تجديد الخطاب الديني.. هل تحقق دعوة 2016 ما لم تُنجزه 2014؟
كتب - محمود أحمد:
في الـ24 من يوليو عام 2014، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي على منصة قاعة المؤتمرات الكبرى بمدينة نصر ليُحيي الحضور من كبار مسؤولي الدولة والشعب المصري بمناسبة ليلة القدر، إلا أن الاحتفال نفسه شهد إطلاق دعوة لم يكن يدري أحد أنها ستُثير كل ذلك الجدل على ما يقرب من عامين كاملين.
عاد الرئيس ليتحدث مجددًا عن دعوته بأهمية تصويب الخطاب الديني، عبر منصة جديدة هذه المرة بمركز الأزهر للمؤتمرات اليوم الخميس، ليؤكد أهمية تنقية التراث بما يتناسب مع العصر، دون المساس بثوابت الدين طريق أساسي لمواجهة الفكر المتطرف والحفاظ على الشباب.
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف يرى أن دعوة الرئيس لها أهمية كبيرة للتصدي بكل قوة للأفكار المتطرفة. ولفت إلى جلسات حوار المجتمعي التي يجريها الأزهر في في جميع فروعه وفي المعاهد الأزهرية لاستعادة منظومة الأخلاق والقيم، ورسم خارطة الإصلاح.
ويشير الدكتور أحمد ترك - مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف إلى أن تطوير الخطاب الديني لا يتم إلا بالعلم، ونوه إلى تجربتهم السابقة التي اعتمدت على شباب وزارة الأواقف تحت اسم "بالعقل كده"، تم إطلاقها في 2014 بالتعاون مع وزارة الشباب وعلماء النفس والاجتماع لتجديد الخطاب الديني.
خمسة مطالب رئيسية وجهها السيسي في مؤتمره الأول بشأن تجديد الخطاب إلى مؤسستي الأزهر والأوقاف، كان أولها سرعة بتقديم خطاب ديني سمح وسطي يعبر عن الإسلام والمسلمين، بتطوير المسابقات الدينينة، وتطبيق وصايا الرسول في المعاملات.
كما اقترح تنظيم مسابقات ترسخ لفكرة الأخلاق، وتطبيق المنهج القرآني في سلوكيات المجتمع عبر تكريم أفضل مدرس أو أفضل مسلسل يعالج مكارم الاخلاق، أو أفضل مذيع في الراديو يتسم بالأخلاق، أو أفضل صحفي أو إعلامي يراعي الأخلاقيات في سلوكه العام".
الدكتور طه أبو كريشة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر يرى أن الفترة المقبلة ستشهد تكاتف الجميع، باعتباره أمرًا بديهيًا يخدم الدولة في المقام الأول.
وحول تقصير المؤسسات الدينية خلال الفترة الأخيرة في مسألة الخطاب الديني، قال إن هذه المسألة كبيرة وتحتاج خطط لمواجهة الأفكار المنحرفة وأن هناك نجاحات قد تمت بالفعل فهذه المسألة وسيشهد العام الجديد أحداث تطور كبير فيه.
حديث السيسي لم يخل وقتها من الإشادة بالأزهر الذي قال إن دوره عظيم وسيقدم الدعم الكامل له. وهو ما بدأه الرئيس أيضًا في خطابه بنهاية عام 2016، بوصفه للمؤسسة بأنها "القلعة المستنيرة التي تُحيي صحيح الدين".
وأطلق الرئيس مقترح جديد يتم تنفيذه عبر خمس سنوات لتجديد الخطاب الديني، يتم على أثره تشكيل هيئة من كبار علماء وعلماء النفس والاجتماع لبحث مسألة الخطبة ودراسة جميع جوانبها. وبدء وضع خطة شاملة لتنقية التراث الديني دون المس بثوابت الدين. بل وضع خطاب يتناسب مع عصرنا الحالي.
الحديث عن خطاب يتناسب العصر الحالي، دفع ترك - للتأكيد على أن دعوة "السيسي" الجديدة بوضع خطة زمنية على مدى 5 سنوات بأنها "فكرة خلاقة" تقوم على العلم والإدارة بما يتماشى مع العصر الحالي والتكنولوجيا بعيدًا عن طبع الكتب والمؤتمرات التي لا تنفع، والقرارات المتخبطة.
وطالب مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، المؤسسات الدينية خاصة الأوقاف بضرورة العمل بمنهج علمي يعتمد على آليات حديدة خارج الصندوق، مع عدم شخصنة القضايا الكبيرى لتحقيق النهوض للدولة.
وخلال كلمته وصف السيسي تجديد الخطاب الديني إنه أهم القضايا على الإطلاق، وهو ما دفع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة للقول بأن عام 2017 سيكون عام تنقية التراث والتجديد.
فيديو قد يعجبك: