لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد إغلاق ''ماكس'' المهندسين.. زينب شريدة والدولار السبب ‏

12:55 م الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

زينب كانت تعمل بفرع ماكس بالمهندسين قبل اغلاقه

كتب- محمد قاسم:
في ظل وضع اقتصادي مضطرب لم تتحمل شركات عالمية تستثمر أعمالها في مصر منذ سنوات تبعاته السيئة، سقطت ''زينب'' ‏ضحية إغلاق أحد فروع ''ماكس'' للملابس التي تتبع شركة ''لاند مارك'' الإمارتية المنتشرة في 15 دولة مختلفة ولها أكثر 226 ‏فرعا حول العالم من بينها فرع المهندسين الذي كانت تعمل به ''زينب''.‏

زينب (29 عاما) لم تكمل تعليمها. توقفت عند المرحلة الابتدائية. لديها طفلان أكبرهما عامين ونصف العام. تُعيل أسرتها ‏بعدما أصبح زوجها جليس مرضه بـ''ورم في الرئة''. بدأت عملها في  فرع ''ماكس'' بالمهندسين منذ افتتاحه. فوجئت في ‏سبتمبر الماضي بتوقفه عن العمل؛ فوجدت نفسها شريدة، مع أكثر من 30 من زملائها من العاملين في الفرع.‏

افتتحت ''ماكس'' فرعها في شارع جزيرة العرب بالمهندسين، في سبتمبر 2015، وكان ترتيبه العاشر بين الفروع في القاهرة. ‏اضطرت الشرطكة لإغلاقه قبل أن يتم عامه الأول.

حديث زينب، أكده محمد، شاب يعمل بـ''كشك'' مواجه لمقر ''ماكس''، لمصراوي، وقال إن الفرع أغلق وتم تسريح موظفي ‏الفرع لعدم تحقيقه الأرباح المطلوبة.‏

بدورنا حاولنا التواصل مع مسؤولين بشركة ''لاند مارك'' عبر الإيميل لكن لم نتلقى ردا، كما قمنا بالاتصال بفرع الشركة عبر ‏التليفون رد علينا أحد موظفيها ووعدنا بالرد لكنه لم يرد على الهاتف حتى اللحظة.‏

تقول الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن تبعات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ''وقعت وقع ‏السوء على سوق الاستثمارات في مصر''، لافتة إلى أن ''شح العملة الأجنبية'' في البنوك يعد سببًا رئيسياً وراء تقليل بعض ‏الشركات العالمية التي تملك استثمارات ضخمة في مصر نشاطاتها.‏

الدولار

وتحفظت المهدي على أسماء عدة شركات استثمارية قالت إنها تنسحب من السوق المصري.‏

تؤكد ''زينب'' أن ايرادات الفرع خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين، انخفضت بشكل كبير ولم يحقق الفرع ما كان قيمة ‏إيجار مكان وكذلك مرتبات الموظفين وهي من بينهم. ‏

ركود اقتصادي
ويعاني الاقتصاد منذ الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في يناير 2011 وأدت إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي تسببت ‏في عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وهما مصدران أساسيان للعملة الصعبة في البلاد.‏

‏''ماكس'' لم تكن وحيدة فسبقتها في منتصف سبتمبر، الخطوط الجوية الملكية الهولندية ''كاي أل أم''، بعدما أعلنت أنها ‏ستوقف رحلاتها إلى القاهرة مؤقتا بدءا من يناير المقبل، بسبب أزمة العملة الصعبة في مصر التي تمنعها من تحويل أرباحها ‏إلى الخارج.‏

وذكر بيان للشركة أن آخر رحلة جوية لها من القاهرة ستكون يوم 7 يناير.‏

KLM

وتوضح المهدي أن ''غالبية الشركات العالمية تجد مشكلة في تحويل الأرباح التي تحصلها جراء عمليات البيع بالجنيه المصري إلى ‏‏''الدولار'' في وقت يعاني البنك المركزي المصري من عدم وجود احتياطي نقدي أجنبي كاف لديها''. ‏

وخفضت مصر قيمة الجنيه بنسبة 13 في المئة في مارس الماضي في سعي لتقليل الفجوة بين الأسعار الرسمية وتلك الموازية في ‏السوق السوداء حيث يباع الدولار الآن بأكثر من 15.5 جنيه مقارنة مع سعر رسمي لا يزيد على حوالي 8.8 جنيه، ودفع ‏تقنين الدولار في البنوك رجال الأعمال صوب السوق السوداء.‏

وأكدت المهدي أن نقص العملة الصعبة زاد من صعوبة الاستيراد بالنسبة للشركات، وصعوبة تحويل الأرباح للخارج بالنسبة ‏للمستثمرين الأجانب دفعت بعض الشركات لسحب بعض استثماراتها وتقليله من القيود المفروضة على حركة رؤوس الأموال ‏والواردات، فينتهي الأمر بتشريد موظفيها.‏

وبلغ الاحتياطي المصري من العملة الأجنبة 19.6 مليار دولار حتى بداية سبتمبر. واتفقت مصر في أغسطس الماضي مع ‏صندوق النقد الدولي للحصول على قرض قيمته 12 مليار دولار على مدى 3 سنوات لسد عجز الميزانية المتفاقم.‏

إجراءات قرض صندوق النقد
وبعد خسارة زينب للعمل بأيام، أقر الرئيس عبد الفتاح السيسي، بداية سبتمبر، قانون ضريبة القيمة المضافة وحدد زيادة ‏نسبة الضريبة بقيمة 13 في المئة تزيد إلى 14 في المئة مع بداية السنة المالية المقبلة، الأمر الذي صاحبه ارتفاع أسعار بعض ‏السلع والخدمات مع إعفاء العديد من السلع الغذائية والخدمات الصحية.‏

أضافت زينب '' كنت باخد 900 جنيه مرتب في الشهر، وكانت مستورة بصرفهم على علاج زوجي وأأكل عيالي، وساعة ‏ما أمشي من الشغل الأسعار تغلى!''‏

يأتي تطبيق قانون الضريبة المضافة ضمن شروط طلبها صندوق النقد مقابل القرض. وينتظر الصندوق اجراءات أخرى على ‏رأسها خفض دعم الوقود، وتعويم الجنيه عن طريق التحول بسعر الصرف إلى نظام تحدده السوق بشكل أوسع. فيما لم تُقر ‏الحكومة أيًا من تلك الاجراءات حتى الآن.‏

وتتوقع المهدي أن يكون تحرير سعر الصرف حلًا لمشكلة سحب بعض الشركات لاستثمارتها لكن دعت أيضًا إلى تعديل ‏القوانين والتشريعات الاستثمارية، وضرورة دعم الإعلام للإستثمار وتشجيعه له والبعد عن سياسة التخويف.‏

وتُظهر بيانات وزارة الاستثمار أن إجمالي الاستثمارات في تأسيس الشركات وتوسعاتها (محلية وأجنبية) بلغ 9.6 مليار دولار ‏خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، منها 7.9 مليار دولار استثمارات محلية.‏

كما تشير بيانات البنك المركزي، إلى زيادة صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر (شاملا محفظة الأوراق المالية وشراء ‏الأراضي والعقارات) بنحو 6.3 في المئة خلال العام المالي 2015-2016 (المنتهي في يونيو الماضي)، لتبلغ قيمته 6.8 مليار ‏دولار. وبالمقارنة بالعام الماضي انخفضت الاستثمارات بواقع  0.6 في المئة.‏

وبينما تبحث ''زينب'' عن عمل جديد، اقترح رجل خمسيني يعمل في أحد الجراجات، مشاركتها في مشروع عربة لعمل ‏السندوتشات مواجهة لمقر عملها السابق، واتفق معها على مشاركته بالدعم المادي للمشروع في مقابل وقوفها هي للبيع. لكنها ‏وقعت ضحية أيضا في يد الرجل، وتقول: ''مرضيش يديني فلوس بحجة الخسارة''، بينما ترمق عملها القديم.‏

زينب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان