قلاش: هيكل ينفذ المطلوب منه.. والدولة تحاول السيطرة على وسائل الإعلام كأنها أقسام شرطة
حوار - محمد عمارة:
قال يحيي قلاش، نقيب الصحفيين، إن نقابته تتعامل مع الدستور كوحدة واحدة، وليس بأسلوب انتقائي، مؤكدًا أن الخلاف بين النقابة والحكومة "موضوعي" ولا يتعلق بشخصه.
وأضاف قلاش في حوار مع مصراوي أنه لا يفكر في الانتخابات كما يشاع ولا خلاف بيه وبين النائب أسامة هيكل، وزير الإعلام السابق. وقال "والله ما بفكر في الانتخابات، ولست في خناقة مع أسامة هيكل، ومش مشغول بيه".
وقال قلاش إن قانون تنظيم الصحافة والإعلام الذي أقره مجلس النواب خرج بدون حوار مجتمعي... وإلى نص الحوار:
كيف ترى إقرار البرلمان لقانون تنظيم الإعلام؟
البرلمان أقر القانون ولكن مجلس الدولة سيراجعه، ولنا بعض الملاحظات على القانون.
وماذا عن مقترح إعادة التصويت على القانون.. أو تقسيمه؟
نحن مع وحدة التشريع، ونحن نتعامل مع الدستور كوحدة واحدة، وهم يتعاملون معه بانتقائية، وهذا خطأ. "الخناقة" ليست فكرة مشروع أو مشروعين، "الخناقة" فكرة إنك تنظر للدستور ككل. هناك 7 مواد تتعلق بالإعلام في الدستور، 3 مواد منهم عن الهيئات، و4 مواد للتشريعات، متعلقة بإلغاء الحبس في قضايا النشر، وعدم إغلاق الصحف وتنظيم الصحافة الورقية والرقمية، لأن الإصدار أصبح بالإخطار.
كنا نتمنى أن يقر النواب القانون بالتوافق، مثلما تعاملنا نحن مع الحكومة في صياغة القانون، لكن الموضوع كله على طريقة "تعالى بكرة"، لا شيء يتم بالحوار.
هل هناك أمور تتم وراء الستار؟
ما وراء الستار أصبح أمام الستار ومعلن، هناك هيمنة من السلطة التنفيذية على الهيئات، حيث تسعى لتحويلها لهيئات شبه حكومية على العكس من نصوص الدستور التي تقر باستقلاليتها.
رئيس لجنة الإعلام أسامة هيكل قال في مقال إنه تمت دعوتك لمناقشة القانون ولكنك اعتذرت.. ما ردك؟
لم أعتذر، أصدرت بيانا ووجهت له خطابا أبلغته فيه حرصنا كمجلس نقابة على الحضور. قلت له هل القانون عندك؟، قالي لي: لأ. قلت له: 'أومال هنتناقش في إيه يا أسامة؟ '. فضلًا عن كوني رئيسًا لمجلس نقابة، ولا أستطيع الانفراد بالقرار.
وماذا عن اتهامه لك بسعيك لكسب الأصوات الانتخابية؟
"انتخابات إيه!!.. هو أنا بعبر عن وجهة نظري"، هذا غير صحيح، ولا يشغل تفكيري من الأساس، نحن نتحدث عن مشروع توافقنا عليه، لكن ما حدث هو تراجع عن أهم نصوصه الجوهرية.
وما هو تفسيرك؟
الحكاية واضحة جدا، أنت أصدرت قوانين الهيئيتين والمجلس الأعلي، وتشكيلهم الأن جعل السلطة التنفيذية صاحبة القرار.
هل تشعر أن هناك حالة تربص بشخصك؟
الموضوع ليس له علاقة بشخصي إطلاقًا، لكن قد يكون الأمر متعلقًا بإقحام النقابة في الأزمات، لكي نمرر أمورًا لا نرضى عنها، هذا القانون ليس ملك الصحفيين أو الإعلاميين وحدهم بل ملك كل المصريين لأنه استحقاقًا دستورياً.
هل تشعر أن تعامل الدولة مع الصحافة تغير في وجودك كنقيب؟
هذا توجه ليس له علاقة بالشخص، "الدولة مش هتخانقني شخصياً ولن يحدث العكس"، هذا خلاف موضوعي، قدمنا مشروع إلغاء الحبس طبقًا لما جاء في الدستور، وتم إغفال النظر عما قدمناه.
هل فكرت أن تتنحى جانبًا في هذه الفترة؟
"والله ما بفكر في الانتخابات، ولست في خناقة مع أسامة هيكل، ومش مشغول بيه، هو ينفد المطلوب منه أن ينفذه، لأن كان ممكن أن يخرج الموضوع بشكل أفضل كثيرًا، هذه ليست صناعة قوانين، بل صناعة أزمات.
وأؤكد أن أي عمل عام أصبح عبء على صاحبه، لو فسرت الموضوع بإنه خناقة معايا يبقى سذاجة مني وتفكير مخل، هذا توجه عام، أنا راجل بتاع عمل نقابي ومش بتاع سياسة، هذا مناخ عام، الدولة أعطتني أكثر من أي نقيب، ومقدرش أقول إنها حاربتني، وإلا يبقى افتئات مني، خدت 50 مليون جنيه من الدولة، مفيش نقيب خدهم، البعض يحاول خلق صورة ذهنية غير صحيحة، مقدرش أقول إني اتحاربت، مش صحيح، مش عايز أقول إن فيه حالة حرب ضدي، في لبس حصل في موضوع وكبر، وفيه حاجات بتتم عشان ترتيبات أخرى، النقابة أيام مكرم محمد كانت بتسحب على المكشوف من البنوك.
وماذا تتوقع؟
أنت تخرج مشروعات قوانين مهمة وخطيرة وبطريقة تصنع أزمة ولا تحل مشكلة.
وما انعكاس هذه القوانين والتشريعات على الصحافة؟
كان لدينا أمل وما زال أن تكون هذه التشريعات نقلة في الإعلام لكن ما تفعله فعلياً هو تكريس الهيمنة على الصحافة، وهناك فرق بين الهيمنة والتنظيم، ونحن كنا نسعى لتنظيم البيت الصحفى والإعلامي. لكن ما يحدث أن الدولة تريد السيطرة على وسائل الإعلام كأنها أقسام الشرطة.
وما الهدف من السيطرة على الصحافة في رأيك؟
هذه طريقة تفكير واتجاه موجود في الدولة منذ قترات بعيدة، كامل زهيري نقيب الصحفيين الأسبق كان يقول دائمًا "الصحافة والإعلام أعز ما يملك أي نظام وميفرطش فيه"، كنا نتصور أننا سننتقل بهذا الدستور نقلة أخرى، لكن طريقة التفكير بهذه الطريقة داخل أحد أجنحة الدولة المحافظة، هذا نوع من أنواع تثبيت الوضع على ما هو عليه.
فيديو قد يعجبك: