115 عامًا على "نوبل".. والسلام ما زال غائبًا (تقرير)
كتب - عبدالله قدري:
فاز الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بجائزة نوبل للسلام، تقديرًا لدروه في إنهاء الحرب الأهلية في بلاده التي امتدت نحو 50 عامًا،وجاء اسم الرئيس الكولومبي من ضمن 376 اسمًا تم ترشيحهم للفوز بالجائزة، وهو رقم قياسي جديد تسجله نوبل.
وبحسب موقع "نوبل"، فإنها جائزة سنوية تمنح لكل من قدّم أو ساهم في تحقيق شيء يفيد البشرية في أي مجال، سواء كان في السلام أو الأدب أو الاقتصاد وما سواها من المجالات التي تمنح من أجلها الجائزة، ومن أشهر العرب الذي حصلوا على جائزة نوبل للسلام كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات،عن دوره في إرساء عملية السلام بين مصر وإسرائيل.
وبالرغم من مرور 115 عامًا على جائزة نوبل للسلام، والتي تم منحها لأول مرة عام 1901 لـ جان هنري دونانت عن دوره في التمهيد لتأسيس الصليب الأحمر الدولي، إلا أنه لم يعد معروفًا إلى الآن سبب اختيار ألفريد نوبل منح جائزة نوبل في مجال السلام حتى يومنا هذا.
وحصل على جائزة نوبل للسلام طوال تاريخها نحو 96 شخصية، سواء كانت حقيقية أو اعتبارية متملثة في هيئات أو منظمات أو لجان ساهمت في حفظ عملية السلام، مثل منظمة حظر الأسلحة الكيمائية في هولندا عام 2013، والرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس في2015 والذي يضم الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية للمحامين بتونس.
وبالرغم من تلك الجهود والجوائز الرامية لحفظ السلام إلا أن الصراعات والحروب لا تزال دائرة ومشتعلة في إقليم الشرق الأسط، مما يطرح تساؤلًا لماذا لم تسهم تلك الجوائز في حفظ عملية السلام.. وقبل الإجابة عن هذا التساؤل يستعرض "مصراوي" مختصرًا للصراعات الدائرة في الشرق الأوسط:
1 – الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين
ويقترب الاحتلال الإسرائيلي لفسلطين من عامه السبعين، ولا زال الاحتلال يهيمن على الجزء الأكبر من فلسطين، ويصادر آلاف الكيلو مترات من الأراضي الفلسطينية، ويقيم المستوطنات دون وجه حق، فضلًا عن قتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، وسط اكتفاء المجتمع الدولي بالإدانات دون اتخاذ إجراءت فعليه لحفظ السلام.
2 – تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا
ويتواصل تدهور الوضع الإنساني في سوريا، وسط استمرار المعارك بين المعارضة المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة، والجيش السوري المدعوم من روسيا، والذي أدى إلى مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، فضلًا عن لجوء الآلاف من الأسر السورية إلى أوروبا عبر البحر، وهو ما تسبب في مصرع العشرات منهم غرقًا.
3 – داعش يسيطر على الموصل
كما تدهور الوضع الإنساني والأمني في مدينة الموصل بالعراق، خاصة بعد اقتراب معركة الموصل الهادفة إلى تحرير المنطقة من قبضة التنظيم، إذ بدأت الخلافات الدبلوماسية تدب على الساحة بين تركيا وإيران، وسط هروب العائلات العراقية من الموصل خوفا من السقوط في قبضة التنظيم.
4 – الفراغ الأمني في ليبيا
ولا يزال الفراغ الأمني سائدًا في ليبيا بعد سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، إذ تتبادل جماعات مسلحة الرصاص مع مجموعات من الجيش الليبي تابعة للجنرال خليفة حفتر، وتسيطر الجماعات المسلحة على مدينة طرابلس، بينما تسيطر مجموعات الجيش على مدينة طبرق المنعقد بها الحكومة والبرلمان المعترف بهما دوليًا.
إذًا لماذا لا يزال السلام غائبًا؟
يقول الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن السلام لا يقام بالجوائز والمنح، لكنه يتحقق بشروط ومقومات يجب أن تراعى في النظم المحلية والدولية المعنية بحفظ السلام.
وأضاف نافعة لمصراوي، مساء الجمعة، أن جائزة نوبل للسلام وغيرها من الجوائز في هذا المجال تقوم بدور مساعد في حفظ السلام، لكنها لا تحققه إلا إرادة الدول، مشيرًا إلى أنه حتى هذه اللحظة الدول الكبرى تساعد على استمرار الحروب والصراعات خصوصًا في المناطق التي لا تعرف الديموقراطية.
وتابع: "حقيقة الأمر أن الدول الكبرى تتدخل في شؤون الدول الصغرى وهو ما يؤجج الحروب والصراعات، لافتًا إلى أن عملية السلام تتطلب إصلاح الأمم المتحدة التي لا تزال ضعيفة في إرساء السلام.
لماذا لا تحتجب نوبل؟
كانت جائزة نوبل قد احتجبت قبل ذلك تسعة عشرة مرة لأسباب منها متعلق بقيام الحرب العالمية الثانية، ومنها ما هو متعلق بعدم وجود شخصيات مؤهلة للحصول على الجائزة، وهو ما طرحه مصراوي على الدكتور نافعة حول جدوى الحصول على نوبل للسلام رغم استمرار الحروب والصراعات، حيث أكد نافعة أنه رغم الصراعات الدائرة إلا أنه لا توجد حرب عالمية حتى تحتجب الجائزة مثلما حدث في السابق.
جائزة مسيسة
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أنه يوجد الآن مؤسسات وأشخاص يقومون بجهود رامية لحفظ السلام، وهو ما يحتم على الجميع منح هؤلاء جائزة نوبل تقديرًا لدورهم في إرساء السلام.
وأكد نافعة، أن جائزة نوبل في المقام الأول مسيسة، تمنح للجهات والأشخاص الذين يقومون بأدوار تحقق أهداف معينة، وتخدم مصالح الدول الكبرى.
فيديو قد يعجبك: