هل يلقى أردوغان نفس مصير نجم الدين أربكان؟ - (تقرير)
كتب - علاء المطيري:
في عام 1983 أسس نجم الدين أربكان حزب الرفاه الوطني، الذي شارك في انتخابات نفس العام لكنه لم يحصل سوى على 1.5% من الأصوات، لكنه لم ييأس وواصل جهوده السياسية حتى أفلح في الفوز بالأغلبية في انتخابات عام 1996 ليترأس أربكان حكومة ائتلافية مع حزب الطريق القويم برئاسة تانسو تشيللر.
خلال أقل من عام قضاه رئيسا للحكومة التركية، سعى أربكان إلى الانفتاح بقوة على العالم الإسلامي، حتى بدا وكأنه يريد استعادة دور تركيا الإسلامي القيادي، فبدأ ولايته بزيارة إلى كل من ليبيا وإيران، وأعلن عن تشكيل مجموعة الثماني الإسلامية التي تضم إلى جانب تركيا أكبر سبع دول إسلامية: إيران وباكستان وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنغلاديش وماليزيا.
انقلاب من نوع خاص
قام الجنرالات بانقلاب من نوع جديد ضد نجم الدين أربكان إذ قدموا إليه مجموعة طلبات لغرض تنفيذها على الفور تتضمن ما وصفوه بمكافحة الرجعية وتستهدف وقف كل مظاهر النشاط الإسلامي في البلاد، فاضطر إلى الاستقالة من منصبه لمنع تطور الأحداث إلى انقلاب عسكري فعلي.
وفي عام 1998 تم حظر حزب الرفاه وأحيل أربكان إلى القضاء بتهم مختلفة منها انتهاك مواثيق علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فلجأ إلى المخرج التركي التقليدي ليؤسس حزبا جديدا باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000.
ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003 حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به ليجري اعتقاله ومحاكمته في نفس العام بتهمة اختلاس أموال من حزب الرفاه المنحل، وحكم عليه بالسجن عامين وكان يبلغ من العمر وقتها 77 عاما.
على خطى أربكان
بعد محاولة الانقلاب التي بدأت في تركيا ضد الرئيس رجب طيب أردوغان الذي كان رئيسًا للوزراء وعمدة لمدينة إسطنبول ورئيسًا لحزب العدالة والتنمية أصبح أردوغان الذي مارس سياسة الانفتاح على العالم الإسلامي في مفترق طرق تجعل البعض يتساءل عن مستقبل العلاقة بين أردوغان والجيش التركي بعد الأحداث الأخيرة.. فهل يلاقي أردوغان ذات المصير الذي لاقاه نجم الدين أربكان.
نبذة عن أردوغان
رجب طيب أردوغان رئيس تركيا حتى الانقلاب الذي تم الإعلان عنه، عمره 62 عامًا ومولده شمال شرق تركيا.
هو أول رئيس منتخب بصورة مباشرة وكان يشغل منصب رئيس وزراء قبل أن يصبح رئيسًا وهو مؤسس أنجح حزب سياسي في تركيا في القرن الحادي والعشرين وفقًا لصحيفة التليجراف البريطانية.
خدم أردوغان كرئيس وزراء من 2002 إلى 2014 واستقال من منصبه ولم يكمل المدة الرابعة بعد أن حظر عليه الحزب مزيد من القيادة له، وتم انتخابه رئيسًا لتركيا عام 2014 وفاز بنسبة 52 % من الأصوات.
وفي عام 1994 شغل أول منصب سياسي كعمدة لمدينة إسطنبول وفي عام 1997 حكم عليه بالسجن 10 أشهر بتهمة الكراهية الدينية بسبب قصيدة شعرية.
وبعدها قام بتشكيل حزب العدالة والتنمية الأكبر في تركيا عام 2001.
تاريخ من الصدام مع الجيش
لأردوغان تاريخ من الصدام مع الجيش لخصه ديفيد بلير، كبير مراسلي الشؤون الخارجية بصحيفة تليجراف البريطانية بالقول: "إن جنرالات الجيش في تركيا يرون أنفسهم حراسًا للعلمانية، مشيرًا إلى أن إغلاق الطرق وتحليق الطائرات كشف عن صراع لم يكن ظاهرًا في تركيا".
ولفت بلير إلى أن العديد من ضباط الجيش يرون أن أردوغان يمثل نوعا من طرق أسلمة الدولة وأنه يمثل تهديدًا للدولة التي أسسها كمال أتاتورك عام 1923.
وتابع أن سيطرة الجنرالات على السلطة سيعقبها انتقام من أردوغان الذي ظل في موقف معادي لهم منذ توليه منصب رئيس الوزراء عام 2002 حيث اعتقل عددًا من قادتهم وما تبعه عام 2003 و 2004.
أقرا أيضا:
فيديو قد يعجبك: