"مداخلة السيسي" على طاولة نشطاء 25 يناير - (تقرير)
كتبت- ندى الخولي:
اشتمل حديث رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، في مداخلته الهاتفية مع الإعلامي، عمرو أديب، أمس الاثنين، على الكثير من الرسائل، التي أراد إيصالها لقطاع عريض من الشباب، مشددًا على ضرورة احتواء الشباب وفتح أبواب الحوار معهم.
رسالة السيسي وصلت لقطاع الشباب بالفعل، وتداولها الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، بالقبول أو الرفض، فيما كان هناك فئة أخرى من الشباب المحسوب على ثورة يناير، له قراءته الخاصة للرسالة ومحتواها؛ إذ قال طبيب الأسنان والبرلماني السابق، وأحد مؤسسي حزب العدل، مصطفى النجار، "حسيت من حديث السيسي أن هناك استشعار لخطورة الاحتقان لدى الشباب، وخاصة الأولتراس".
وأضاف النجار، "أرى أن الأفعال لا بد أن تسبق الأقوال"، مفسرًا "الشباب يشعر أن هناك حرب معلنة عليه من قبل السلطة، وهناك تضييق على الحريات والمجال العام، وحملات اعتقال عشوائية نتيجة قوانين مثل قانون التظاهر وخلافه".
وشدد النجار على ضرورة المصالحة بين النظام والشباب، قائلًا "معروف الطريق إليها وكيف تكون"، موضحًا "بتحقيق مطالب ثورتهم ورفع الظلم عنهم".
واستطرد البرلماني السابق "الشباب هم أكبر قوة تشكل الرأي العام في مصر، وعدم استجابة السلطة لنداءات الشباب هي أزمة السلطة لا الشباب، وتجاهل صوت الشباب وخطورة الاحتقان في مصر خطر كبير"، مضيفًا "بشكل عام؛ لم تعرف مصر طريقًا للمستقبل بدون الشباب".
ولم يرَ النجار، أي مبرر للحكومة الحالية لما وصفه بحالة "التضييق على الشباب"، ومن بينها مبررات "مواجهة الإرهاب، والظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة والمحيطة بمصر في الداخل والخارج"، وفق قوله.
وقال النجار "لا يوجد مبرر يبيح انتهاك الكرامة الإنسانية، وكل ما يقال لتبرير ذلك، عبارة عن أكاذيب لن تحقق الأمن.. فلا أمن بدون حرية، ولا حرية بدون أمن.. تلك هي المعادلة".
"الإيجابي في حديث السيسي أمس، أننا تأكدنا من أن صوتنا عالي ومسموع ومؤثر وقادر على إثارة القلق للنظام الحاكم، وإذا استمرت الفجوة بين الشباب والنظام، فإن الموضوع سيكون أسوء". الحديث هنا على لسان عضو ائتلاف شباب الثورة سابقًا، والقيادي السابق بحزب الدستور، شادي الغزالي حرب.
وأضاف حرب "أريد أولًا أن أفرق بين الاحتواء والاستجابة؛ فالاحتواء قد يكون بدون تحقيق مطالب، ومجرد مسكنات في إطار امتصاص الغضب المتصاعد، أما الاستجابة، فتتم بخطوات فعلية، مثلما عبر عنها الفقيه الدستوري، محمد نور فرحات، في منشور له كتبه على حسابه الخاص على فيسبوك، كـ"روشتة" للنظام لاحتواء الشباب".
ووجه الفقيه الدستوري، نور فرحات، رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قال فيها "تريد أن يرضى الشعب ويلتف حولك ويتضافر الجميع من أجل مصر؛ اقترح على سيادتك التالي: أصدر عفوك عن شباب الثورة المحتجزين في السجون وغير المدانين في قضايا جنائية ملفقة، وتقدم لمجلس النواب بتعديلات القوانين المخالفة للدستور، وفي مقدمتها قانون التظاهر، وقانون تحصين عقود الدولة، وقوانين التوسع في اختصاص القضاء العسكري، وغيرها، وأعلن براءتك مما يسمى بجبهة دعم مصر التي تتحدث وتخالف الدستور باسمك، وتقدم للبرلمان بمشروعات قوانين لفرض الضرائب التصاعدية على الأثرياء، ومد مظلة التأمين الصحي والتأمين ضد البطالة على الفقراء، وكلف الحكومة بخطة عاجلة مدتها عامين للقضاء على العشوائيات وعلى الأمية".
وتابع الفقيه الدستوري "كلف الحكومة بتقديم مشروعات قوانين حقيقية للعدالة الانتقالية، والمحاسبة لمجرمي النظام السابق، والثأر للشهداء، ثم تأتى المصالحة بعد ذلك".
وأسهب فرحات في وصيته للرئيس "أصدر تعليماتك لرجال الداخلية بالتوقف عن ممارساتهم الثأرية ضد الشعب المصري، و ضرورة الالتزام بالدستور والقانون ومواثيق حقوق الانسان واحترام كرامة الشعب، وأصدر تعليماتك بتحديث نظام العدالة؛ بحيث ينال كل صاحب حق لحقه أمام القضاء في فترة وجيزة، وكلف الحكومة بتقديم مشروع قانون فعال لمكافحة التمييز في كل مكان، وكلف النائب العام بالتحقيق الجدي في بلاغات المستشار جنينة عن الفساد في الدولة المصرية.. عندئذ سترى شعبًا غير الشعب، شعبًا يلتف حولك كما التف حول عبد الناصر رغم أخطائه القاتلة".
وتابع الغزالي حرب، القيادي السابق بحزب الدستور، "واضح إن النظام، تفاجئ أمس بمشهد الأولتراس في مدرجات النادي الأهلي، وهتافاتهم الموحدة بالمطالبة بالقصاص والعدالة، وهو المشهد الذي دق ناقوس الخطر، وهو أيضًا ما نتحدث عنه ليلًا نهارًا على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها المنفذ الأخير لنا كشباب، من مطالب متعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وإلغاء القوانين المكبلة للحريات كخطوات مبدئية لإثبات حسن النوايا".
واتفق شادي الغزالي حرب، مع مصطفى النجار، في رفض مبررات النظام بإحكام القبضة الأمنية، بداعي الظروف السياسية والاقتصادية المحيطة بمصر في الداخل والخارج، قائلًا "إغلاق كل سبل التعبير السلمي للشباب؛ سيدفع بعضهم للتعبير عنه بالعنف، وهذه جريمة في حق الوطن، وعذر أقبح من ذنب، يدفع مصر حقًا لمصير سوريا والعراق".
وتمنى حرب، أن يستجيب النظام ولو لجزء من المطالب "العادلة" للشباب، دون الاضطرار لـ"الاستجابية فقط للقضايا التي تحدث أصداءً دولية؛ مما تدفع النظام للتجاوب معها، وتجاهل ما دون ذلك"، على حد قوله.
عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، والمرشح السابق لمجلس النواب، أحمد عيد، التمس جانبًا إيجابيًا كبيرًا في مداخلة السيسي مع أديب، أمس، وقال "تخلصنا من حالة اللامبالاة عند المسئولين، وأصبح لدينا رئيسًا يجري مداخلات هاتفية مع إعلاميين لمناقشة أوضاع البلد".
ورأى عيد، أن هناك تطورًا كبيرًا في خطابات السيسي المتتابعة حول الشباب واحتوائهم، ولكن هذا التطور من وجهة نظره "في الخطاب وليس في السياسات"، موضحًا "لا بد أن يتم ترجمة هذا الخطاب الإيجابي في صورة سياسات وقرارات وعمل مؤسسي قادر على التطور والتحديث"، مشيرًا إلى أن بدون ترجمة هذا الخطاب لأفعال؛ سيظل هناك أزمة في التواصل مع قطاعات الشباب في المجتمع.
وتابع عيد "لا مطالب موحدة متفق عليها، يمكن أن أقدمها للرئيس فيما يتعلق بملف الشباب، ولكن أطلب منه الانتباه للخطاب الرسمي والإعلامي في الدولة الذي كثيرًا ما يتهم الشباب بالعمالة والخيانة، فضلًا عن تدخل بعض الأجهزة الأمنية في العمل السياسي، ما يضر بمسيرته بشكل عام".
فيديو قد يعجبك: