لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سيناريو متكرر.. هل يحتاج السيسي إلى "وفد شعبي" لدعمه أمام قادة العالم؟

10:47 م الأحد 18 سبتمبر 2016

وفد شعبي لدعم السيسى

تقرير – محمود أمين وأحمد جمعة:

بينما اتجهت "مقدمة الرئاسة" إلى نيويورك للإعداد لسفر الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى هناك، لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة لدورتها الـ 71، كانت غرفة صناعة الإعلام تُحضر قوائم لعدد من الإعلاميين والسياسيين ونواب البرلمان والمشاهير؛ لمرافقة السيسي ومؤازرته وتوضيح ما يتم من جهود تبذل لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية لكافة طوائف الشعب أمام الأمم المتحدة".

هذه ليست المرة الأولى التي يتم تنظيم وفود شعبية لدعم الرئيس السيسي خارجيًا، فقد اعُتمد عليها منذ أيامه الأولى كرئيس للجمهورية عقب الإطاحة بنظام جماعة الإخوان، وبلغت أشدها في زيارته الأولى للمحفل الدولي الأكبر خلال العام الماضي، ووقف فنانون ومشاهير يهتفون باسمه أمام مقر إقامته ويرفعون صورته وعلم مصر بخط سير موكبه وأمام مقر الأمم المتحدة، ودائمًا ما لاحق هذه الوفود مناوشات لفظية واعتداءات مع أنصار جماعة الإخوان.

هذه المناوشات بلغت ذروتها في الاعتداء على الإعلامي أحمد موسى بأحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس خلال حضور السيسي لقمة المناخ، وكذلك سبق وتم الاعتداء عليه في العاصمة البريطانية لندن، وكذلك الاعتداء على الإعلامي يوسف الحسيني في نيويورك.
 ____ 192 فردًا، هو العدد الذي اعتبرته غرفة صناعة الإعلام ممثلًا للوفد الحالي لـ"تأييد ودعم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية متمثلة في رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، من أجل رفعة شأن الوطن وتقدم البلاد وصالحها العام، وتوضيح ما يتم من جهود تبذل لدعم الاقتصاد المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية لكافة طوائف الشعب المصري"، حسبما نصّ البيان الذي أصدرته الغرفة أمس السبت.


وقال مصدر مسؤول بالغرفة، لمصراوي، إنها ستتحمل مصاريف سفر وإقامة الوفد الشعبي خلال تواجده بنيويورك، نافيًا في الوقت ذاته تحمل رجال الأعمال لتكاليف تلك الزيارة.

وبحسب الموقع الخاص بحجز تذاكر السفر لشركة مصر للطيران، فإن تكاليف سفر الفرد الواحد من مطار القاهرة الدولي إلى مطار جون كيندي بنيويورك، تبلغ 9952 جنيه، خلال تلك الفترة. ومن المقرر أن يضم الوفد نحو 92 فرد، لتبلغ القيمة الإجمالية للسفر فقط نحو 915 ألف جنيه، بخلاف تكاليف الإقامة والتنقلات.

لم يعد بحاجة لـ"التهريج" !

"تهريج سياسي".. هكذا اعتبر الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مرافقة الوفود الشعبية لزيارات الرئيس الخارجية. وقال: "لا ضرورة لها، وهذا لا يحدث إطلاقا في أي دولة بالعالم تُدرك قيمتها وحجمها الصحيح".

وأبدى نافعة في تصريحات لمصراوي، امتعاضه من سفر وفد شعبي إلى نيويورك لمؤازرة الرئيس السيسي خلال إلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفًا: "لا أوافق على الوفود، لأنها لا تقوم بأي عمل مفيد، ومساعدي السيسي قد يرون أنه بحاجة إلى بعض مظاهر التأييد حتي يظهر أمام المحفل الدولي بتمتعه بقوة شعبية بغض النظر عن الأوضاع في المجتمع المحلي".

وأكد استاذ العلوم السياسي أن السيسي لم يعد بحاجة إلى مثل هذه الوفود خاصة بعد مرور ما يقترب من 3 سنوات على تنصيبه رئيسًا للجمهورية، فقد ثبتت شرعيته بصرف النظر عن طبيعة نظامه، و"لم يعد بحاجة إلى هذا التهريج".

وأوضح أن مشاركة الوفود ربما تضر صورة الدولة والرئيس في آن واحد، في ظل المشاحنات التي تحدث مع أنصار جماعة الإخوان بالخارج، ولذا فمن الأفضل ألا ترافق السيسي بعد ذلك.

اختيار عشوائي

في هذه الزيارة، ضمّ الوفد الشعبي صحفيين رياضيين لأول مرة، ونواب برلمان، ومجموعة من الإعلاميين والشخصيات العامة، من بينهم الإعلامي وائل الإبراشي، ولميس الحديدي، وعمرو الكحكي ، و يوسف الحسيني، والمهندس عمرو محمد فتحي، من غرفة صناعة الإعلام، والإعلامية إنجي أنور، والنائب عبد الرحيم علي، وخالد يوسف، وعضوي نقابة الصحفيين، خالد شبانة وخالد ميري، وصحفي الأهرام وليد الشرقاوي، وصلاح حسب الله، وهاني نجيب فوزي، ومنال عازر، وسولاف حسين وعلي محمد بدر، وطارق الخولي، وطارق رضوان، وسحر طلعت، وداليا فؤاد، وإيليا ثروت باسيلي، وأخرين.
 ____ 2الوفد الشعبي يتم اختياره بشكل عشوائي غير دقيق، هكذا وصف الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية، أفراد الوفد المرافق للرئيس عبد الفتاح السيسي في رحلته إلى نيويورك.


وأكد اللاوندي، في تصريحاته لمصراوي، على الدور الكبير الذي تقوم به الدبلوماسية الشعبية في الفترة الأخيرة، واتضح هذا الدور بشكل كبير في قضية سد النهضة، ومقتل الباحث الإيطالي جوليو رجيني، نافيًا في الوقت ذلك أي علاقة تربط بين الدبلوماسية الشعبية والرسمية ، التي تتركز على دورها في وصف الأوضاع على ارض الواقع وحجم الإنجازات والتقدم الذي حققته الدولة بعيداً عن العلاقات الرسمية.

وانتقد اللاوندي الوفد الشعبي المشارك، واصفاً إياهم بقليلي الخبرة في التعامل مع الجانب الأمريكي، ويجب عليهم الوصول إلى العقلية الامريكية، ويجب اختيار اشخاص عاصرت العلاقات الامريكية وقال " أتوقع أن يكون مردود الوفد الشعبي في رحلة نيويورك ضعيف جداً".

وأوضح اللاوندي أن سياسة اصطحاب وفود شعبية لم تكن مفعلة في الأنظمة السابقة وهي نظرية مستحدثة في النظام الحالي ولكن يجب إعادة ترتيبها للاستفادة القصوى من دورها، مشيرا إلى أن هناك دول كثيرة تطبق سياسة الوفود الشعبية، وتتمثل في رجال الاعمال والمستثمرين القادرين على جذب استثمارات على أرض بلادهم.

أقباط أمام الأمم المتحدة

الأمر لم يتوقف على اتجاه غرفة الإعلام، فقد دعا الوفد الكنسي الموفد من البابا تواضروس الثاني، الأقباط في ولاية نيوجيرسى، بضرورة الخروج لاستقبال الرئيس السيسي أثناء زيارته لنيويورك، وتنظيم وقفة ترحيب أمام مقر إقامته اليوم الأحد، ووقفة أمام الأمم المتحدة أثناء إلقاء كلمة مصر أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء المقبل.
 ____ 3واتفق مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عادل العدوى مع اللاوندي، في أهمية و دور الوفود الشعبية التي تشارك في الزيارات الرسمية.


وقال في تصريح لمصراوي، إن الوفود الشعبية هيّ الأساس لأنها تعبر عن الفئات المختلفة للشعب، ودورها ومشاركتها يدعم الوفد الرسمي بشكل كبير في توصيل سياسة الدولة ودائما ما تكون لها مصداقية كبيرة عن الوفود الرسمية.

وأضاف: "دور الوفود الشعبية مهم جداً لتوصيل اراء المثقفين، ولشرح وجهات النظر التي قد تعجز الوفود الرسمية لتوصيلها. العالم صغير ومترابط، وكل ما يحدث سهل الوصول إلية من خلال شبكة الإنترنت".

وأكد العدوي أن دور الوفود الشعبية والرسمية لا تأت ثمارها إذا كان هناك محاولة لخداع الطرف الأخر، وفي الحقيقة فهيّ تتحدث على أرض الواقع عن حالها في حجم الإنجازات والاستثمارات للمشاريع، وسياسة التضليل أصبحت من أدوات العصر القديم .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان