لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- راديو "نسائم سوريا".. كيف تبث على الهواء بين أضلع النظام وداعش؟

02:23 م الثلاثاء 08 نوفمبر 2016

كتبت-دعاء الفولي:

مع نهاية عام 2012، اشتعل فتيل الحرب في حلب السورية. عُزلت المدينة وقطع عنها النظام السوري خدمة الإنترنت والكهرباء. جفف منابع الإعلام وصارت المعلومات أحادية الجانب موالية للنظام. وفيما تتجه الأوضاع للأسوأ، قرر مجموعة شباب ألا يخضعوا للضغوط، وبإمكانات بسيطة أنشأوا راديو "نسائم سوريا"، علّه يصبح بديلًا عن تضييق فُرض عليهم.

مصراوي حاور المدير التنفيذي لراديو "نسائم سوريا"، مروان السوري - اسم مستعار - لمعرفة تفاصيل الإذاعة التي امتدت خارج حلب، لتكون التجربة الإذاعية الأولى في سوريا في زمن الحرب. وعن أخطار العمل تحت إمرة تنظيم الدولة الإسلامية، وأهم المعوقات التي يواجهونها. وإلى نص الحوار:

-بدايةً.. كيف جاءتكم فكرة الإذاعة؟

الفكرة جاءت بسبب انقطاع أهالي مدينة حلب عن العالم الخارجي، وعدم معرفتهم بما يدور من أحداث بسبب قطع النظام السوري خدمة الانترنت والكهرباء، وسيطرته على وسائل الإعلام ليجعلها تتحدث بما يرغب ويهوى. كانت هناك حاجة ماسة لوجود وسيلة إعلامية تنقل الأخبار بموضوعية ومهنية عالية وتبث الأخبار التوعوية المتعلقة بسلامة السكان المحليين، وكيفية الوقاية من القصف والأمراض الوبائية وانتشار الغازات السامة، وإخبارهم بأسعار المحروقات والمواد الغذائية والكثير من الخدمات الأخرى.

-متى بدأتم البث تحديدًا.. وكم عدد العاملين في الراديو؟

بدأنا البث التجريبي في الشهر التاسع من عام 2012، وأطلقنا البث بتاريخ 27 ديسمبر 2012. عدد العاملين في الإذاعة في الوقت الراهن هو 30 موظف؛ 18 منهم في تركيا، ستة مراسلين في شمال سوريا، خمسة يعملون بشكل حر داخل باقي المحافظات السورية، وأربعة مشرفين تقنيين.

-ما عدد ساعات البث في الوقت الراهن؟

البث 18 ساعة يومياً عبر موجات "إف ام" ونبث 24 ساعة عبر الانترنت.

-وفي أي مُدن تبثون؟

بعد حلب قمنا بتوسعة البث ليشمل مدينة الرقة عام 2013، ولكن للأسف قمنا بإغلاق المحطة في الرقة بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على المدينة، لأن استمرارنا كان سيتسبب في خطر على فريق العمل هناك. في عام ٢٠١٤ قمنا بتوسعة البث ليشمل مدينة "كفر نبل" في ريف إدلب، وعام ٢٠١٥ امتد البث ليشمل مدينة أعزاز.

-العمل داخل سوريا خطير.. فكيف استمررتم رغم ذلك؟

البث في منطقة تشهد حرب أمر جنوني بالتأكيد. لكن الحاجة للحصول على المعلومة كانت الدافع الأكبر لنا لإنشاء هذه المحطة الإذاعية.

العالم الخارجي باختلاف الجهات المسيطرة على الأرض في سوريا بين الحين والأخر، والذي قد يتسبب بخطر أمني على العاملين في المحطة وأجهزة البث. لذلك نعمل بسرية تامة خوفًا من أي استهداف مباشر.

من المصاعب أيضًا ندرة توفر المحروقات في بعض الأحيان، نتيجة المعارك الدائرة وحصار بعض المناطق، ما يتسبب بأعباء مادية إضافية لتأمين المحروقات لضمان تشغيل أجهزة البث دون انقطاع. وأخيرًا وضع السوريين غير المستقر في بلاد اللجوء وحالة السفر المستمرة، إذ نجد صعوبة في تأمين صحفيين محترفين وعاملين في المحطة بشكل دوري.

-وهل تم تهديدكم من مقاتلين أو من النظام بسبب الراديو؟

التهديد من النظام يكون بشكل يومي من قصف الطيران الحربي وإلقاء البراميل المتفجرة على المناطق المدنية ومراكز البث أو النقاط الطبية أو مراكز الدفاع المدني، فهو لا يستثني أحد.

أما الفصائل المتشددة فقد وصلتنا عن طريقها تهديدات مباشرة وغير مباشرة، وقمنا على إثر ذلك بإغلاق مكتبنا الرئيسي في مدينة حلب. نُخفي أي معلومات عن أماكن بثنا، خوفًا على موظفينا في الداخل.

-كيف توفرون التمويل المادي لمحطة "نسائم سوريا"؟

من خلال منح نحصل عليها من عدة جهات غير حكومية ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات عالمية تهتم بتطوير الإعلام السوري والإعلام الحر في العالم.

-أعطِ لنا نبذة عن برامج الراديو..؟

لدينا برنامج "يسعد صباحك يا بلد"، وهو مجلة صباحية يومية، مدتها أربع ساعات مباشرة تُقدم فيها المعلومات الخدمية للسكان المحليين من حالة الطقس وأسعار العملات والسلع، وأوضاع الطرقات والكهرباء وتوفر المياه، والتواصل مع الجهات المعنية في المنطقة كالمجالس المحلية والدفاع المدني لطرح وجهات نظر المستمعين وعرض المشاكل وإيجاد الحلول. كذلك نقدم الأخبار التي تهم السوريين المغتربين بالإضافة إلى فقرات طبية وفنية وفقرات دعم نفسي، وأثناء ذلك نستقبل الاتصالات بجميع الوسائل المتاحة. 

هناك أيضًا برنامج "وسط البلد"، ويُذاع مساءً لساعتين يوميًا، ويناقش موضوع هام خاص بالشأن السوري، سواء سياسي أو اجتماعي مع ضيوف مختصين، ويستضيف أهم الفنانين على الساحة السورية والعربية.

وكذلك لدينا برنامج "انت الحكم"، الذي يطرح سؤال جدلي على المستمعين، ويقومون بالإجابة عليه بـ"مع أو ضد"، ويكون السؤال متعلق بقضايا سورية، ويتم إعلان النتيجة مع انتهاء الحلقة. كما نبث نشرتين إخباريتين مدة كل واحدة منهما 15 دقيقة، بعضها يحوي مداخلات من مراسلينا في الأماكن المختلفة، بالإضافة لعشرة موجزات إخبارية على مدار اليوم، مدة الواحد دقيقتين.

-كيف تقدمون التسلية لمستمعيكم رغم الظروف السيئة التي تمر بها سوريا؟

السوريون بحاجة للإحساس بالحياة والتفاؤل. لأنهم تعبوا من الحرب والقصف طوال السنين الماضية، لذا نعمل جاهدين لخلق جو من المحبة والألفة وتقديم المعلومة بأبسط شكل؛ باستخدام اللغة العامية بالبرامج التفاعلية وتغطية جوانب كثيرة مازال يهتم بها المستمع رغم الحرب، كالرياضة والفن والترفيه. إلى جانب فتح باب للسوريين من خلال الراديو، كي يتواصلوا مع أسرهم وأصدقائهم داخل وخارج سوريا، لمعرفة أخبارهم وما يدور في مناطق تواجدهم.

-لدى السوريين اختلاف كبير في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض للنظام.. كيف تقدمون المعلومة الموضوعية؟

مبدئيًا يجب القول إن الإعلام السوري قبل الثورة كان خاضعًا للنظام بشكل كامل. لذا نعمل على توصيل المعلومة الصحيحة للمستمع دون أجندات سياسية أو حزبية، وطرح ومناقشة المواضيع بكل حرية. من يستمع لراديو "نسائم سوريا" هو من يرغب بالحصول على المعلومة الصحيحة، سواء كان معارضًا أو مؤيدًا، لأن الجميع يعلمون أن وسائل الإعلام الرسمية والمحسوبة على النظام السوري تكذب وتفبرك الوقائع بما يتماشى مع سياستها، وتستخف بعقل المشاهد والمستمع.

-ما أبرز المواقف الطريفة التي تحدث لكم أثناء العمل؟

في بداية المحطة كان الأستديو ومكان التحرير ومبيت الموظفين في غرفة واحدة، مما يضطر الموظفون للاستيقاظ على صوت مقدمة البرنامج الصباحي والتحدث بالإشارة، والتحرك بحذر كي لا تصدر أصوات غريبة على الهواء.

-وماذا عن تعليقات مستمعيكم عن أداء "نسائم سوريا"؟

بكل سعادة لدينا عدد كبير من المستمعين، الذي يشاركونا أرائهم واتصالاتهم ويقدمون لنا الشكر بالاحتفالات الرسمية للمحطة، وضمن اتصالاتهم وحتى على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبرون أن هذه المحطة جزء من حياتهم، وهو ما نعول عليه ونلتزم به فالمستمع هو أهم ما لدينا.

-هل ينتهي مشروعكم بانتهاء الحرب في سوريا أم يستمر؟

بكل تأكيد سنستمر. لدينا خطة استراتيجة بعيدة الأمد لتطوير إذاعتنا وليس الأمر مرتبط بالحرب فقط.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان