كواليس 4 ساعات انتظار أمام أبواب "طرة".. أهالي المُفرج عنهم: "مجتش من ليلة"
كتب- شريف أيمن:
4 ساعات قضاها عدد من أهالي شباب حصلوا على "عفو رئاسي"، يُعيد إليهم قبلة الحياة بعدما تملكهم اليأس.. أمام سجن ليمان طرة الواقع شرق القاهرة على طريق الأوتوستيراد، وسط برودة شديدة منتظرين خروج ذويهم إلا أنهم عادوا دونهم على أن يعودوا في جولة أخرى صباح اليوم الجمعة لاستقبال أبنائهم.
وتوافد أهالي المدرج أسمائهم في قائمة العفو الرئاسي إلى سجن ليمان طرة، بينما ينتشر ظلام الخميس أرجاء المكان المكتظ بالأمن، لانتظار خروج ذويهم من مقر السجن الواقع في طريق الاوتوستيراد شرق القاهرة.
واجتمع الأهالي في انتظار خروج المعفي عنهم في حوالي السادسة ونصف مساء، وتوجهوا فور نزولهم من عرباتهم، إلى مسئولي أمن السجن لمعرفة موعد خروج أبنائهم إلا أن الأمن أبلغهم بأن التعليمات لم تصدر بعد بخروجهم فانتظروا.
بدأنا بهشام الرجل الخمسيني الذي لم يكن يتوقع أن تضم قائمة عفو الرئاسي اسم ابنه الشاب، "أول ما عرفت جيت جري على السجن علشان استقبله" هكذا قال هشام فهمي، والد سامي صاحب الـ22 عامًا.
أضاف هشام " قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي خطوة جيدة، ولكنه جاء متأخرًا، بعد أن قضى نجله عامين وثمانية أشهر خلف القضبان وتبقى له 6 أشهر".
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أصدر، أمس الخميس، القرار رقم "515" لسنة 2016، بالعفو عن 82 من الشباب المحكوم عليهم بعد أن حددت لجنة العفو الرئاسية أسمائهم وقدمتها للرئيس للتصديق عليها.
لم يكن هشام وحيدًا، فجاء أيضا "محمد.م" ينتظر صديقه "محمد علي"، طالب بجامعة الأزهر، الذي كان يرافقه في نفس الزنزانة بسجن طرة، التي تضم معظم طلاب جامعة الأزهر المتهمين في قضايا التظاهر، قبل أن يخرج الشهر منذ ٤ اشهر.
"كنا قاعدين في زنزانة واحدة كلنا طلبة جامعة الأزهر، أو ما شفت اسمهم ضمن القائمة الموجودة جيت على السجن على طول" أضاف محمد.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن معظم من شملهم قرار العفو هم من شباب الجامعات.
وتابع محمد، " اتحكم علينا سوا وزملاء لينا بمدد تتراوح من 3 سنوات و5 سنوات بعد القبض علينا في تظاهرة بالجامعة يوم ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣، وكنا عارفين بعض في الجامعة قبل ما ندخل السجن".
أما هشام فقال: "ابني كان نازل يجيب بنطلون من منطقة وسط البلد، ولما وصل المحطة لقى مظاهرة وقف يتفرج جه الأمن قبض عليه واتحكم عليه ب3 سنوات، ودة كان أصعب أحساس في حياتي، حسيت ساعتها إني اتكسرت فعلًا، ومبقتش حمل أي أخبار سيئة أخرى".
وأشار فهمي، إلى أن النيابة وجهت لابني العديد من التهم، أبرزها الانضمام لجماعة محظورة واستخدام الألعاب النارية وارتكاب أعمال عنف، بالإضافة إلى خرق قانون التظاهر، مستطردا: "احنا ناس على باب الله ملناش في السياسة ومبنشغلش بالنا بيها، والدليل أنه تم تبرأته من قبل المحكمة من كافة التهم الموجهة له، ما عدا خرق قانون التظاهر، الذي تسبب في صدور حكم بحبسه ٣ سنوات، ودفع غرامة ٥٠ ألف جنيه".
وكان السيسي قرر -في ختام المؤتمر الأول للشباب الذي عقد بشرم الشيخ أواخر أكتوبر الماضي- تشكيل لجنة تقوم بفحص ومراجعة موقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، مطالبا بتوسيع نطاق عملها ليشمل الشباب الصادر بحقهم أحكام نهائية أيضا.
وأكد محمد، أن لم يتم الإفراج عن كل زملائنا على الرغم أنهم محبوسين في نفس القضايا، وهي التظاهر أمام جامعة الأزهر، وضحًا أن محمد علي صلاح، ومحمد خالد محمد، القي القبض عليهما في ، وتلقوا نفس الحكم الحبس ثلاثة سنوات، وعلى الرغم من ذلك شمل العفو الرئاسي محمد علي فقط".
ويتمنى محمد خروج بقية أصدقائه وجميع الطلاب وقال: "مستقبلهم هيضيع بالذات طلبة كلية الهندسة الذين تم منعهم من دخول الامتحانات، بدعوى أنها كلية عملية.
بحلول العاشرة ونصف مساء، وبينما يسرد محمد تفاصيل معاناته في السجن وبين صمت الجميع، حضر جندي من حرس السجن ليبلغ الجمع "مفيش خروج النهاردة تعالوا الجمعة من الساعة 10 الصبح".
غادر الجميع في صمت وبدا الاستياء يطغوا على أعينهم، لخصه هشام في جملة "كان نفسي احضن ابني النهاردة ويرجع ينام في أوضته ولكن نقول الحمد لله مجتش من ليلة".
ومع دقات الساعة التاسعة صباح اليوم الجمعة، بدأ قطاع مصلحة السجون، تنفيذ قرار إخلاء سبيل 82 شخصاً، الوارد أسمائهم ضمن قرار رئاسة الجمهورية رقم 515 لسنة 2016.
وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الخميس، قرارًا جمهوريًا بالعفو عن 82 من الشباب المحكوم عليهم في قضايا من بينهم إسلام بحيري.
فيديو قد يعجبك: