لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عصيان مدني وإغلاق قنوات.. ماذا يحدث في السودان؟ (تقرير)

01:45 م الأربعاء 30 نوفمبر 2016

العصيان في السودان

كتبت – يسرا سلامة:

قبل أسبوع من الآن، أعلنت الحكومة السودانية ارتفاع سعر الدواء بعد تحرير جزئي لسعر صرف الدولار، وكذلك رفع الدعم عن البنزين، لتبدأ شرارة الغضب في الدولة الواقعة جنوب مصر من الصيادلة، بتنظيم لعصيان جزئي تحول لدعوات في يوم 28 نوفمبر إلى عصيان كامل، بدأ بدعوات من شباب سوداني قبل الأحزاب، فيما اتخذت الحكومة السودانية عدد من الإجراءات لتقوض المشهد أو تهدئته.

ظهر العصيان المدني في فراغ عدد من القطاعات في السودان، فالشوارع خالية من المارة، أبرزها الطريق إلى مطار السودان، وأماكن المراكز الصحية وعدد من المؤسسات التعليمية، وفقا لما أعلنه بالصورة نشطاء سياسيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول الصحفي السوداني حسام بيرم أن سبب نجاح دعوات العصيان في تقديره يرجع لعدم تحرك قوى سياسية بعينها.

1

ويقول المتخصص في الشأن الأفريقي عطية عيسوي أن العصيان المدني بالسودان يعود لأسباب اقتصادية في الأساس، ولا يستبعد كذلك البعد السياسي لتلك الدعوات للعصيان، إذ أن الحكومة السودانية رفضت منذ فترة انضمام عدد من قادة المعارضة إلى الحوار الوطني، كما أنها لم تستجب إلى مطالبات بإلغاء القيود على الحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية قرار وزير الصحة إلغاء قائمة أسعار الأدوية المرتفعة، بعد ارتفاع أسعارها، لكن عيسوي يرى إنها محاولة لتهدئة العصيان المدني المتأجج. ورفعت الحكومة السودانية يدها عن الدولار، بتحرير جزئي لسعر الصرف، فيما يذكر نشطاء أن الدولار وصل في السوق السوداء إلى 19 جنيه سوداني.

ولم تتوقف المشاركة في العصيان السوداني على القطاع الحكومي فحسب، فيذكر الناشط الحقوقي أيمن عبد الغفار أن هناك مشاركات ملحوظة من عدد من شركات القطاع الخاص أيضا، مضيفا أن دورها الضغط على الحكومة من أجل التراجع الكامل عن قرارتها الاقتصادية، وبالتحديد تجاه أسعار الدواء.

وردا على الدعوات، أغلقت الحكومة السودانية قناة "أم درمان" السودانية، وفقا لما أعلنته القناة عبر موقعها الرسمي، ونشرت كذلك قرار وقف البث، وقال حسين خوجلي مالك القناة لوكالة رويترز إنه سيتعين عليها وقف البث لعدم حصولها على ترخيص وفقا لإخطار الحكومة، كما أعلنت وكالة "سودان تريبيون" تلقي قناة "سودانية 24" بتوجيهات من الأمن السوداني بالهاتف لتجاوز أحد البرامج في تسليط الضوء على الأوضاع الاقتصادية المتأزمة.

وأعلنت شبكة السودان نيوز مصادرة عدد "الجريدة" اليوم، بسبب تغطيتها لأحداث العصيان المدني بالأمس، ويقول الصحفي السوداني أن السلطات السودانية تمارس تضليلا وتضييقا على وسائل الإعلام، وأن هناك "صف خامس" يحاول تضليل المشهد. وبدأت دعوة العصيان في 27 نوفمبر الجاري.

2

لم يتوقف الهجوم على الإعلام فحسب، حيث قامت السلطات السودانية بحملة اعتقالات، وبخاصة من حزب المؤتمر، الذي يؤكد عبد الغفار إن قيادات الحزب لا تزال داخل المعتقل.

ويؤكد الناشط لـ"مصراوي" أن السلطات السودانية استهدفت في الاعتقالات في اليوم الثاني للعصيان مجموعة من الصيادلة مثل "بهاء عبد الرحيم الحاج، والطيب بخاري"، وكذلك "حاتم الدعاك" رئيس اللجنة المركزية للصيادلة التي نظمت لأضراب الصيدليات الاسبوع الماضي.

3

ودعا الحزب الشيوعي أمس السودانيين لـ"مواصلة المقاومة حتى النصر بتكوين لجان المقاومة في مجالات العمل والأحياء والدراسة"، ويرى عيسى أن عدد من الأحزاب السودانية تعاني الانقسام، ما أدى لإضعاف موقفها، وإنها تمارس الضغط من أماكنها.

4

"ما يحدث هو رسالة مهمة للحكومة السودانية"..

يذكر حسام أن السلطة السودانية ربما لديها رؤية أن الأغلبية من الشعب صامتة، لكن العصيان ربما يغير من رؤيتها، مضيفا أن عدد من القطاعات شارك بالفعل في العصيان، مثل عدد من الأطباء والمحامين والمعلمين والمهندسين، مثمنا مشاركة القطاع الصحي نظرا لغلاء الأسعار، ويجد عيسوى في المرافق الفارغة في السودان ليس فقط دعوة للعصيان، ولكن أيضا الخوف الذي يحل في جزء من الشعب السوداني. الأمر ذاته يؤكده الناشط الحقوقي، وهو أن غالبية المشاركين متخوفين من الفصل من العمل أو الاعتقال، مشيرا إلى أن روح العصيان ظهرت في لافتات على أبواب المنازل والتجمعات السكنية السودانية.

ونقل نشطاء سودانيون بوقفة تضامنية أمام السفارة السودانية بالولايات المتحدة الأمريكية، دعما للعصيان، فيما تناقل عدد من السودانيين أخبار العصيان عبر وسوم منها #السودان - #اعتصام_السودان_إرادة_شعب - #SudanCivilDisobedience.

5

في المقابل، هاجم الرئيس السوداني عمر البشير تلك الدعوات، حيث علق في حوار مع صحيفة "الخليج" الإماراتية أن العصيان "فاشل مليون في المئة"، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار الأخير نتيجة خطأ من جهات مختصة.

فيما رجح الناشط الحقوقي أيمن عبد الغفار أن تكون نسبة المشاركة في العصيان قد وصلت إلى 60% في أربعة أيام.

وتحرك الشعب السوداني في مرحلة ما بعد الربيع العربي في تظاهرتين كبيرتين، وذلك تنديدا بسياسات البشير الأولى في سبتمبر 2014، والثانية في يونيو 2015، ويقول بيرم أن التظاهرات كانت قوية لكن الحكومة السودانية نجحت في وأدها.

لا توجد مؤشرات واضحة في الأفق عما سيؤول إليه العصيان المدني السوداني، إذ يرى الناشط أيمن أن المتوقع المنتظر أن تتراجع الحكومة عن القرارات الاقتصادية التي مست معظم مكونات المجتمع السوداني، ويلقي عيسى بالكرة إلى الشعب السوداني نفسه، قائلا أن مدى استجابة الناس لدعوات العصيان والحجم المظاهرات في الشارع هى ما سيحدد مصير السودانيين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان