مصراوي في منزل "فريدة".. طفلة غضب من أجلها وزير الداخلية
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- محمد الصاوي:
الساعة تعلن التاسعة صباحًا، شوارع مدينة الشروق هادئة كعادتها، يتسابق الأشقاء التوأم ياسين وفريدة على ركوب السيارة أولًا، يداعبهما والدهما بطلف، تودعهما والداتهما من شرفة المنزل، يتحرك والدهما المهندس أحمد دواود بسيارته نحو الحضانة، تداعبه فريدة أثناء القيادة، يدخل في وصلة ضحك معها.. فجأة تقطع سيارة ملاكي عليهم الطريق بالعرض.. فيدوس الأب بشدة على الفرامل..
يترجل من السيارة ثلاثة رجال مسلحين، يأمرونه بالتوقف، يرفض أحمد الانصياع لطلبهم، يضغط على محرك البنزين بشدة حتى يستطيع الهروب من هؤلاء البلطجية الذين لاحقوه بوابل من النيران، أصابته الرصاصة الأولى في قدمه لكنه أبى التوقف خوفًا على مصير أبنائه، تلقى الثانية والثالثة.. الدماء تنزف، قدمه ترتعش، أطفاله في حالة هلع وصراخ، لكنه ما زال يلتزم بقرار عدم الاستسلام، يتحرك يمينًا ويسارًا لمراوغتهم وما زالوا يلاحقونه، وصوت الرصاص الغزير يدفعه إلى المراوغة، العمال المتواجدون لم يستطيعوا التدخل لحمياته خوفًا على حياتهم، إلى أن استطاع أن يعبر رصيف الطريق بسيارته، وهنا توقفوا عن ملاحقته، لكن بعد أن قتلوا فريدة بثلاث رصاصات، حسب رواية والدها.
وكانت منطقة الشروق قد شهدت في الرابع عشر من نوفمبر مقتل طفلة سنتين و ثمانية أشهر، وإصابة والدها على يد 4 عناصر مسلحة، حاولوا سرقة سيارة مرسيدس بالإكراه إلا أنه حاول الفرار منها فأطلقوا الرصاص بغزارة من بنادق آلية، وأُصيب النقيب محمد سمير ضابط شرطة بمرور الجيزة برصاصة في الكتف تصادف مروره أثناء الواقعة.
يروي أحمد دواد، الذي يعمل مهندسًا بإحدى الشركات العالمية: "نعيش في مدينة الشروق منذ ما يقرب من 4 أعوام، هي مدينة غير مؤمنة بشكل جيد، لكننا نعيش بها بإجراءت احترازية شخصية كعدم الخروج من المنزل بعد العاشرة مساء إلا للضرورة القصوى، وفي النهار نتحرك بحرية تامة، وكنا بنسمع عن حوادث سرقة وتثبيت وقتل.. لكن عمري ما تخيلت إنها تحصلنا، إلى أن جاء اليوم المشئوم".
اليوم كان غريب من بدايته.. وفريدة تلقت رصاصتين في العنق والرئة
"اليوم كان غريب من بدايته"، يقولها أحمد وتبدو على وجهه علامات الحزن "الولاد صحيوا قبل ميعادهم من غير مناكفة ولا مناهدة مع مامتهم كالمعتاد.. كانوا نازلين مبسوطين وبيضحكوا"، استعد هو لتوصيل أولاده إلى الحضانة إلى أن قطعت سيارة ملاكي الطريق أمامه وأطلقوا عليه الرصاص، "تمكنت من الهرب من ملاحقتهم لي، اتصلت بصعوبة بزوجتي إيمان وأخي؛ كي يستقبلوا وأذهب إلى المستشفى للعلاج، وصلت إلى المنزل كان في استقبالي زوجتي وشقيقي وعدد من الجيران، هرعت الزوجة إلى أطفالها وأذا بها تصرخ.. إلحق يا أحمد فريدة بتنزف دم.. اعتقدت أنها أصيبت من تطاير الزجاج، إلا أنني عندما اقتربت منها، وجدتها في حالة إغماء والدماء تضخ من عنقها، إلى أن اكتشفت إنها تلقت رصاصتين في العنق والرئة".
يلتقط عصام عتيق - جد الطفلة - أطراف الحديث، هرعنا بفريدة إلى مستشفى الشروق، مكثنا هناك لمدة 4 ساعات دون توجيه اهتمام فعلي، مما تسبب في تدهور حالة الطفلة، وعلى الفور انتقلنا بها إلى المركز الطبي العالمي، حيث يعالج والدها الذي ظل يخضع لعمل أشعة وتحاليل إلى أن دخل إلى غرفة العمليات، ولم يكن يعلم أن ابنته فارقت الحياة حتى هذه اللحظة.
والد الطفلة لم يكن يعلم أنه لن يراها ثانية إلا في مخيلته
رفض أحمد أن يتم حقنه بالبنج الكلي رغم إلحاح الأطباء، كي يكون واع ليتمكن فقط من متابعة حالة طفلته فريدة لحظة بلحظة، "مكنتش أقدر أفكر غير فيها وأنا في غرفة العمليات، واكتفيت بالمسكنات فقط"، إلى أن أخبروه بعدها بـ 8 ساعات أن ابنته فارقت الحياة، أصر حينها على إلقاء نظرة الوداع على طفلته التي لم يكن حتى هذه اللحظة يعلم أنه لن يراها ثانية إلا في مخيلته.
نزل إلى الحجرة التي أودعت بها جثة ابنته، ورفض أن يدخل بصحبته أحد كي لا يشاركه في ميعاد بين وبين أميرته، "حضنت بنتي وهي ميتة.. فضلت أبكي وأكلمها.. كان نفسي أنا اللي أموت مكانها وهي تعيش، حياتي أتقلبت رأسًا على عقب.. مبقدرش أنام من حزني على فريدة.. ذنبها إيه؟".
يندهش جد الطفلة من توفير حراسة مشددة على منزل رئيس الوزارء شريف إسماعيل الذي يقطن بالمدنية، في حين أن باقي الشوارع والمواطنين المحيطين به في حالة خطر مستمر، "لدرجة أن الجناة كانوا بيتمشوا براحتهم و يقتلوا في خلق الله"، فيما أكد أن الأجهزة الأمنية لم تضبط الجناة حتى الآن، رغم مرور ما يقرب من 20 يومًا على الحادث، وأنه تم الاكتفاء بنقل قيادات القسم.
وطالب أحمد بتصفية الجناة كما فعلوا مع ابنته وعدم الانتظار لتقديمهم إلى المحاكمة، وتمنى أن يستمر التواجد الأمني بالشكل الذي عليه الآن؛ لعدم تكرار المأساة مع أسرة أخرى.
وزير الداخلية أصابته حالة غضب نتيجة الوضع الأمني بالشروق عقب مقتل الطفلة فريدة
فيما قال مصدر أمني بوزارة الداخلية، إن وزير الداخلية أصابته حالة غضب نتيجة الوضع الأمني بالشروق عقب مقتل الطفلة فريدة، وإصابة ضابط مرور إثر هجوم التشكيل العصابي المسلح، وأصدر قرارًا بنقل رئيس مباحث القسم ومأموره إلى منطقة أخرى.
وأشار المصدر إلى أن وزير الداخلية كلف ثلاث مديريات أمن "القاهرة، والقليوبية، والجيزة"، بالعمل على ضبط الجناة بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، مشيرًا إلى أن التحريات أثبتت وراء ارتكاب هذه الجرائم 4 عناصر مسلحة تم تحديد هويتهم وجاري ملاحقتهم بعد هروب أفراد العصابة المسلحة إلى جبال سيناء بعد عبر الطريق الأقليمي والظهير الصحراوي لمنطقة العبور ثم التسلل إلى منطقة سيناء.
فيديو قد يعجبك: