لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يسألونك عن العنف ضد الفتيات.. قُل "الأباء أبطال القصة" -(تقرير)

09:24 م الأربعاء 01 يونيو 2016

العنف ضد الفتيات

 كتبت ـ هاجر حسني:

"هو ده معقول بيحصل" كتبها أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على صورة مأخوذة لمنشور إحدى الفتيات تروي فيه ما تعرضت له من ضرب واعتداء من والدها بسبب اهتمامها الزائد بنفسها، وما إن نشر الشاب "سكرين شوت" للمنشور مصحوب بهذه الجملة، انهالت عليه التعليقات من عشرات الفتيات بحكايات عن العنف الذي تعرضن له على يد أفراد أسرتهن.

وحملت التعليقات أو بالأحرى الحكايات وصف تفصيلي لما حدث مع هؤلاء الفتيات من ضرب وسحل و"حلاقة الشعر" لأسباب حتى وإن كانت عظيمة لا تستحق أن يكون هكذا عقابها، كما أن عواقب الأمر لم تقف عند الاعتداء البدني على الفتيات بل وصلت إلى إلحاق أذى كالعاهات المستديمة والنزيف بالإضافة للأثر النفسي المترتب على ذلك.

الشك في سلوك الفتاة دون ظهير قوي كان السبب وراء إحدى القصص، فتقول سلمى أسامة "بابا مرة ضربني قلمين جامد علشان كان بيشك إني باخد فلوس الدروس وبخرج مع أصحابي وأنا أصلا معنديش أصحاب خالص وهو عارف كده"، مستطردة "ومرة ضربني بالحزام جامد علشان ابن عمتي بعتلي أدد وقبلته"، وتشابهت معها قصة إحدى الفتيات والتي رواها هذه المرة جار لها فيقول طارق مدحت "في واحد ساكن في الشقة اللي تحتينا دخل على بنته شافها بتتكلم في التليفون سألها بتكلمي مين قالتله صاحبتي، ولما خد الموبايل واتصل على آخر رقم لقاه مقفول مسك بنته حلق شعرها ونزل فيها ضرب بالحزام وقلعها هدومها وربطها في الكنبة وهي بالمنظر ده رغم إنها كبيرة وفي 2 ثانوي"، ويتابع "تاني يوم أبوها قابل صاحبتها سألها إذا كانت بتكلمها، والبنت قالتله آه بس وهي بتكلمني الموبايل فصل".

تفريغ شحنات الغضب على الفتيات كان أيضا من ضمن أسباب ممارسة العنف ضدهن "بابا جابلي نزيف في المخ وكنت بموت بمعنى الكلمة لمجرد إن كان في مشاكل في الشغل طلعها عليا" علقت كوكي محمد، وعانت إحدى صديقات ناهد عبد العليم من ذات الأمر فتروي "والله أعرف واحدة قريبة مني أبوها كاب بيتف في بؤها ويسحلها على السلم لمجرد إنه جاي مخنوق من الشغل ولقاها واقفة في الشباك".

ويظهر الأب من خلال روايات الفتيات كلاعب أساسي في العنف الذي تتعرض له الفتيات دون باقي أفراد العائلة، ففي المسح الذي أجراه المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاءحول "العنف القائم على النوع الاجتماعي" كان الأب هو المرتكب الرئيسي للعنف البدني ضد المرأة سواء منذ بلوغها سن 18 سنة (50%) أو خلال الإثني عشرشهرا السابقة على إجراء المسح (43%)، كما أن الأب ارتكب نحو 3% من حالات العنف الجنسي ضد المرأة، فيما تعرض 18% من النساء المصريات في الفئة العمرية (18 ـ 64 سنة) لعنف بدني أو جنسي منذ بلوغهن سن 18 سنة على يد أفراد العائلة أو الأشخاص المقربين، وذكر 17% أنهن تعرضن للعنف البدني و2% تعرضن للعنف الجنسي.

وظهور هذه القصص للنور ليست بالأمر السهل، فبالرغم من تجرؤ البعض منهن على الحديث إلا أن الكثير من الفتيات يفضلن عدم البوح بمثل هذه التفاصيل لأي شخص أو لجهات المساعدة، وتظهر نتائج المسح أن الغالبية العظمى من النساء اللائي تعرضن للعنف مؤخرا على يد أي شخص من أفراد العائلة أو الأشخاص المقربين أو الموجودين في البيئة المحيطة لم يطلبن أي خدمة ولم يقمن بالاتصال بالسلطات الرسمية لمواجهة العنف الذي تعرضن له.

وقال مجدي خالد، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر، إنه طبقا للاحصائيات في مصر، أظهرت النتائج أن 3 من كل 10 سيدات تعرضن للعنف، كما أن 3% من النساء تعرضن لواقعة واحدة على الأقل من العنف البدني أو الجنسي على يد أفراد العائلة أو الأشخاص المقربين أو الموجودين في البيئة المحيطة.

فيما ألمحت غادة والي، وزير التضامن الاجتماعي، إلى أن العنف أصبح سمة لدى المجتمع وليس ضد المرأة فقط، وينتظرنا كل صباح أخبار عن عنف غير مقبول، مضيفة أن العنف ضد المرأة فكرة شديدة الخطورة عندما يكون له أثر اجتماعي ونفسي، "وبالتالي فالحد منه يصبح ضرورة والحل ليس التشريعات فقط لأنه بالفعل لدينا دستور به مواد كثيرة عن النساء ومجلس نواب به عدد مهم من السيدات، ولكن ما نحتاجه تطبيق القانون وعدالة ناجزة وأحكام رادعة ضد كل من يمارس العنف ضد المرأة وهذا واجبنا كسلطة تنفيذية"، بحسب قولها.

وتابعت أن مواجهة العنف تتشكل من مجموعة خطابات أولها الخطاب المدرسي الذي يهمل دور المرأة في المناهج، كذلك خطاب ديني والذي لا يعطي المرأة مساحة كافية من تحريم وتجريم الاعتداء على عليها، خطاب درامي وتليفزيوني من خلال تمثيل المرأ في الأفلام والمسلسلات بما يخالف الواقع المصري للمرأة، حرمان المرأة من الخدمات الصحية والتدريب والتأهيل.

وقالت مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إن العنف ضد المرأة والفتاة تعدي على حقوقها، ومصر خطت خطوة في القضاء على العنف ولكن دائما هناك فجوة في محاسبة المسؤول، معربة عن تمنيها بخروج مجلس النواب بقانون للقضاء على العنف ضد المرأة نهائيا.

وأضافت أنه لا توجد احصائية دقيقة لنسب العنف ضد المرأة، لافتة إلى أن الآثار المختلفة للعنف على المرأة والفتاة ليست كونها مرأة ولكن لأنها الحلقة الأضعف التي تؤثر على الأسرة بكاملها، وأن المسح سيعمل على إقناع مجلس النواب بالخروج بقانون للعنف ضد المرأة واستراتيجية قومية للقضاء على العنف.

undefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefinedundefined

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان