لماذا هدد "البغدادي" بضرب السعودية وتركيا دون غيرهما؟
كتب - محمود أحمد:
بعد ما يقرب من مرور عام على اختفائه، خرج زعيم تنظيم الدولة "داعش" بتسجيل صوتي جديد اليوم، وجهه إلى عناصره لعدم الانسحاب من مناطق القتال وهاجم فيه من أطلق عليهم "الدول المرتدة".
حمل الأصدار الصوتي الصادر عن ما تعرف بـ"مؤسسة الفرقان" الإعلامية التابعة للتنظيم، تهديدًا مباشرًا للمملكة العربية السعودية ولدولة تركيا.
وعلق علي أبو بكر، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على تهديد زعيم "داعش" للرياض وأنقرة بأن الخطاب جاء في هذا الوقت لرفع الروح المعنوية لمقاتلي التنظيم التي اصبحت في تراجع تام، وأنه ركز في تهديده على البلدين بعدما قطعت تركيا جميع أمدادت التنظيم بضبط حدودها ومنع تدفق العناصر الأجنبية إليه.
وبالنسبة للسعودية يشير "أبو بكر" إلى أن السعودية لما لها من موروث ثقافي وديني وحضاري كبير، وكونها مكان الحرم فيضعها التنظيم في عقله بصورة مستمرة. وهو ما اتفق عليه عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية.
ويضيف "عبدالمنعم" لـ"مصراوي"، اليوم الخميس - أن حزب العدالة والتنمية يمثل الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في تركيا، بينما تمثل السعودية الجناح التطبيقي لـ"التيار الوهابي"، حيث يصطدمان بفكر داعش بشكل عام، وهو ما يجعل التنظيم ينظر إلى رئيس تركيا على أنه "مرتد"، ويلجأ لتشويه صورة علماء المملكة للتخلص من مسألة "الديمقراطية الإسلامية" التي تحول بين فكرة الجهاد لمواجهة العالم - كما هو في عقل داعش -.
ويوضح الباحث، التنظيم يرى أن القضاء على تلك الديمقراطية تبدأ بمواجهة الدولتين باعتبارهم يحولون بينهم وبين قتال التحالف الدولي بشكل عام.
وبحسب بيان البغدادي - الذي أعلن "خلافة" داعش في يونيو 2014 من مدينة الموصل العراقية ويستمر فيها حتى الآن - فقد طلب عناصره بنقل ساحة القتال إلى المدن التركية بقوله "يها الموحدون لقد دخلت تركيا اليوم في دائرة عملكم ومشروع جهادكم فاستعينوا بالله واغزوها واجعلوا أمنها فزعا ورخاءها هلعا".
وكانت القوات العراقية مدعومة من قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وبمشاركة عناصر الحشد الشعبي شنت هجومًا واسعًا على معقل التنظيم في الموصل منذ 17 أكتوبر الماضي لاستعادة السيطرة على المدينة.
وحرض زعيم داعش من أطلق عليهم "الانغماسيين" بالدفاع عن الموصل بقوله: "المعركة المستعرة والحرب الشاملة والجهاد الكبير الذي تخوضه دولة الإسلام اليوم ما تزيدنا إلا إيمانا ثابتا.. فحولوا ليل الكافرين نهارا وخربوا ديارهم دمارا واجعلوا دماءهم أنهارا".
وكانت أنباء تداولت في نهاية ديسمبر من العام الماضي ونشرتها جريدة "الجارديان" البريطانية حول إصابة "البغدادي" بإحدى الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد التنظيم في العراق.
وقالت الصحيفة البريطانية، في عددها الصادر - حينئذ - إن الإصابة تمثل أول خطر حقيقي على صحة زعيم التنظيم، وتسببت في فقدانه السيطرة على عناصر داعش بشكل واضح.
غير أن اللواء سيروان بارزاني، قائد في قوات البيشمركة قرب الموصل، أشار في لقاء خاص مع "قناة الحدث"، اليوم الخميس، أن هناك شبه انهيار في صفوف تنظيم داعش في الموصل، وأن المعلومات تشير إلى وجود زعيم داعش داخل الموصل.
ويرى الباحث عمرو عبدالمنعم، أن ما يحدث داخل الموصل العراقية ما هو إلا "انسحاب تكتيكي لتنظيم داعش" بغرض الهجوم المباغت على القوات العراقية، مشيرًا إلى أن سياسة نور المالكي، رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته قد تسببت في دعم الطائفية داخل الموصل "لن تنتهي الحرب في الموصل حتى إذا قُضي على داعش بسبب الفتنة هناك".
يشار إلى أن أخر رسالة صوتية للبغدادي كانت في ديسمبر 2015، وطمأن فيها أتباع تنظيم الدولة وأنصاره بأن الضربات الجوية التي تنفذها روسيا والتحالف الذي تقوده أمريكا فشلت في إضعاف التنظيم في مدينة الرقة السورية معقلهم.
فيديو قد يعجبك: