ما هي خيارات المعارضة السورية بعد سيطرة الأسد على حلب؟
كتب – محمد مكاوي:
باتت المعارضة السورية، أمام خيارات محدودة بعد سيطرة قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي وميليشيا إيرانية على كامل مدينة حلب، يراه مراقبون يتلخض في المقاومة والتفاوض من أجل حل سياسي بعد ست سنوات من الحرب التي قتلت أكثر من 250 الف وشردت نصف سكان سوريا.
وأعلنت القوات الحكومية السورية المدعومة بالطيران الروسي وميليشيات موالية مسلحة، قبل أسبوعين، السيطرة على مدينة حلب بعدما دخلت المناطق الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة بعد حصار دام شهور.
وحلب هي أكبر المدن السورية، وكانت مركزًا للصناعة والتجارة قبل عام 2011، وتنقسم إلى شطرين. يسيطر على الجانب الغربي منها قوات النظام، فيما تسيطر المعارضة المسلحة على الأحياء الشرقية للمدينة.
تيار الغد السوري المعارض، يرى أنه لا سبيل أمام المعارضة الآن بعد سيطرة قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران على حلب سوى المقاومة والتفاوض من أجل التسوية السياسية للأزمة.
ويقول المتحدث باسم تيار الغد السوري، منذر أقبيق، لمصراوي، إن "المعارضة السورية في وضع سيء الآن. الأسد وحلفاؤه يعتبرون أنهم انتصروا في معركة حلب، ولكنهم لم ينتصروا وإنما قادوا حربا على الشعب في حلب ونجحوا في إفراغها من سكانها الأصليين".
ويتفق معه في الرأي عضو المكتب السياسي للائتلاف السوري المعارض، نصر الحريري، الذي قال لمصراوي إن "روسيا استخدمت أسلحة محرمة دولية وأخرى لأول مرة على سبيل التجربة وقصفت المستشفيات من أجل السيطرة على حلب. من يسيطر على الأرض في حلب الآن الميليشيا الإيرانية لا قوات الأسد".
وخرجت مستشفيات حلب من الخدمة في منتصف نوفمبر الفائت جراء القصف المدفعي والجوي الذي تقوم به القوات النظامية والطيران الروسي المتواصل على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بحسب ما أفادت منظمات حقوقية دولية.
منذر أقبيق يرى أن على "المعارضة السورية أن تتبرأ من جميع تنظيمات الجهاديين مثل القاعدة وجبهة النصرة وفتح الشام وغيرها من التنظيمات التي تلوث الثورة السورية".
فيما يقول نصر الحريري إن "الثورة السورية ممثلة في الائتلاف المعارض أعلنت من قبل أنها ضد كل من يحمل أجندة خارجية وأخص بالذكر داعش والقاعدة وحزب الله والميليشيا الإيرانية وادلل على ذلك بأن اول من حارب تنظيم داعش في 2013 هو الجيش الحر".
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات شاسعة من الأراضي السورية خاصة الجنوبية منها على الحدود مع العراق. كما يسيطر على مدينة الرقة التي يعتبرها عاصمة لخلافته المزعومة.
أما ثاني الخيارات التي يجب على المعارضة السورية أن تلجأ إليها، من وجهة نظر المتحدث باسم تيار الغد، فهي ضرورة تنظيم المعارضة من الدخل تحت مؤسسة سياسية موحدة وأخرى عسكرية، مع ضرورة أن تستمر المقاومة ضد نظام الأسد لإجباره على التفاوض والتسوية.
بينما يرى الحريري أن المعارضة السورية مجتمعة تحت لواء واحد، وعقدت أكثر من اجتماع في العاصمة السعودية الرياض ضم أطيافًا كثيرة من المعارضة السياسية منها والعسكرية، كما أن الائتلاف السوري المعارض معترف به من قِبل الجامعة العربية، بحسب قوله.
وشدد منذر أقبيق على أنه لا يرى أن الخيار العسكري في سوريا هو الحل، مرحبا في الوقت ذاته بإعلان موسكو الذي يعتقد أنه إذا نُفذ يعتبر بمثابة خطوة إيجابية نحو التفاوض السياسي.
واتفقت روسيا وتركيا وإيران في لقاء ثلاثي عقد في موسكو، قبل أيام، على خريطة طريق بشأن سوريا سمتها "إعلان موسكو"، وشمل الاتفاق تأكيدات على ضرورة وقف إطلاق نار شامل في سوريا، وإطلاق مفاوضات سياسية تحافظ على وحدة الأراضي السورية.
وتوقع كذلك عضو المكتب السياسي للائتلاف السوري المعارض أن روسيا لن تتجه نحو الحل العسكري دائما، مشددا على أن الحل السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي هو الحل للأزمة السورية.
فيديو قد يعجبك: