هل يهتم الرعايا الأجانب في مصر بالتحذيرات "الأمنية" من سفاراتهم؟ -(تقرير)
كتب – عبدالله قدري:
أصدرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة، منذ يومين، بيانًا حذرت فيه رعاياها في مصر من التواجد في مناطق التجمعات أو الأماكن المزدحمة في الميادين العامة وصالات الموسيقى، والمسارح، والمتاحف والمولات التجارية، وملاعب كرة القدم في القاهرة اليوم الأحد؛ بداعي وجود مخاوف أمنية ملحة.
وعطفًا على بيان السفارة الأمريكية، نصحت السفارة البريطانية، رعاياها في القاهرة بتجنب التجمعات والأماكن العامة اليوم الأحد.
وقالت السفارة في منشور على موقعها الالكتروني وصفحتها على فيسبوك، إنه يتحتم على رعاياها تجنب التواجد في أماكن مثل المسارح وصالات السينما والمتاحف ومراكز التسوق (المولات) والملاعب الرياضية في القاهرة.
كما أصدرت السفارة الكندية - أيضًا – تحذيرًا لرعايها بتجنب الأماكن المزدحمة اليوم، بسبب "تهديدات أمنية معينة"، لم تفصح عنها السفارات الثلاث.
لكن هل يمتثل الرعايا الأجانب لتحذيرات سفاراتهم؟
التقي مصراوي أحد الرعايا الإيطاليين في مصر -فضل عدم نشر أي بيانات متعلقة به-، مؤكدًا أنه لا يكترث بالتحذيرات من المخاوف الأمنية التي تصدرها سفارة بلاده أو السفارات الأخرى بصفة عامة، إلا بالمعاينة على أرض الواقع والتأكد من ذلك بالمعاينة.
وأكد في تصريح لمصراوي، أنه يعيش في مصر منذ 4 سنوات، حيث كانت السفارة الإيطالية ترسل لرعايها رسائل على الهواتف المحمولة تحذرهم فيها من المظاهرات والأحداث في مصر التي بدأت من ثورة 25 يناير وحتى وقتنا هذا، مشيرًا إلى أنه لم يكن يلتفت لمثل هذه التحذيرات إلى بالتأكد من حالة الشارع المصري.
ويعود التخوف الذي أبداه المواطن الإيطالي، بسبب قضية مقتل طالب الدراسات العليا جوليو ريجيني في القاهرة في الأيام التي واكبت الذكرى الخامسة لثورة يناير، وهو ما ترك انطباعًا لدى الإيطاليين في مصر أنهم عرضة للاستهداف، وخيّم القلق على وجه حينما قال لنا "لاتذكروا أسماء".
وعن التحذيرات الأمنية التي تصدرها السفارات في مصر يقول "ذهبتُ إلى العمل ذات يوم، وكانت هناك تعليمات من السفارة الإيطالية جاءت إلىّ عبر الهاتف من تجنب النزول في الشارع بسبب اندلاع تظاهرات أو أعمال عنف في الشارع المصري، لكني سلكت طريقًا آخر عن المكان الذي اندلعت فيه التظاهرات"، مؤكدًا أنه يتابع النشرات والأحداث جيدًا، حتى يتسنى له التأكد من الحالة العامة في مصر.
من جانبها، قالت المواطنة الأمريكية (ساره .أ) والتي تترد بين مصر والولايات المتحدة بسبب دراستها في الجامعة الأمريكية، إنها لا تأبه لهذه التحذيرات بشكل كبير، لأسباب الدراسة في الجامعة التي تحتم عليها الحضور بشكل دائم، مشيرة إلى أنه في حال صدور تحذير من السفارة الأمريكية بالقاهرة وتعارض مع امتحاناتها، فإنها ستذهب إلى الامتحان دون النظر للتحذيرات الأمنية التي تصدرها السفارة.
وأضافت ساره لمصراوي، أنها تمكث في مصر منذ 4 سنوات، وبالتالي فإنها لن تجد مخاوف أمنية بشأن التعليمات الأمنية الصادرة عن السفارة الأمريكية، لأنها تشعر بالأمان النسبي هنا في مصر، حسب قولها.
أما المواطنة الإكوادورية (شهزادي ديسكولم) والتي تدرس أيضًا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتتردد بين مصر والإكوادور، فوافق حديثها أيضًا حديث سارة، حيث أكدت أن لن تهتم بتلك التحذيرات حال ارتباطها بموعد هام متعلق بالدراسة والامتحان.
أضافت في حديثها لمصراوي، أنه إذا كان الأمر بعيدًا عن الدراسة أو الامتحان، مثل السياحة في القاهرة فإنها في ستلتزم في هذه الحالة بتعليمات السفارة.
"أول ما انتقلت إلى مصر لم أكن أتابع تحذيرات السفارة الأمريكية التي تأتيني على البريد الإلكتروني أو الهاتف".. هكذا قالت المواطنة الأمريكية (ل.م) - طلبت عدم نشر اسمها- التي تعيش في مصر منذ ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنها في حال تلقي تعليمات من السفارة الأمريكية على هاتفها الخاص يحذرها من التجمعات المحطية بها، فإنها في هذا الحال تراعي انتباها من المجموعات، وتمكث على متابعة مواقع التواصل الاجتماعي تويتر لمتابعة التحديثات أولًا بأول من باب الحذر، لكن هذا لا يمنعها من استكمال عملها في الموعد المحدد.
وأضافت أنها لن تلغ أي موعد سابق أو عمل طالما سيرافقها أحد الأصدقاء أو الأقارب.
أما المواطن الصيني "دفيس هو" فأكد في تصريحات لمصراوي "إنه حال صدور تعليمات أمنية من السفارة الصينية في القاهرة، فإنه سيمتثل لها، لأمانه الشخصي"، مضيفًا أنه إذا تعارض ذلك مع موعد شخصي أو عمل ، فإنه سيمتثل لتعليمات السفارة على الفور.
فيديو قد يعجبك: