لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عودة الغرب "عسكريا" إلى ليبيا.. هل ينقذها من مستنقع الفوضى؟

01:10 م الثلاثاء 09 أغسطس 2016

تقرير - محمد قاسم:
قبل نحو عشرة أيام أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) شن ضربات جوية وصفتها "بالمحدودة" ضد أهداف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في ليبيا، بناء على طلب من حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة. ويتخذ التظيم من مدينة سرت معقلا له.

قبل ذلك بنحو اسبوعين أعلنت فرنسا تدخلها عسكريا في ليبيا لمحاربة التنظيم المتطرف الذي ينتشر في عدة بلدان عربية ويتخذ من سوريا المأخوذة في حرب أهلية مستمرة من أكثر من خمس سنوات قاعدة له. كما كشفت صحيفة التايمز البريطانية قب نحو شهر عن مشاركة بريطانية عسكرية في محاربة التنظيم الذي لم تقتصر هجماته على منطقة الشرق الأوسط فقط.

فهل تساهم عودة الدول الغربية العسكرية إلى ليبيا مرة أخرى في عودة الاستقرار إلى البلد الواقع في الشمال الأفريقي على الحدود الغربية لمصر، بعد أن ساهم تدخل الغرب بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي وقتله في أغسطس 2011، ما أدى إلى حالة فوضى واسعة مستمرة منذ ذلك
 
يزيد الانقسام
اعتبر الباحث المتخصص في الشؤون الليبية عبد الستار حتيتة، التدخل العسكري الغربي ليس من أجل إنقاذ ليبيا من المستنقع الفوضوي الذي تعيشه، بل إنه يزيد من فرص انقسام ليبيا إلى دولتين أو ثلاث وفق المعطيات على الأرض.

ويشير محللون وتقارير صحفية إلى أن التدخل العسكري الغربي عينه على السيطرة على حقول النفط والغاز في ليبيا، وتجفيف منابع داعش ليبيا والحد من قدرته على تنفيذ هجمات في تونس والجزائر والمغرب وأوروبا. بالإضافة إلى ذلك سيتمكن الغرب من وقف المد البشري وطوفان اللاجئين والمهاجرين القادمين من ليبيا عبر البحر.

وأوضح حتيتة أن التدخل الغربي في ليبيا بدأ في 2011 بعد الإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي واستمر حتى 2013 ولديه أجندة مجتمعة على حماية مصالحه حيث تؤمن إيطاليا وصول الغاز الليبي إليها وأمريكا في اتفاقيات البترول، إلا أن الموقف الآن يظهر انقسام مصالح الدول الغربية إلى فريقين: الأول تقوده أمريكا ومن ورائها إيطاليا وبريطانيا، والثاني روسيا وفرنسا وعدة دول أخرى وتبقى المحرك الرئيسي للأطراف المتصارعة على السلطة في ليبيا.

ولفت حتيتة إلى أن "الأمم المتحدة مع الأسف تعمق الانقسام الليبي حيث أيدت أن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج هو المتحكم في الجيش الليبي في الوقت الذي يعطي الإعلان الدستوري الذي يجرى العمل به منذ سقوط القذافي، رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح مثابة رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة".

دحر داعش
يقول الكاتب والمحلل السياسي الليبي أحمد الفقيه، إن "التدخل العسكري الغربي ليس من أجل إنقاذ ليبيا من المستنقع الفوضوي الذي تعيشه، لكنه يدخل ضمن نطاق سلسلة معارك يخوضها التحالف الدولي ضد إرهاب الدولة الإسلامية حول العالم، وخاصة أن التنظيم في ليبيا يمثل تهديدًا مباشرًا لأوروبا من ناحية البحر المتوسط".

وتكافح القوات الحكومية الليبية سواء منها الموالية لحكومة الوفاق الوطني أو الجيش الليبي الذي يقوده الفريق خليفة حفتر، منذ أشهر معاك ضارية لأجل تضييق الخناق على تنظيم داعش واستعادة السيطرة الكاملة على مدينة سرت، إلا أن التنظيم أبدى مقاومة شديدة معتمدا على العمليات الانتحارية وزرع الألغام والعبوات الناسفة وكذلك على صلابة المعاقل التي يتحصن فيها.

وأضاف الفقيه أن "التدخل العسكري هذه المرة لا يؤثر في حسم الصراع الدائر بالبلاد قدر هدفه تسديد ضربات موجعة ومؤثرة لتنظيم "فجر ليبيا" الموالي لداعش لتشتيه قبل تشكيل خطر محتمل يهدد أوروبا من ناحية المتوسط".

وأكد أن قوات حكومة الوفاق بحاجة إلى دعم جوي لفك التكتل القوي للتنظيم السرطاني الذي يتمدد وسط ضربات محدودة تسددها القوات الليبية، مشيرا إلى أن طلب الحكومة الليبية المعترف بها في الأمم المتحدة استعانت بالولايات المتحدة والدول الغربية لدحر التنظيم مثلما يفعل العراق.

لكن رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، رفض استعانة حكومة الوفاق بقوات أجنبية لضرب داعش في ليبيا، معتبرا أن طلب الحكومة للولايات المتحدة بمثابة خرق للدستور على اعتبار أن هذه الحكومة لم تحصل ثقة البرلمان، حسبما جاء في مقابلة تليفزيونية مع شبكة سكاي نيوز عربية.

واعتبر الكاتب الليبي أن "الأطراف الليبية المعارضة للتدخل العسكري الغربي لديها حسابات ضيقة عن قيمة التدخل الغربي وتعمل بأجندة الاعتراض فقط لخلافات سياسية داخلية ضيقة ولكسب شعبية"، مستطردا: "لا شك أن هناك ملاحظات كثيرة على المشاركة العسكرية للقوات الأجنبية لكن في المجمل تبقى ضرباتها قوية لاستئصال سرطان داعش من ليبيا".

"اسأل عن النفط"
يقول الخبير العسكري، اللواء كتور مصطفى حامد، إن "الحصول على حصة من كعكة النفط الليبي وراء التدخل العسكري الأمريكي تحت غطاء شرعي وقانوني هذه المرة"، مشيرا إلى أن طلب التدخل الأمريكي جاء بعد فشل اتفاق حول تصدير النفط الليبي حاول المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر، ترتيبه مع قائد حرس المنشآت النفطية.

التدخل العسكري الأمريكي المعلن سبقه تدخل فرنسي، كذلك بريطانيا التي أعلنت عن وجود عناصر استخباريتية وعسكرية ناشطة في مناطق مختلفة في البلاد للحصول على صورة كاملة لعناصر المشهد الميداني في ليبيا.

يضيف حامد أن "الدول الغربية لا تتدخل عسكريا إلا ولديها أجندة مصالح تسعى لها"، لافتا إلى أن الدول الغربية لن تحقق رغبة حكومة الوفاق في التخلص نهائيا من داعش لكنها ستنفذ ضربات تستخدمها كغطاء لتحقيق مصالح مثل الحصول على النفط، على حد قوله.

واتفق الخبراء الثلاثة على أن التدخل الغربي لأجل دحر داعش بمثابة تحصيل حاصل وليس بجديد حيث أن بدأ في 2015 وتبقى الحجة المقنعة للعمل في ليبيا لكن الدول الغربية لن تنقذ ليبيا من ذلك المستنقع الفوضوي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان