قصة الشاب المصري الذي توفى بألمانيا.. ضحية "اللجوء الإنساني"
كتب - عبدالله قدري:
كان كل ما يشغل تفكير "محمد عبد الفتاح" هو السفر، هدفه مساعدة والده الذي تكبد عناء نفقات البيت، ليذهب إلى ألمانيا، ويُقيم هناك لمدة عامين.
داخل مستشفى gva esin بمدينة "إسن" الألمانية، وتحديدًا يوم 22 يونيه 2016؛ وبعد خمس سنوات من وجوده خارج المحروسة، صار جسد "محمد" خاوي من الروح، على نقالة داخل ثلاجة للموتى بالمستشفى.
"أخويا محمد مات بسبب التعذيب داخل السجون الألمانية"، يقولها يسري -شقيق محمد- قبل أن يوضح "أخويا اتعرض للضرب المُبرح داخل السجون الألمانية.. وعندما نقلوه للمستشفى توفى نتيجة إصابته بنزيف في المخ".
بداية القصة تعود حينما قرر محمد النجار السفر من مسقط رأسه محافظة الغربية، إلى إيطاليا منذ 5 سنوات، ليساعد والده على نفقات البيت والأسرة.
أقام محمد بإيطاليا نحو عامين وحصل على الإقامة هناك، بعد ذلك قرر السفر إلى ألمانيا، وطلب من السلطات الألمانية حق اللجوء الإنساني ومن ثَم حصوله على الإقامة في ألمانيا، ليصبح بحوزته إقامتين ألمانية وإيطالية.
كسر اللجوء الإنساني
وبحسب تصريحات شقيقه - لموقع "مصراوي" - عاد محمد مرة أخرى إلى إيطاليا لتجديد إقامته هناك، وأثناء عودته إلى ألمانيا، ألقت الشرطة الألمانية القبض عليه بتهمة كسر اللجوء الإنساني الحاصل عليه من ألمانيا، والسفر خارج البلاد، وأخبروه أن محكمة ألمانية حكمت عليه بعقوبة الحبس مدة شهرين.
واللجوء الإنساني هو اللجوء إلى دولة أخرى بسبب الحروب والنزاعات أو التفرقة العنصرية باختلاف أنواعها.
كان محمد يقيم في سجن خاص باللاجئين بألمانيا مع رفقة من أصدقائه، وعندما توجهوا إلى دار الرعاية للحصول على الراتب الشهري الذي يحصل عليه اللاجئ الإنساني – حسب القانون الألماني - فوجئوا بتغيبه، وعند سؤالهم عليه، قالت المشرفة على الدار لهم، إنها تلقت بلاغًا من الشرطة يفيد بوفاة "محمد".
وقال شقيقه، إننا علمنا بموت محمد عن طريق الصدفة يوم 18 يوليو 2016؛ أي بعد وفاته بنحو 26 يومًا، ذلك عندما تلقينا اتصال تليفوني من شخص يدعى أمين فاروق، مصري الأصل من محافظه الدقهلية، مقيم بألمانيا، يخبرنا بوفاة محمد، ودفنه بالأراضي الألمانية، بعد تعرضه للضرب داخل السجن.
ولم يعلم يسري حتى الآن من المتسبب في قتل أخيه سواء كانت الشرطة أم آخرون، لكن ما استطاع تأكيده هو أن شقيقه لم يمت موتة طبيعية.
وأضاف أن شقيقه دفن عقب الواقعة بثلاثة أيام دون إخطار السفارة المصرية، ودون "موافقتنا وإخطارنا عن الوفاة، بالرغم من أنه كان يحمل جواز سفره المصري، إضافة إلى الإقامة"، متهمًا السلطات الألمانية، بأنهم لم يتخذوا الإجراءات القانونية في ذلك، وقاموا بدفن شقيقه بمعرفتهم على عجل.
في نفس السياق، ناشدت أسرة محمد وزارة الخارجية والسفارة المصرية في فرانكفورت الإفادة عن الواقعة واستلام جثمان ابنهم ودفنه في مصر" حتى تهدأ نارهم".
ليست بفعل فاعل
من جانبها، أعلنت السفارة الألمانية بالقاهرة، إنه لا دلائل على أن وفاة المواطن المصري بمدينة "إسن" الألمانية وقعت بفعل فاعل.
وأكدت في بيان صحفي، استمرار التحقيقات الروتينية التي يقوم بها مكتب النائب العام في أسباب وفاة المواطن المصري بإحدى مستشفيات مدينة "إسن" ، والتي تتبع ولاية "نورث راين فيستفاليا"، في الثاني والعشرين من يونيو 2016.
وأكدت لا توجد هناك دلائل على أن الوفاة وقعت بفعل فاعل.
الجانب المصري
في المقابل، أجرت السفارة المصرية في برلين، اتصالات بالحكومة الفيدرالية الألمانية لاستجلاء الموضوع، ووجهت مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية الألمانية للحصول على معلومات سريعة عن الشاب المصرى وظروف سجنه وسبب وفاته، وسبب عدم إخطار السفارة بتلك الواقعة، وطلبت تقديم توضيح رسمى للمسألة.
وأكدت السفارة أن وزارة الخارجية الألمانية والسلطات المختصة بولاية "نورث راين فستفاليا" على اتصال وثيق مع السفارة المصرية ببرلين فيما يتعلق بهذا الأمر.
فيديو قد يعجبك: