استشاري سابق بمجلس الوزراء: الدولة غير مستعدة لإدارة الأزمات.. ولا تتعلم من الدرس (حوار)
كتب - عبدالله قدري:
"أنجح إدارة للأزمة هي احتواء الأزمة".. تلك قاعدة جوهرية في علم إدارة الأزمات، إذ تقوم هذه الاستراتيجة على استقراء الاحتمالات والمؤشرات الدالة علــى احتمالية حدوث الكوارث البيئية، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوثها أو التخفيف من آثارها، وفق الخطة الوطنية التي أعدتها وزارة البيئة للحد من الكوارث والأزمات عام 2006.
وهناك قطاع إدارة الأزمات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، مهمة هذا القطاع هي زيادة مرونة المجتمع المصري في مواجهة الأزمات والكوارث والحد من مخاطرها، بما يحقق القدرة على استيعاب مخاطر المتغيرات المختلفة، للمحافظة على المشروعات التنموية القائمة، وفق الدليل الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار عن مواجهة الأزمات والكوارث.
ويتمثل الهدف العام من الخطة الوطنية لمكافحة الكوارث البيئية، في تقليل الخسائر البشرية، والتقليل في تدمير الممتلكات والمنشآت العامة. وهو الهدف الذي لم يتحقق في حريق منطقة الرويعي بالعتبة، والتي قدرت خسائره المادية بملايين الجنيهات، فضلًا عن إصابة 91 وموت 3 مواطنين حرقًا، ما دفع "مصراوي" لإجراء حوار مقتضب مع الدكتور أحمد بدوي استشاري الحد من الكوارث والتنمية المستدامة، وعضو اللجنة القومية لمواجهة الكوارث والأزمات بمجلس الوزراء سابقا، للوقوف على الفجوة التي حدثت بين النظرية والتطبيق على أرض الواقع:
يقول أحمد بدوي: "يوجد استراتيجة لإدارة الأزمات والكوارث معممة على جميع المحافظات والوزارات في مصر، وهي عبارة عن مجموعة من الخطط القومية وضعت خصيصًا لموجهة أزمات الحرائق، والكوارث المرورية، ومواجهة لسيول، مترو الأنفاق، السكة الحديد".
يضيف استشاري الأزمات: يقوم قطاع الأزمات بوضع هذه الخطط، ويتم مراجعتها شهريا، لوضع أي جديد قد يطرأ على خطة مواجهة الأزمات.
لماذا حدث حريق العتبة رغم هذه الخطط؟
يقول استشاري الأزمات والكارث: الموضوع كبير، حريقي الرويعي والغورية كارثة كبيرة، جات بشكل تراكمي، حدثت بسبب تراخي من المسؤولين في أشياء كثيرة جدًا، لا يوجد وعي مجتمعي إزاء مواجهة الحرائق.
يضيف: في دبي حدث حريق في أحد فنادق العاصمة، عشية رأس السنة، وتم إدارة الأزمة بنجاح، حيث تم السيطرة على الحريق في أقل من 20 دقيقة، وكانت الخسائر أقل بكثير إذا لم يكن هناك استعداد للأزمة.
وبحسب دليل مركز المعلومات عن الكوارث والأزمات فإن الاستعداد للكارثة يتم بناء على إعداد السياسات، والخطط، والاستراتيجيات، وضع السيناريوهات، رفع الوعي المجتمعي، التدريب، التنسيق، الإتاحة المعلوماتية، تنمية التعاون الدولي.
كما يقول خبير إدارة الأزمة، هناك دول مثل دبي، تعرف كيف تستثمر في الأزمة، فإذا كانت الدولة مستعدة للأزمة، فهي بذلك تستطيع توفير مواردها النقدية، مؤكدًا أن مرحلة الاستعداد للأزمة توفر نحو 10 أضعاف بحيث إذا أنفقت جنيهًا في الاستعداد فإن ما توفره 10 جنيهات جراء مواجهتها وحلها بصورة ناجحة.
ويتابع: "نحن لا نتعلم من الدروس ولا يوجد تنسيق بين لجان إدارة الأزمة، ولا متابعة، فضلًا عن عدم وجود أمن صناعي، وبالتالي فكل ما يحدث نتيجة لعدم الاستعداد الجيد للأزمة".
وعن وجود علم إدارة الأزمة في الجامعات والمدارس، يقول أحمد بدوي: "أحد التوصيات الموجودة هو أن يكون هناك تأهيل لإدارة الأزمات، وهذا التأهيل غير موجود الآن بشكل كاف، ونحن في إلى تكثيف عمليات التأهيل فضلًا عن التدريب المحكم والجيد لعناصر الأمن في المنطقة المعنية بالأزمة".
اختتم بدوي حواره المقتضب لمصراوي بقوله: "لا بد أن يكون هناك مراقبة ومحاسبة، ومتابعة من المحليات والأمن الصناعي، للحد من الأزمة قبل وقوعها، أو السيطرة عليها بعد وقوعها لمنع تضاعف الخسائر التي تثقل عبء على اقتصاد الدولة".
واقترح أن يُعاد تخطيط هذه المناطق المكتظة بالباعة الجائلين مثل العتبة، والتي وصفها بـ"القنابل الموقوتة". وهو أيضًا ما برز في تصريحات مسؤولين عقب حريق العتبة، والذين ألمحوا إلى ضرورة الرجوع إلى الخطط والدرسات التي ترى بإعادة تخطيط تلك المناطق العشوائية.
فيديو قد يعجبك: