حمدين صباحي يثور على "سعودة" تيران وصنافير بعد 40 يومًا

معايشة- مصطفى الجريتلي وعلاء أحمد:

بخيالٍ واسع وأفكار شاردة، يُحاول ترتيب كلاماته للحضور، بعد ساعات من الضجيج داخل مجلس الدولة، في أولى جلسات الدعوى التي رفعها المحامي خالد علي، تُطالب بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، وأمام عدسات المصورين وتسجيلات الصحفيين، أعلن المرشح السابق على منصب الرئاسة، حمدين صباحي، مساء الثلاثاء، اعتصامه بمقر حزب الكرامة؛ احتجاجًا على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية والإفراج عن الشباب، عبر مؤتمر صحفي بمقر الحزب.

قرار الاعتصام جاء بعد 40 يومًا وبالتحديد في الثامن من أبريل الماضي شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين، وخرجت التظاهرات يوم 15 أبريل منددة بالاتفاقية، فيما تكررت أخر في يوم يُوافق عيد تحرير سيناء في الـ 25 من أبريل، وفي ذلك اليوم قُبض على 115 شابًا رافضًا للاتفاقية وحُكم عليهم في 15 مايو.

مع إعلان الاعتصام بدأ الحضور في الانصراف، فيما ظل صباحي وحيدًا في اليوم الأول، برفقة بعض ممن قرروا البقاء داخل الحزب، الاعتصام لم يشهد إقبالاً من الشباب؛ حيث كان مفاجئًا ـ بحسب وصف البعض ـ ولكن حضره بعضهم من شباب حزب الكرامة والتيار الديمقراطي وحملة "مصر مش للبيع" المشاركين في الاعتصام، بالإضافة إلى عدد من قياداتهم مثل: "محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، حسام مؤنس، القيادي بالتيار الشعبي، مدحت الزاهد، القيادي بالتيار الديمقراطي والقائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي"، كما خلا الاعتصام من الأغاني الوطنية والحماسية ـ التي أُعتاد عليها في مثل تلك الاعتصامات.

مع الوقت تشكل الحضور في دوائر بجنبات صالة الحزب، فتارة يجلس سامي بجانب صباحي وأخرى الزاهد بجوار مؤسس التيار الشعبي، تعددت الأحاديث ولكن جميعها تعود إلى استنكار ما وصُف بـ"الموقف الرسمي" من الدولة والصادر عن مجلس الوزراء فيما يتعلق باتفاقية تعيين الحدود البحرية التي بموجبها تنتقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.

يسود الهدوء تلك الصالة التي يقبع فيها قرابة الـ 15 فردًا، في حين يُدلي صباحي ببعض التصريحات والحوارات المقتضبة مع الصحفيين الذين قرروا أن يرافقوا الحضور في ليلتهم الأولى، مشيرًا إلى أن الجزيرتين مصريتين، مصرًا بنبرات حادة على موقفه من القضية وجلسة اليوم في مجلس الدولة.

يتجمع الصحفيون في ذات الصالة من الحزب لكن لا جديد يدور بين تلك الجدران التي غطتها شعارات ثورية وشعار الحزب، يقول صباحي "إن الشباب لم يُخطئوا حينما خرجوا في أبريل الماضي للتأكيد على مصرية الجزيرتين".

"جئنا عشان الأرض رافضين حملات الاعتقال التي تمت للشباب اللي خرجوا يعترضوا على اتفاقية تعيين الحدود" هكذا يُسجل صباحي موقفه من الأزمة وسب إعلانه الاعتصام داخل مقر حزب الكرامة، مضيفًا "الاعتصام تبادلي سيأتي أحد قيادات التيار الديمقراطي، اليوم الأربعاء، وسيقود مسيرة الاعتصام، وغيره غدًا، وهكذا لحين اتخاذ موقف تصعيدي آخر في حال عدم الاستجابة لمطالبهم"، "على الدولة أن تعي أن من حق الجميع الاعتراض عما يرونه صحيح من وجهة نظرهم"، ويواصل صباحي "لابد من الإفراج عن لاشباب المحبوس فورًا".

مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي، يُشير إلى أن الاعتصام يأتي كرسالة تضامن مع المعتقلين إثر تظاهرات 25 أبريل الماضية المعارضة لـ (سعودة) جزيرتي تيران وصنافير، واحتجاجًا على ما وصفوه بـ(التوجه الرسمي) في تلك القضية".

وينوه "الزاهد" ـ خلال جلستنا معه ـ أن الاعتصام سيستمر لمدة أسبوع لبث رسائل تضامن والتوعية المجتمعية بالقضية، ثم يقرروا الخطوة الثانية.