لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا قال بطرس غالي عن السيسي والإخوان؟.. ورؤيته بشأن أزمة "سد النهضة"

08:21 م الثلاثاء 16 فبراير 2016

بطرس غالي

كتب- محمود أحمد:

"دبلوماسياً قديراً وخبيراً في القانون الدولي وكاتبا نُشرت مؤلفاته على نطاق واسع، ما أهله لتبوُّء أرفع المناصب على المستويين الوطني والدولي، وإسهاماته في مجالات القانون الدولي، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية كبيرة، وسيظل عطاؤه الممتد في الفكر السياسي والقانوني، وما قدمه من إنجازات في المناصب التي تقلدها، رمزاً للسياسي الوطني الذي خدم بلاده بتفان، وضرب مثلاً مشرفاً لكل المصريين على المستوى الدولي".. بهذه الكلمات نعت الدولة المصرية الدكتور بطرس بطرس غالي، الذي وافته المنية اليوم، عن عمر ناهز 94 عامًا، بعد صراعٍ مع المرض.

 كونه أول عربي يصل لكرسي الأمانة الأمم المتحدة، جعله شخصًا فريدًا، ومن أرائه محل اهتمام من الأنظمة والحكومات المختلفة، ويسعى "مصراوي" في هذا التقرير رصد أبرز أراء القانوني والسياسي المصري في قضايا تهم مصر والوطن العربي كله في الفترة الحالية.

سد النهضة

رأى غالي، أن التفاوض السياسي، حلًا أساسيًا، لهذه القضية التي تهم الأمن القومي المصري.

وقال غالي، خلال محاضرة سابقة ألقاها في المعهد الدبلوماسي بحضور مديره السفير هشام النقيب ومجموعة من الدبلوماسيين من دول الكومنولث، إننا "نرتبط مع إثيوبيا بعلاقات قديمة، ومن المهم تكثيف التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفتح آفاق جديدة في العلاقات بين البلدين خاصة في مجال الاستيراد والتصدير فى الغذاء".

ودعا غالي، المنظمات المدنية أن تمارس دورها لحل الأزمة، خاصة بعدما أصبحت لاعبًا جديدًا في الساحة الدولية بجانب الدول، فضلًا عن لعبها دورًا مهمًا في عصر العولمة التي تتفاعل فيه المجتمعات الإنسانية بفعل الثورة التكنولوجية الهائلة والمتسارعة في الاتصالات.

حكم الإخوان

في ديسمبر 2014، قال غالي، إن ترديد الإخوان لمصطلحات "الرئيس المنتخب مرسي" و"البرلمان الشرعي" يعد "كلامًا فارغًا"، وأن الرأي العام المصري بكل فئاته هو من رفض حكم الجماعة.

وعن رأيه في حكمهم لمصر - أثناء استضافته في برنامج القاهرة "360" - قال: "هم متخلّفين، رجعونا 400 سنة للوراء، وهم لم يفهموا الوضع الدولي والثورة التكنولوجية والعولمة والانفتاح، فنحن نحتاج للخارج للانفتاح وليس للانغلاق".

خارطة الطريق

أشاد غالي بالانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر، وقال إنها "تؤكد للعالم على التزام مصر بما تعهدت به في ثورة 30 يونيو"، وهو إتمام الاستحقاق الأخير من خريطة المستقبل السياسية، بتنفيذ الانتخابات البرلمانية.

وأعرب غالي، عن ثقته في أن الشعب المصري سوف يؤدي واجبه الوطني في الاقتراع على أعضاء مجلس النواب الجديد، متوقعًا أن تزداد نسب الإقبال، إلا أن البعض خيّب ظنه.

وأكد غالي، أن المصريين بتأدية هذا الواجب الوطني ـ أي الانتخابات البرلمانية ـ سيثبتون دومًا للعالم أن مصر تؤكد مكانتها وأهميتها الدولية، وأن إقبال المصريين على صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات يشير إلى مدى الإيمان بسلامة المسار في مصر وأنها تمضي قُدما وبعزم في بناء الدولة الحديثة، باستكمال الاستحقاق الأخير من خريطة المستقبل بانتخاب مجلس النواب الجديد، المؤسسة التشريعية الراسخة في هيكل الدولة المصرية.

رأيه في السيسي

منذ عام يقول غالي، "قابلت الرئيس السيسي قبل وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، كان دائما كريمًا معي كلما طلبت مقابلته كنت أجد منه ترحيبًا، وأنا أدعمه تمامًا فهو رجل وطني مخلص لبلده، لكن موضوع الاستشارات لم يحدث، لقد أتممت عامي الـ93، والاستشارات بحاجة لمجهودات ودراسات وأنا لم أعد قادراً عليها صحيًا، حتى حضور المؤتمرات والمشاركة فيها أصبح مجهدًا"، كما أشاد بسياسة السيسي الخارجية وتحركاته على الصعيدين الدولي والإفريقي.

وأشار غالي، إلى أن خطاب الرئيس السيسي للعالم يعكس مدى انفتاح مصر على الخارج وهو أمر صائب جدًا وهو خطاب يدعو إلى التعاون والتفاعل مع دول العالم على قاعدة الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية، موضحا: "وأود تأكيد أن هذه السياسة المصرية تتسق مع ما نص عليه ميثاق اﻷمم المتحدة الذي يدعو إلى عدم التدخل في شئون الدول وإقامة السلام العادل والشامل".

وفي حوار له مع صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، نشرته يوم الخميس 15 أكتوبر 2015، قال: "السيسي رجل يستمع، وأسئلته ذكية، تردد كثيرًا في تولي السلطة، لكنه قرر أن يفعل ذلك لأنه لا يوجد حل آخر، يحتاج من 2-3 سنوات لتحقيق الاستقرار في البلاد".

العاصمة الجديدة

لم يرفض بطرس غالي سعي الدولة لتأسيس عاصمة جديدة، ولكنه رغم إشادته بالأمر إلا أنه انتقض قربها من القاهرة ـ العاصمة الحالية ـ قائلاً: "أنا لست ضد إنشاء عاصمة جديدة للبلاد، فهناك تجارب لدول أخرى سبقتنا لذلك، ولكن الفرق بيننا، أننا حين فكرنا في موقع العاصمة الجديدة اخترنا مكانًا لا يبعد أكثر من 60 كيلو عن قلب القاهرة، في حين اختارت البرازيل عاصمة تبعد عن ريو دي جنيرو ـ العاصمة القديمة ـ ألف كيلو متر، ولكن مسافة 60 كم لا تعد نقلة ولكن مجرد امتداد للقاهرة.

"تراجع الأمم المتحدة"

وقال غالي لـ"جون أفريك"، إن دور منظمة "الأمم المتحدة" في تراجع كامل لسببين، أولا: التكافؤ الذي كان قائما بين أكبر قوتين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، منح الأمم المتحدة التوازن، وبعض القوة. لكن اليوم الولايات المتحدة مقتنعة بأنها سحقت روسيا وتتصرف كما لو كانت وحدها، ولذلك رأينا أن المشاكل التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، تضعف كثيرا المنظمة.

المسألة الأخرى وهي جديدة ويتحدث عنها عدد قليل من الناس، أنه في وقت إنشاء عصبة الأمم ثم الأمم المتحدة، كان هناك ممثل واحد فقط في السياسة الخارجية: الدولة. اليوم هناك الكثير من الجهات الفاعلة، من غير الدول، ويمكن أن يكون تأثيرها أكبر بكثير من الدول.

السادات وكامب ديفيد

خلال الحلقة السادسة من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"، قال إن تخلف العرب هو سبب تمزقهم بعد توقيع مصر معاهدة كامب ديفد مع إسرائيل عام 1979، وهو أيضا سبب ما يتعرض له الفلسطينيون على يد إسرائيل من ذبح وتهديم للبيوت.

ودافع عن معاهدة كامب ديفد وعن موقف الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقال غالي إنه كان مؤمنا بأن الانفتاح على العالم الغربي سوف يساعد على نهضة مصر، وبأنه ـ أي السادات ـ نجح ليس فقط في إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، ولكنه فتح أبواب مصر للمجتمع الدولي.

وأضاف أن الأصوات المعارضة لكامب ديفد كانت محدودة للغاية، وأشار إلى أن الجامعة العربية رجعت إلى مصر، والدول العربية سلكت الطريق نفسه الذي اتبعه الرئيس السادات.

كما رفض الموافقة على أن تكون معاهدة كامب ديفد قد كبلت مصر وجعلتها عاجزة عن أن تقف أي موقف ضد إسرائيل، وقال إن الولايات المتحدة وراء القوة العسكرية الإسرائيلية وبالتالي ليس لمصر أو لأي دولة عربية القدرة على أن تحارب إسرائيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان