أزمات مصر والسعودية.. ولغز وقف بث قناة المنار "تقرير"
كتب - محمد قاسم وعبد الله قدري:
في وقت معبأ بالمشاكل والقضايا العويصة تأتي زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز - عاهل السعودية، إلى مصر بدورها المحوري غدا الخميس، والعين على تباين الرؤى بين القاهرة والرياض في الأزمات التي عصفت بالشرق الأوسط في مقدمتها الأزمتين السورية واليمنية، والمشروع الإيراني وحزب الله والإخوان والقوى العربية المشتركة، فهل تأتي الزيارة حاسمة لهذا التباين؟
يرى الدكتور عمرو الشبكي، المفكر السياسي، أن العلاقة بين السعودية ومصر عميقة وقوية، وتباين الرؤى بينهما ليس بالعميق ويسهل التقارب فيه في توافق كبير على أهم القضايا في المنطقة.
وأكد الشبكي، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن القاهرة والرياض تتفقان على مبدأ الحرب على الإرهاب ورؤاهم حول أزمتي اليمن وليبيا واحدة، مع تحفظ القاهرة عن المشاركة الفعلية بقوات على الأرض في حرب ضد الحوثيين في اليمن. مشيرا إلى أن الأزمة السورية ترى القاهرة أنها قابلة للحل دون شرط رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لكن الرياض تشترط رحيل الأسد.
وانتهى الشبكي، أن الرؤى الخلافية لن تؤثر بشكل أو بأخر على العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية المتينة بين البلدين، وخاصة مع تحضير القاهرة لمشاريع اقتصادية جاهزة للتوقيع مع الرياض.
في مقال كتبه عبد الله السناوي الكاتب الصحفي، رأى أن توصيف العلاقات المصرية السعودية بـ"الاستراتيجية" غير أن التوجهات المعلنة لا تعكسها تفاهمات صلبة فى الملفات الإقليمية المشتعلة ولا في النظر إلى مستقبل التعاون المشترك على مدى طويل نسبيا.
وأوضح السناوي، أن العلاقات أكبر من أن تكون عادية وأقل من أن تكون استراتيجية، مؤكدا أن كلا البلدين يحتاج إلى الآخر لمنع أية تصدعات إضافية في الموقف العربي العام يعرض وجوده للخطر الداهم.
ولفت أن المشكلة الحقيقية أن مصر والسعودية مختلفتان بدرجة ملحوظة في النظر للأزمة السورية وسبل تسويتها وفي الملفات المشتعلة الأخرى بالإقليم بدرجات أخرى. متابعا "السعودية تطلب أن تمسك الأوراق وحدها وأن تمضي مصر خلفها بلا تفاهمات مسبقة" من حيث الأزمة السورية وكادت القاهرة أن تصل لاتفاق مع الحوثيين بعدما زار وفد الحوثيين القاهرة دون إعلان رسمي بينما أبدت السعودية حساسية مفرطة.
وأشار السناوي، أن السعودية تبدي استعدادها للحوار مع إيران، لكنه تعطل بصورة مؤقتة بعد الاعتداءات التي جرت على بعثتها الدبلوماسية، بينما تبدي نفس الحساسية إذا ما أقدمت القاهرة على أي اقتراب من إيران. وكذلك تطلب السعودية من القاهرة فتح صفحة جديدة مع تركيا وخفض مستوى التوتر، وهذا خيار صحيح بقدر ما أن الانفتاح على إيران بذات درجة الصحة، فكلا البلدين من حقائق الإقليم وركائزه الرئيسية، لكن دون تطمينات كافية من الجانب التركي على استعداده لبناء مسار جديد للعلاقات.
وانتهى السناوي في مقاله بجريدة الشروق نُشر أمس، أن الملفات كلها تستحق حوارا عميقا ومتصلا بين المسؤولين من الجانبين يشارك فيه الخبراء والمثقفون إذا ما أردا تأسيس "تحالف استراتيجى"، حوار بلا حواجز تمنع النقاش الجاد من أن يصل إلى أهدافه بالاقتناع لا الدعاية.
وقال الدكتور معتز سلامة - رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات المصرية السعودية لا تدار بالشكوك، مؤكدا ان الزيارة تقطع كل الشكوك حول أحاديث فتور العلاقة بين القاهرة والرياض.
وأكد سلامة في تصريحات لمصراوي، أن الزيارة ستشهد اتفاقات اقتصادية وسياسية بين البلدين، وأن الزيارة ستخرج بيان سياسي بين البلدين قوي جدا بمحتواه إصلاح الحال العربي.
وأوضح سلامة أن إيقاف بث قناة المنار اللبنانية بادرة خير قدمتها القاهرة للرياض قبل الزيارة وتأكيد القاهرة على دعم الرياض فيما يخص حزب الله اللبناني، مؤكدا أن وقف البث رسالة تشير إلى تطابق موقف مصر مع المملكة بشأن حزب الله.
واعتقد سلامة أن الإدارة المصرية خصلت إلى قرار ان المنار تجاوزت حقوق البث وفقا لرؤية مصرية مستقلة لا علاقة بها للسعودية. وهذا مؤشر إيجابي من القاهرة تجاه الرياض بأنها تقف معها في نفس الصف او الخندق.
واكد أنه بعد قرار اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، ثارت بعض الشكوك حول جدية الموقف المصري من حزب الله.
وانتهى إلى أن زيارة العاهل السعودي "قطعت جهيزة كل قول خطيب" وهو مثل عربي فصيح يروي "أن قَوماً اجتَمَعوا يَتَشاوَرونَ في صُلحٍ بَينَ حَيّينِ، قَتلَ أحدُهُما مِن الآخَر قتيلا، ويحاولون إقناعَهم بِقَبولِ الدِّية. وبينما هُم في ذلك جاءَت أمَةٌ اسمُها "جهيزة" فَقَالت : إنَّ القاتلَ قَد ظَفِرَ به بعضُ أولياءِ المقتولِ وقتلوه! .. فَقَالوا عند ذلك: "قَطَعَتْ جهِيزةُ قولَ كلِّ خَطيبٍ
فيديو قد يعجبك: