي بيوتها غرقت ساعدنا في إننا نخرجهم من بين الميّه وفتحنا مدرسة الشهيد عباس سليم عشان يدّاروا فيها لحد ما نشوف هنعمل إيه. حسبي الله ونعم الوكيل".

الوضع أصبح كارثيًا بمنطقة منازل 128، حيث يقول الشاب، "عشان احنا جنب جبل الشيخ فضل فالأمطار كلها نزلت من عليه على بيوتنا، ووصل ارتفاعها لحوالي 3 متر، حاولنا نفتح البلاعات عشان نصرّف الميّه، واللي كان عنده لودر جابه عشان نخرج الناس من البيوت".

وعلى بُعد نصف ساعة تقريبًا من منطقة منازل 128 وبالتحديد في عمارات الكمين، لم يختلف الوضع كثيرًا حيث تقول سيدة ثلاثينية "السيل بدأ من عندنا، الميّه دخلت البيوت وغرقتها، العربيات اتدمرت، خلاص مش نافعة تاني". وأضافت، "الأهالي طلعت فوق السطوح وعند الجيران عشان الميّه حوطتهم. الوضع كان سيء جدًا".

الحياة توقفت فجأة فلا أحد يستطع دخول رأس غارب أو الخروج منها، تقول زينب محمد، "مش عارفة أرجع من الغردقة لبيتي، الطرق كلها اتقفلت الساعة 12 بليل".

دون مقدمات أصبحت زينب التي تعمل محامية تحت التمرين بلا مأوي. تقول "أخويا اتصل بيّا على الساعة 11 وقال لي السيول غرقت بيتنا واضطر يتحرك مع أهلي لناس قرايبنا في منطقة تانية".

ساكنة منطقة المعاشات القديمة بوسط المدينة، والتي تبعد عن كمين رأس غارب (مدخل المدينة) نحو 15 دقيقة، أصبح أقصى طموحها أن تعاود المدينة مرة أخرى للاطمئنان على والدتها، تقول زينب، "الطريق اتفتح بس الكل بيحذّر إننا نمشي فيه دلوقتي ليحصل أي حاجة تاني، مش عارفة أعمل إيه، ولا عارفة أطمن على أمي ولا أسمع صوتها عشان التليفونات اتقفلت".

ساعات ثقيلة كانت كفيلة بأن تُخرج زينب عن دائرة الزمن بمنطقتها، "عرفت من أخويا إن السيول اتحركت من منطقة الكمين في مدخل غارب، ومنها لمنطقة العبور ومدرسة السعاتي، وأخدت في طريقها كل حاجة، وبعدين قربت على منطقة العروسة في مدينة المعاشات عند محطة الكهربا، ساعتين زمن والدنيا اتغرقت. وساعتها تليفون أخويا فَصل".

الوضع الكارثي أصبح أقل وطأة عما كان عليه في سويعات الليل الماضية، المياه سكنت البيوت وأخرجت الأهالي منها كضيف ثقيل. المشهد برمته سيتوارى مخلفًا ورائه لحظات فزع عما مضى، ورعب مما سيأتي، منتظرين "حلًا ربانيًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان