هل ساهم الإعلام في تضخيم الدعوة إلى 11 / 11؟
كتبت – ياسمين محمد:
انطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي – منذ ما يقرب من الشهرين – للتظاهر، غدًا الجمعة، الحادي عشر من نوفمبر تحت شعار "ثورة الغلابة"، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار، وتناولت وسائل الإعلام تلك الدعوات وفقًا لأيدولوجيتها التي تسير عليها، فمعظم القنوات سواءً التابعة للدولة او المستقلة، والتي تبث من مصر، لم تؤيد تلك المظاهرات، فيما ظلت قنوات قليلة فقط هي من تدعم تلك التظاهرات، وتنادى دومًا بالخروج والمشاركة احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية الحالية، ومنهم قناة الشرق، العربى الجديد، والجزيرة مباشر مصر.
ومع اقتراب موعد المظاهرات -التي تبنتها جماعة الإخوان رسميًا اليوم الخميس- تتجه دومًا أصابع الاتهام صوب الإعلام، هل يلتزم المهنية؟، وهل كان له دورًا -حتى ولو دون قصد- فى صناعة فزاعة 11 نوفمبر؟.
يقول ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي، إن الإعلام لعب دورًا سلبيًا في تناول دعوات النزول في "11/ 11"، مشيرًا إلى وجود 3 أنماط من الإعلام تناولت الأمر، تمثل النمط الأول في الوسائل "المؤيدة والمعارضة" للنظام، مشيرًا إلى أن كلاهما له المصلحة في المبالغة في عرض الحدث، فوسائل الإعلام المؤيدة، ضخمت الحدث لخلق شكل من أشكال التخويف للجمهور ظنًا منها أن ذلك يساند النظام، مؤكدًا أنه توجه غير مهني.
فيما بالغت وسائل الإعلام المعارضة للنظام - والتي تمثلها بعض القنوات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين - لإثبات أن مصر تنهار إبان الأزمة الاقتصادية التي تمر بها حاليًا، مؤكدًا أن هذا الاتجاه أيضًا غير مهني.
وفيما يخص النمط الثاني، فأوضح عبد العزيز، أنه يتمثل في وسائل الإعلام التي تفتقد أدوات المهنة، فلم تقم بتدقيق المصادر ولم تمنح المساحات المناسبة للتحليل، بل اعتمدت فقط على كثافة النشر، ما أدى إلى تضخيم الأمر، منوهًا إلى أن النمط الثالث هو الذي تعامل مع دعوات التظاهر برؤية موضوعية مؤكدًا أن هذا النمط نادر جدًا في وسائل الإعلام، وتناول الأمر من خلال مقالات الرأي وليس الأخبار.
ومن أبرز الداعين لما يعرف بـ"ثورة الغلابة"، ياسر العمدة، مؤسس صفحة "حركة غلابة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ومؤسس حزب "ثوار التحرير" الذي أعلن عنه بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولكن لا يُعرف له أي نشاط سياسي.
ولم يظهر العمدة، إلا على بعض القنوات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تُبث من تركيا، وبمحاولة مصراوي التواصل معه، تبين أن مفتاح الاتصال برقمه يشير إلى مفتاح دولة "تركيا"، وذلك رغم تأكيده عبر الصفحة، عدم انتماء "حركة غلابة" إلى أي حزب أو فصيل سياسي.
تقول الدكتورة ليلى عبد المجيد -العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة- إن الإعلام وقع في فخ نشر ما يروج له دعاة العنف، من خلال تكرار النشر قائلة: "وسائل الإعلام تنشر أخبار الإرهابيين وبياناتهم وتدويناتهم"، مؤكدة أنه لا يوجد ما يسمى بـ11/ 11 من الأساس.
وكانت الحكومة اتخذت حزمة من الإجراءات الاقتصادية، تمهيدًا للمُضي قدمًا نحو تنفيذ برنامجها الاقتصادي، كان آخرها، تحرير سعر الجنيه، ورفع أسعار الوقود، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ويرى الدكتور عمرو هاشم ربيع -نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- إن التظاهر غدًا سيكون محدودًا جدًا، ليس بالشكل المبالغ فيه الذي تنشره وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الشعب يشعر بالضيق بسبب ارتفاع الأسعار ولكن الخوف من الاتهام بالأخونة والقبضة الأمنية التي ستفرض غدًا، ستؤدي إلى عزوفهم عن النزول: "الناس جعانة وتعبانة ولو كانت الأمور عادية ومفيش قبضة أمنية كان 95% من اللي هيشاركوا غير منتمين للإخوان".
ويعلق الكاتب الصحفي صلاح عيسى، على مساهمة وسائل الإعلام في تضخيم الدعوة للتظاهر قائلًا: "مقولة إن القنوات الفضائية تصنع الثورات" مجرد أوهام.. آن الأوان أن يعدل عنها الجميع، مشيرًا إلى أن دعوة التظاهر في 11 نوفمبر ليست ضخمة وليس لها برنامج، بل تلقفها الإعلام المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وأخذوا يروجون لها، ويستضيفون الداعي إليها، معلقين عليها آمال عودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم.
وأضاف أن وسائل الإعلام الأخرى، تناولت الموضوع في إطار ردود الأفعال، مؤكدًا أن الشعب المصري لن يثور بناءً على تلك الدعوات قائلًا: "على الإخوان أن ينتبهوا أنه أيًا كانت المشكلات التي يعاني منها المصريون، فإنهم لن يخرجوا إلى الميادين للمطالبة بعودة الرئيس المعزول إلى الحكم، ولن يتمكن الإعلام المحسوب على الجماعة من حشد المصريين من أماكنهم".
وتوقع عيسى أن يوم غدًا سيمر بشكل طبيعي جدًا، رغم تفضيل الكثير من المصريين المكوث في البيوت لإفساح المجال للأجهزة الأمنية إذا غامر البعض وفكر في النزول للتظاهر، مؤكدًا أن الشعب المصري لن يثور ضد الأزمة الاقتصادية التي ستؤدي الثورة إلى تضخمها.
فيديو قد يعجبك: