إعلان

الجهود المصرية لإحياء عملية السلام... هل تنجح هذه المرة؟

11:30 م الأحد 10 يوليه 2016

وزير الخارجية المصري سامح شكري وبنيامين نتنياهو

كتب - محمد قاسم:

"يسرني أن أحيطكم علما أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيصل إسرائيل اليوم وسألتقي معه بعد ظهر اليوم ومرة أخرى هذا المساء." كان تلك تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح اليوم الأحد معلنا أن الزيارة تأتي منذ آخر زيارة لوزير خارجية مصري إلى إسرائيل كانت في عام 2007 أي بعد 9 سنوات من الآن.

ووفقا لبيان وزير الخارجية، توجه "شكري" ضمن جهود تبذلها مصر لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لنزع فتيل الأزمة بين الجانبين، واستكمالا للاتصالات والمشاورات التى تجريها الدبلوماسية المصرية مع عدد من الدول الإقليمية والدولية لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين عقب المبادرة التى طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي منتصف مايو الماضي لتحريك المياه الراكدة.

وتقود مصر جهود مكثفة منذ إطلاق مبادرة الرئيس السيسي لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتى أعقبها استقبال الرئيس لوزير الخارجية الأمريكي جون كيرى بحضور سامح شكرى والسفير الأمريكي فى القاهرة لبحث عملية إحياء مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط، بحث الرئيس مع كيرى الجهود الدولية الرامية إلى إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث أشاد كيرى بالدعوة التى أطلقها السيسي إلى الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة إحياء عملية السلام.

ويقول وزير الخارجية سامح شكري، إن الزيارة التي يقوم بها إلى إسرائيل تأتي في توقيت مهم وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما بين صراع فلسطيني إسرائيلي، امتد لما يزيد عن نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت على جداره طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وطموحات الملايين من أبناء الشعب الإسرائيلي في العيش في أمان واستقرار وسلام.

وأضاف شكري، في مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن زيارته إلى تل أبيب، تأتي في إطار جهد مصري نابع من شعور بالمسئولية تجاه تحقيق السلام لنفسها وجميع شعوب المنطقة، ولاسيما الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي اللذين عانا لسنوات طويلة من جراء امتداد هذا الصراع الدموي الذي وصفه بـ"البغيض".

وبعد ثورة 25 يناير تدخلت مصر لوقف العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ولا سيما حرب غزة 2012، واقتصر التدخل المصري على استقبال المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين لوقف أعمال العنف وفك الحصار، فضلا عن بيانات الإدانة والاحتجاج ضد العنف الإسرائيلي من قواته ومستوطنيه ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

تمهيد لمؤتمر باريس للسلام

وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق، أن زيارة شكري لإسرائيل هدفها في المقام الأول الترتيب والتحضير لمؤتمر باريس للسلام وتقريب وجهات النظر من أجل إقامة وعقد لقاءات إسرائيلية فلسطينية مباشرة وتأتي عقب الزيارة التي قام بها سامح شكري إلى رام الله، وانعقاد المؤتمر الوزاري الخاص بعملية السلام في باريس، وتستهدف تشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام مضيفا أن الزيارة طبيعية وليست وراءها أهداف سرية غير معلنة.

وأضاف هريدي في تصريحات تليفزيونية، إن زيارة الوزير بنفسه تأتي لتأكيد جدية مصر في حل القضية الفلسطينية وتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تقريب وجهات النظر بينهما بهدف الوصول إلى حل شامل وعادل ينهي الصراع ويحقق هدف إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو نفس الأمر الذي أدى لزيارة وزير الخارجية إلى رام الله ومقابلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ووزير الخارجية الفلسطيني فضلا عن أن الزيارة تأتي في إطار الدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية اغتنام الفرصة والاستفادة من تجارب السلام السابقة.

الحل الدبلوماسي انتهى

ويعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الحل الدبلوماسي والسياسي للقضية الفلسطينية الإسرائيلية انتهى ولن يجدي لتحقيق الآمال التي ينتظرها العرب، لافتا إلى أن إسرائيل لا ترغب في وجود دولة فلسطينية ولن ترضى بأية تسويات سياسية.

وأكد غباشي، في تصريحات لمصراوي، أن الملفات الإقليمية مثل الإرهاب في سيناء والأزمة السورية والعلاقات الإفريقية وأزمة مصر مع سد النهضة الإثيوبي، تبقى أولى في أجندة الوزير المصري شكري، وسابقة لملف القضية الفلسطينية.

وطالب غباشي، بالبحث عن طرق أخرى لحل القضية الفلسطينية من قبل الجانب العربي، لأن موازين القوى تضع فلسطين ومن ورائها الدول العربية، في موقف ضعيف أمام إسرائيل وحليفتها العظمى أمريكا.

الزيارة لن تجدي

ويرى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة سامح شكري إلى إسرائيل لها أهداف أخرى وقضايا إقليمية تفرضها الظروف، جاءت تحت غطاء تحريك عملية السلام الراكدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدًا أن الإسرائيليين لو أردوا السلام لرضوا بما وضعته المبادرة العربية 2002 حيث قدمت الدول العربية حينها عرضًا لإسرائيل مقابل السلام مع الفلسطينيين والعرب من ورائهم.

وبحسب نافعة، دعت مبادرة جامعة الدول العربية إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان، وقبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية. وفي المقابل تعهدت الدول العربية اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة وإنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل.

وأوضح نافعة، أن موازين القوى في صف إسرائيل، وبالتالي لن تقبل بالعودة إلى حدود عام 1967 بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، لافتًا إلى أن خلل الموازين - بين إسرائيل كقوة نافذة في المنطقة وفلسطين كدولة محتلة- يضعف من تحريك عملية السلام المزعوم.

وانتهى إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري "لا تعدو كونها تأكيد على استمرار علاقات التعاون بين القاهرة وتل أبيب -وتلك ليست نقطة مخفية عن الجميع-".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان