لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ثلاثة أعوام على رحيل ''نجم الصعاليك" اللامع خلف الزنازين

12:37 م السبت 03 ديسمبر 2016

أحمد فؤاد نجم

كتبت – نسمة فرج:

"الشعر هو الذي حرسني طول الفترة التي مضت ولغاية اليوم وخاصة في فترة الاضطهاد والسجون وهو يبقى أنيسي ورفيقي في الزنزانة".. هكذا تحدث "عاشق مصر المجنون" عن الشعر أنه وقع في شباكه من أول نظرة و"من يومها وهو مشحتفني ومجرجرني وراءه في المحاكم".

ثلاثة أعوام على رحيل أحمد فؤاد نجم، كان خروجه من الدنيا كحياته في جنازة بسيطة أمام مسجد الحسين، نعش مرفوع على الأكتاف يحمل بداخله شاعر أعظم من أي أسطورة وأبسط من أي مواطن، قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراغون "إن فيه قوة تسقط الأسوار"، وأسماه الدكتور علي الراعي "الشاعر البندقية" بينما وصفه الرئيس الراحل أنور السادات بـ "الشاعر البذيء".

"الفاجومي" الذي أمضي 18 عاما من عمره في السجون، ظل حتى أيامه الأخيرة يحلم بثورة جديدة، فقبل رحيله بأربعة أيام بشر بـ "ثورة ثالثة"، وقدم نجم عدد كبير من قصائد الشعر العامي التي تصل إلى أكثر من 700 قصيدة.

شاعر السجن

في "قرة ميدان"، عرف نجم لأول مرة السجن، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية، في أوائل الخمسينات، وذلك بعد اتهامه بجريمة تزوير لاستمارات شراء بعد أن كشف عن سرقة بعض المعدات من ورشة النقل الميكانيكي من قبل أحد المسئولين، وفي أحد البرامج أكد الفاجومي أنه كان مذنباً فعلا.

وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية "صور من الحياة والسجن"، وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في محبسه.

شاعر الثورة

الحمد لله خبّطنا..تحت باطاطنا يا محلا رجعة ظبّاطنا.. من خط النار، يا أهل مصر المحميّة.. بالحراميّة "، بهذه القصيدة بدأ الفاجومي المعارضة بعد النكسة67، بالسخرية من جمال عبد الناصر ورجاله من خلال قصائده مع عود الشيخ إمام، الذي جعل "ناصر" يقسم "ألا يخرجَ إمام ونجم من السجن ما دام حيا"، وهو الموقف الذي جعل نجم عند موت "عبد الناصر" بألا يغفرَ له.

ولكن هذا الموقف تغير كليّة عندما ذهب إلى قبر جمال عبد الناصر وتوجه إليه بخطاب أشبه باعتذار "مين ده اللي نايم وساكت والسُكات مسموع، سيدنا الإمام ولّا صلاح الدين، ولا الكلام بالشكل ده ممنوع".

موقفه من السادات كان واضحا فكان هناك عداء بين الطرفين، فوصفه السادات بأنه " الشاعر البذئ" ورد عليه "الفاجومي" قائلا: "يا واد يا يويو"، ثم بدأ سلسلة من قصائد معبرة عن مواقفه السياسية منه مثل” الفول واللحمة، ونيكسون بابا، والواد يويو، وجيسكار ديستان، ويوتيكاتي الناتي كوناتي، والحاوي، والبتاع، هنا شقلبان وصندوق الدنيا".

في بداية حكم مبارك استقبله بقصيدة "الشكارة"، ولما ظهر مشروع التوريث، أصبح جمال مبارك جزء من قصائده، قائلا: "حبهدل جنابك وأذل اللي جابك وحيكون ..عذابك ده فوق الاحتمال .. وامرمط سعادتك واهزأ سيادتك واخلي كرامتك في حالة هزال .. وتلبس قضيه وتصبح رزيه وباقي حياتك تعيش في انعزال .. حتقبل ححبك حترفض حلبك حتطلع حتنزل حجيبلك جماااال!"،

رغم تخطيه حاجز الثمانين عاما، وقف شامخا بحماس شاب في الخامسة وعشرون بجسده النحيل يهتف ضد مبارك ويردد أغانيه ليحفز الشباب في ميدان التحرير، ويتذكر رفيق دربه الشيخ أمام ويقول "يا إمام يا حمار…كيف تموت ولا ترى حُلْمنا يتحقق ..كنت أود أن نكونَ معًا لنغني هُنا".

يقول "شاعر البندقية" أنه لم يكتب أي قصيدة عن ثورة يناير، لأنه مازال يشاهد ما يحدث لأن ما جري لم يحدث في أي دولة في العالم وتلك الثورة سوف تٌدرس وكان يأمل أن يقدم عمل درامي كبير يروي أحداثها وليس مجرد قصيدة – حسب ما صرح بها في مقابلة أجراها مع المذيع اللبناني طوني خليفة.

"نجم موجود داخل كل ثائر" يروي "الفاجومي" أن الثوار صنعوا دولة موازية في التحرير ونزل الميدان عدة مرات ورغم ذلك صرح قائلا: "أحمد فؤاد نجم لا يحتاج أن ينزل الميدان لأنه موجود بداخل كل ثائر"

لم يسلم الرئيس المعزول محمد مرسي من "نجم" فعبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعى تويتر كتب رباعية للهجوم عليه ، قائلاً "ملعـون جنـابـك ملعـون كمان اللى جابك ملعـون قطيعـك، على اللى فكر فيوم يطيعك على اللى سابـك تنشر كـلابك"

يقول "الفاجومي" أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يقتل القتيل و يمشى في جنازته، بينما محمد مرسي بيقتل القتيل واللى يمشي فى جنازته، وذلك فى إشارة منه على إطلاق النيران على جنازة قتلى بورسعيد.

أكد خلال لقاءه على قناة "روتانا" بإنه "صعلوك"، لتُعقب بـ"آخر الصعاليك المحترمين"، متمنيًا أن يكون من بعده "صعاليك كثيرة لا يسكتون عن الحق ويقولون ما في قلوبهم دون خوف أو زيف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان